يومك الحقيقي يبدأ من الليلة الماضية، فالوقت الذي يسبق وقت النوم يعتبر وقت مهماً للغاية، وما تفعله قبل وقت النوم يحدد هل ستنام جيداً.
و يحدد أيضاً، إن كنت ستستيقظ في اليوم التالي نشيطاً أم لا.
بالنسبة لي كنت أعتقد أن الروتين الصباحي هو المفتاح الحقيقي لأمضي يومي بشكل نشيط، حتى أدركت أن الروتين الصباحي سيكون بلا فائدة إذا استيقظت متعباً و هامداً.
وأدركت أنه من الصعب أن تغادر سريرك و تبدأ يومك بنشاط إن لم تكن قد نمت جيداً، و جهزت ليومك في الليلة الماضية.
إذاً، فيومك يبدأ من الليلة الماضية.
و من أجل أن تبدأ يومك الجديد قم بتجربة هذه الأشياء قبل أن تذهب للنوم:
أفرغ ذهنك
إن نشاطنا اليومي يجعل أذهاننا تفيض بالخواطر و الأفكار و المخاوف و القصص، التي تتكرر مراراً و تكراراً.
أفرغ ذهنك قبل النوم، و دع كل ما يدور في ذهنك يتسرب حتى لا يستمر ذهنك بالفيضان خلال الليل و يوقف نومك المفيد.
قم بتجربة النصائح التالية:
- اكتب خواطرك قبل النوم
- تكلم عن يومك مع شريكك
- شاهد برامج تخدير الذهن (التي تجعلك تنسى البيئة المحيطة و تغوص في عالم الشخصيات)
و النقطة الأخيرة هي المفضلة لدي، فعادة ما أشاهد عروضاً تلفزيونية تدعى "التصاميم الكبرى" قبل النوم لأن بساطتها تسمح لي بالهروب من أفكاري،
و التركيز على الهياكل المادية للمنزل، مع الملاحظة أني لا أريد أن أصبح بناءً، و ليس لدي هدف لبناء المنازل أو ترميمها.
و هذا النوع من البرامج لا يعني لي شيئاً، حيث أنه لا يوجد شيءُ لأتعلمه و ليس لدي اهتمام بهذا المجال أياً يكن، و لكن قطع الاتصال الكامل مع أفكاري يساعدني في إفراغ ذهني.
و هناك العديد من أصدقائي ممن يؤيد و يدعم برامج تخدير الذهن هذه، و يجدونها مفيدة لهم لإفراغ أذهانهم قبل النوم، جربها بنفسك.
استرخِ
لتتجهز للنوم، يجب عليك أن تهدئ أعصابك قليلاً، و ان تنزل حمولتك من الأفكار و تبدأ بالاسترخاء.
اجلس على الأريكة أو استلقِ على الأرض أو اجلس في السرير، أو جِدْ طريقتك الخاصة للاسترخاء.
و بالتأكيد فإن وقت الهدوء هذا -و الذي يسبق النوم- سيجعل عقلك في حالة استرخاء. و بالطبع فجميعنا يملك طريقة للاسترخاء. قم بأداء هذا النشاط قبل النوم مباشرةً.
خذ حماماً دافئاً
يعتبر أخذ حمام دافئ طريقة ممتازة للاسترخاء، حيث يوجد العديد من الطقوس التي تتعلق بحرارة جسمك قبل النوم،
و مع أنه من المحتمل أن تكون هذه الطريقة فعالة و صحيحة، إلا أن نصيحة الاستحمام هذه لا يمكن الوثوق بها تماماً لتعطيك النتائج المطلوبة في الاسترخاء.
أما إذا كنت قلقاً بشأن الجدال حول الاستحمام قبل النوم، فيمكنك أخذ حمام دافئ بدلاً من الحمام البارد، لأن ما يهم هو مدة الاستحمام، و أن يصل الماء لكل جسمك. فصوت و حركة الماء لها تأثير تأملي يصعب تفسيره.
لا تتناول الطعام بعد 8 مساءً
تناول الطعام مباشرة قبل النوم يعتبر فكرة سيئة، فجسمك يحتاج وقت للراحة، و هذا الأمر يشمل معدتك.
و تعتبر أفضل طريقة -وجدتها بنفسي- لرفع مستويات الطاقة لدي هي إضافة فترة صيام لبرنامجي اليومي.
حيث أني أتوقف عن الأكل في الساعة 8 مساءً كل ليلة و لا آكل حتى الساعة 7 صباحاً في اليوم التالي.
و هذا الأمر -كما تؤكد الأبحاث- يعطي لجسمي الوقت الوفير لأداء وظائفه، و يمنع إضافة عدد من السعرات الحرارية اللامتناهية، و التي تجعله يعمل لوقت إضافي كي يعالجها.
جرب أن تعطي جسمك فترة راحة و لا تتناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل.
اقضِ وقتاً مع شريكك
إن قضاء وقتٍ كافٍ مع شريكك (أو مع شريكك في السكن أو عائلتك إذا كنت أعزباً) يعتبر طريقة جيدة لتجربة الاتصال البشري قبل النوم.
فنحن نقضي معظم يومنا أمام شاشات الهاتف الذكي، أو الحاسب الآلي حيث يمكننا بسهولة نسيان أنه يوجد مخلوقات حولنا تدعى الكائنات البشرية.
اسأل عن شخص يمكنك مساعدته، و بذلك يمكنك التقليل من التركيز على تفاصيل يومك، و هذه طريقة أخرى لإفراغ كل الأفكار من ذهنك. حاول أن تتواصل مع شخص ما قبل النوم.
دع همومك ترتاح
إن الذهاب إلى النوم برأس مليء بالهموم و القلق، لن يساعدك على النوم، فالهموم تبقينا مستيقظين و تجعل عقولنا تعمل باستمرار، على الرغم من أنك لا يمكنك إصلاح مخاوفك أثناء نومك.
و بالتأكيد فمحاولة التخلي عن مخاوفك و تركها ترتاح حتى الغد، بدون الحاجة لوضع خطط لحلها يعتبر فكرة مفيدة تستحق التفكير بها.
إذاً، فهدفك قبل النوم سيكون هو الخروج من وضع حل المشاكل، إلى وضع الراحة.
فكر فيما أنجزته
التفكير في الإنجازات التي حققتها يساعدك على النوم.
عندما تفكر فيما أنجزته ستشعر بالفخر، و سيجعل ذلك ليومك معنىً، و سيُعطي قيمة للصراعات التي خضتها.
و يمكن أن تعمل هذه الفكرة كمهدئ لك قبل النوم. نحن نحقق الكثير من الإنجازات في كل يوم، و ربما يساعدنا التفكير فيها على أن نكون جاهزين للغد.
لا تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة قبل النوم
بصراحة أنا أفعل هذا الشيء مثلك أيضاً، حيث أني لا أقاوم ألا أتصفح موقع لينكد إن "LinkedIn" حتى وقت متأخر من الليل، على الرغم أن ذلك يفسد نومي.
حيث أن كل ما يتطلبه الأمر هو تعليق طائش أو الحاجة إلى مقارنة نتائجي بنتائج شخص آخر حتى يضطرب نومي.
و دائماً ما يوجد شيء لأدائه على مواقع التواصل الاجتماعي:
- منشور آخر لرؤيته،
- و تعليق آخر لكتابته،
- و كاتب آخر لقراءة مقالاته،
- و حقيقة ممتعة لمعرفتها و فرصة أخرى لاغتنامها.
و للعلم فإن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم يجعل عقلك يقطع مليون ميل في الساعة، و هذا هو عدو الراحة.
حيث أن هذه المواقع تثير الأفكار و تدخل كمية هائلة من المعلومات إلى دماغك بإيقاع متسارع،
و هذا بدوره يفسد راحتك.
حاول أن تنتهي من تصفحك للمواقع مبكراً. إذ أنك بذلك ستتمكن من التركيز على الاسترخاء و الاستعداد للغد.
تذكر أن هناك -دائماً- وقت لزيارة مواقع التواصل في الغد إذ أنها لن تذهب لأي مكان.
كن ممتناً لشيءٍ ما
ليس عليك أن تتحلى بالكمال، و البراءة، أو أن تكون مثالياً، فالشعور بالامتنان لشيء واحد يساعدك لتدرك النعم التي تملكها.
حيث أنك تحصل كل يوم على هدية واحدة، كأن يسير معك شيء بشكل صحيح، من ضمن الأشياء الكثيرة التي تحدث بشكل خاطئ.
و هذه النعمة نقطة جيدة للتركيز عليها و التفكير فيها و التعايش معها بسلام.
كل يوم هناك شيء واحد يسير على ما يرام بالنسبة لك، فما هو؟
- هل عملت السيارة بشكل جيد؟
- هل فتح أحدهم لك الباب؟
- هل قام عميلك بأداء ما طلبته منه؟ هل حصلت على وقت فراغ لتقرأ كتاباً؟
و بالتأكيد فيوجد العديد من الأشياء التي سارت معك بشكل صحيح هذا اليوم.
ما عليك إلا أن تتذكر واحدة منها، و هذا التذكر -بامتنان- سيساعدك على الاستعداد للغد و الاستيقاظ نشيطاً.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
مقال ممتاز
نتطلع للقادم
معلومات قيمة نشكركم.
يبدأ الكتاب بمقال، وتُبنى المكتبة بكتابٍ إثر كتاب، وسلم التكريم والتميز تصنعينهُ وترتقيه درجةً إثر درجة، وفقكِ الله لما ينفع بني الإنسان.
معلومات مفيدة جداً. شكراً لكِ ابتهال.