إذا كان الشخص قادراً على تحديد أعراض التوتر لديه ، فيمكن لذلك، مساعدته على إدارة و تحسين صحته العقلية.
و بالتأكيد يمكن لمجموعة متنوعة من السيناريوهات أن تجعل الناس يشعرون بالتوتر من ناحية ، و قد تختلف الأعراض من شخص لآخر من ناحية أخرى.
و تشمل بعض أعراض التوتر الشائعة، الصداع و اضطراب المعدة و أنماط الأكل غير المنتظمة. و يمكن أن يكون التعرض للتوتر المزمن ضاراً بصحة الشخص على المدى الطويل.
توضح هذه المقالة العلامات و الأعراض المحتملة للتوتر. كما أنها تستكشف المضاعفات التي قد تحدث عندما يعاني الشخص من الكثير من التوتر ، و أخيراً تعرض الكيفية التي يستطيع بها للشخص التعرف على التوتر و يحسن إدارته وعلاجه.
علامات و أعراض التوتر
تختلف علامات التوتر وأ عراضه من شخص لآخر. و كذلك ، يمكن أن تؤدي العديد من المحفزات المختلفة إلى استجابة مرهقة لكل شخص.
و مع ذلك ، تشمل بعض أعراض التوتر الشائعة ما يلي:
أوجاع و آلام الجسم
خلال نوبة التوتر ، قد تصبح عضلات الجسم مشدودة. حيث أن الشد هو استجابة جسدية للتوتر الذي يسمح للجسم بحماية نفسه من الإصابة.
و بالتالي إذا ظلت العضلات مشدودة لفترة طويلة من الزمن ، فقد يستجيب الجسم عن طريق إثارة تفاعلات توتر أخرى ، مما يزيد من خطر الاضطرابات المرتبطة بالتوتر.
الصداع
قد يعاني، الأشخاص الذين يعانون من إجهاد الصداع أو نوبات الصداع النصفي أثناء شعورهم بالتوتر، قد يعانون أيضاً من شد عضلي في أكتافهم و رأسهم و رقبتهم.
و في الورقة البحثية التي نشرت في مجلة الطب السلوكي Journal of Behavioral Medicine، درس الباحثون ردود فعل 86 مشاركاً خلال اختبار للرياضيات لمدة 20 دقيقة.
فوجد الباحثون أن التهيج و القلق و التنبه، قد زاد من حدة الصداع أثناء المهمة المجهدة (المثيرة للتوتر).
و بشكل عام ، شعر أولئك الذين عانوا من الصداع أثناء اختبار الرياضيات العقلية بالغثيان ، و كان لديهم مشاعر سلبية ، و كان لديهم -أيضاً- توقعات أعلى لنجاحهم قبل بدء الصداع.
و من خلال الدراسة خلص الباحثون إلى أنه عندما يبالغ المشاركون في بذل جهودهم، و عندما يتعذر عليهم تعديل مشاعرهم خلال الحدث المثير للتوتر ، فإن لديهم فرصاً أكبر في مواجهة الصداع.
حب الشباب و الأمراض الجلدية الأخرى
لاحظ العلماء وجود علاقة بين حب الشباب و التوتر.
و لهذا الأمر ، أجرت مجموعة من الباحثين دراسة لاختبار النظرية القائلة بأن إنتاج الزهم يزداد أثناء المواقف العصيبة.
إذ قد يلعب إنتاج الزهم دوراً مهماً في حب الشباب لدى المراهقين.
و من غير الواضح حالياً ما إذا كان التوتر النفسي يزيد من إنتاج الزهم ، و الذي قد يؤدي إلى ربط التوتر بزيادة حب الشباب أو تفاقمه.
فقد تابع الباحثون مجموعة من طلاب المدارس الثانوية على مدار العام.
و كانت مستويات التوتر أعلى خلال فترة الامتحان و أقل في الصيف. و قد لاحظ الطلاب، حب الشباب الأكثر حدة خلال الأوقات العصيبة ، لكن الباحثين لم يلاحظوا زيادة في إنتاج الزهم.
و على الرغم من أن حب الشباب قد يتفاقم مع التوتر ، إلا أن الباحثين لم يحددوا السبب بعد.
اضطراب المعدة
يمكن أن يعطل التوتر، الاتصال بين الأمعاء و الدماغ. و من هذه الناحية، يشير بعض الناس إلى هذا الأمر، على أنه "يعاني من معدة عصبية".
قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أثناء المواقف العصيبة ألم البطن والانتفاخ.
قد يؤثر الإجهاد أيضًا على البكتيريا التي تعيش في الأمعاء.
كذلك، يمكن أن يؤثر التعرض للتوتر في وقت مبكر من الحياة، على كيفية تفاعل الجهاز العصبي و الجسم، مع التوتر على المدى الطويل.
و يمكن أن هذا يزيد من خطر اضطرابات الجهاز الهضمي في وقت لاحق في مرحلة البلوغ.
اضطرابات الأكل
قد يعاني بعض الأشخاص من الإفراط في تناول الطعام أثناء التجارب العصيبة و المجهدة ، بينما قد يعاني البعض الآخر من نقص في تناول الطعام.
و في الواقع ، تشير الدراسات إلى أن حوالي 40 ٪ من الأشخاص يزيدون من تناول السعرات الحرارية و 40 ٪ سيقللون من السعرات الحرارية عند التوتر.
و أنه، من غير المحتمل أن يعاني 20 ٪ من الأشخاص الآخرين من تغير في عاداتهم الغذائية.
و من خلال ذلك يقترح الباحثون أن التوتر غير المنضبط، يمكن أن يؤدي إلى تغييرات سلوكية بيولوجية عصبية قد تؤثر على أنماط الأكل.
اضطرابات النوم
قد يواجه بعض الأشخاص ، خلال الأوقات المجهدة (وقت حدوث التوتر) ، صعوبة في النوم. إذ تشير الدراسات إلى أن بعض العوامل قد تدل على تأثير التوتر على النوم ، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية
- تاريخ العائلة
- الجنس (أي أن تكون أنثى أو ذكر)
- التوتر البيئي (الجو البيئي المحيط)
إساءة استعمال المواد المخدرة
أظهرت بعض الدراسات أن التوتر الشديد أثناء الطفولة ، بما في ذلك الصدمة ، يمكن أن يزيد من خطر تعاطي المخدرات في وقت لاحق من الحياة.
و قد يكون أحد الأسباب المشتبه بها التي تؤثر على ضغوطات تعاطي المخدرات من خلال تنشيط مناطق الدماغ المماثلة.
و يمكن للتوتر النفسي أن يفعِّل هذه المناطق ، لذلك عندما يستخدم الشخص المخدرات ، فإن مراكز التحفيز الخاصة به تتكيف بالفعل مع تأثيرات الدواء.
و ربما يجد الأشخاص -الذين يعانون من التوتر- أنفسهم يستخدمون العقاقير الترويحية أو يشربون الكحول أكثر من المعتاد. و هذا بدوره يزيد من خطر تطوير الاعتماد على المادة.
أعراض التوتر الأخرى
نظراً لاختلاف استجابة كل شخص للتوتر ، فقد أبلغ البعض عن أعراض أخرى ، مثل:
- عدم التركيز
- تغيرات في المزاج
- فقدان الاهتمام
- انخفاض الرغبة الجنسية
مضاعفات التوتر المزمن
يمكن أن يسبب التوتر المزمن مشاكل في أنظمة الجسم التالية:
- المناعة
- الجهاز الهضمي
- القلب والأوعية الدموية
- الإنجاب
يزيد التوتر على المدى الطويل من خطر الإصابة ببعض الحالات ، بما في ذلك أمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم و السكري و الاكتئاب و القلق.
تشير جمعية علم النفس الأمريكية إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر أيضاً على الغدد الصماء و الجهاز التنفسي.
على سبيل المثال ، و قد يعاني بعض الأشخاص من ضيق التنفس و التنفس السريع خلال فترات التوتر.
كذلك سيعاني الأشخاص المصابون بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن و حالات الجهاز التنفسي الأخرى من تفاقم أعراضهم.
و سيكون لدى أولئك الذين يعانون من التوتر المزمن زيادة في إنتاج الكورتيزول.
و على الرغم من أن الكورتيزول مفيد لآلية "القتال أو الهروب" ، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى التعب المزمن و على السمنة ، من بين حالات أخرى.
علاج و إدارة التوتر
تقترح المعاهد الوطنية (الأمريكية) للصحة (NIH) عدة استراتيجيات للمساعدة في التعامل مع التوتر. إليك مزيد من التفصيل.
انتبه لعلامات التوتر و أعراضه
إن الاحتفاظ بدفتر للأعراض التي يعاني منها الشخص خلال فترات التوتر يمكن أن يساعده على تتبع ما يشعر به.
كذلك ، يمكن أن تساعد كتابة المذكرات، الأشخاص على تحديد ما الذي يسبب توترهم بالضبط.
و يمكن أن تساعدهم معرفة المحفزات على منع الأعراض عن طريق التحكم في استجاباتهم للتوتر.
مارس الرياضة بانتظام
يقترح الخبراء أن المشي لمدة نصف ساعة يومياً يمكن أن يحسن المزاج و يخفف التوتر.
فالتمرين المنتظم و النشاط اللطيف كافيان للمساعدة في تخفيف توتر العضلات ، إلى جانب الأوجاع و الآلام الجسدية الأخرى التي تحدث بسبب التوتر.
جرب ممارسة الاسترخاء
قد يجد الناس أنشطة مختلفة الاسترخاء. فالتأمل و استرخاء العضلات و تمارين التنفس هي بعض الأمثلة على الأنشطة التي يمكن أن تساعد الشخص على التحكم بالتوتر و تحسين المزاج.
و بالنسبة لأولئك الذين يعانون من التوتر المزمن ، فإن جدولة أنشطة الاسترخاء بانتظام قد تساعدهم على إدارة التوتر والتحكم فيه.
حدد الأولويات
يشعر بعض الناس بالتوتر عندما يكون لديهم الكثير للقيام به.
يمكن أن يساعد وضع قائمة بالعناصر و تحديد الأولوية القصوى الشخص على إنجاز المهام الأكثر أهمية أولاً.
و كذلك يمكن أن يساعد رفض المهام الجديدة في منع التوتر.
و بالفعل سيشعر الأشخاص الذين يركزون على العناصر التي أكملوها في نهاية اليوم أنهم أكثر إنتاجية من أولئك الذين يركزون على ما لم ينجزوه.
تواصل مع الآخرين
على الغالب فإن كل شخص يعاني من التوتر بشكلٍ نسبي. و يمكن أن يساعد وجود مجموعة دعم من أشخاص آخرين بعض الأشخاص في إدارة ضغوطهم.
و قد تقدم مجموعات الدعم الاجتماعي، الدعم العاطفي و النصائح العملية لمساعدة الشخص على إدارة ضغوطه بشكل أفضل.
و بالطبع سيستفيد الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن أيضاً من أنواع مختلفة من العلاج ، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي و علاج ردود الفعل البيولوجية Biofeedback therapy (و هو علاج غير دوائي يتعلم فيه المرضى التحكم في العمليات الجسدية التي تكون غير إرادية عادةً ، مثل توتر العضلات أو ضغط الدم أو معدل ضربات القلب).
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
تخفيف التوتر : ثلاثة 3 مكملات عشبية لتخفيف التوتر