لا يوجد أفضل وقت في اليوم لتناول الفاكهة – إذ يمكن للأشخاص الحصول على فوائد صحية مماثلة من الفاكهة في أي وقت من اليوم.
و مع ذلك ، يمكن للأشخاص الذين يعانون من فقدان الوزن أو مرض السكري الاستفادة من توقيت تناول الفاكهة.
و تزعم العديد من المصادر على الإنترنت أنه يمكن للأشخاص الحصول على فوائد صحية أفضل من الفاكهة إذا تناولوها بعد الظهر أو على معدة فارغة أو إذا تجنبوا تناول الفاكهة مع أطعمة معينة.
و من ناحية أخرى لا يوجد دليل لدعم هذه الادعاءات.
في هذه المقالة ، نستكشف الأساطير المختلفة المرتبطة بوقت تناول الفاكهة. هيّا بنا..
دحض الخرافات
هناك العديد من الخرافات حول موعد تناول الفاكهة.
سنناقش أربعة من الأساطير الأكثر شيوعاً و الأدلة التي تقف وراءها.
خرافة 1: وقت بعد الظهيرة هو أفضل وقت لتناول الفاكهة
تشير بعض المصادر إلى أن تناول الفاكهة بعد الظهر يمكن أن يوفر فوائد صحية أكثر من تناول الفاكهة في الصباح.
و يقول البعض الآخر بشكل مختلف ، مدعين أن أفضل وقت هو أول شيء في الصباح بكوب من الماء.
و مع ذلك ، لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن تناول الفاكهة في الصباح أو بعد الظهر يغير الكيفية التي تؤثر بها الفاكهة على صحة الشخص.
و تستند النظرية الكامنة وراء تناول الفاكهة في فترة ما بعد الظهر على فكرة أن تناول وجبة خفيفة تحتوي على نسبة عالية من السكر خلال ذلك الوقت يمكن أن ترفع مستويات السكر في الدم و "تنبه" الجهاز الهضمي.
و مع ذلك ، فإن جميع الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات ترفع مستويات السكر في الدم ، و أن الوقت من اليوم له تأثير ضئيل على ذلك.
و يعد الجهاز الهضمي جاهزاً -بشكلٍ دائم- لبدء العمليات الهضمية في أي وقت من اليوم.
و مع ذلك -عند اختيار وجبة خفيفة بعد الظهر- تعد الفاكهة خياراً ممتازاً.
تحتوي الفاكهة على نسبة عالية من الألياف و الكربوهيدرات المعقدة ، مما يعني أنها تستغرق وقتاً أطول للهضم من الكربوهيدرات البسيطة ، مثل الخبز الأبيض.
يمكن أن يساعد ذلك على إبقاء الناس ممتلئين لفترة أطول، و يساعد في تجنب الوجبات الخفيفة غير الصحية خلال اليوم.
و توفر الفاكهة أيضاً مجموعة كبيرة من الفيتامينات و المعادن و الفوائد الصحية. و يمكن أن يوفر استهلاك الفاكهة مع الدهون الصحية أو البروتين توازناً جيداً، و طاقة أكثر استدامة.
استمتع بالفاكهة مع حفنة صغيرة من المكسرات أو البذور أو بعض الأفوكادو لتناول وجبة خفيفة غنية بالعناصر الغذائية.
خرافة 2: تجنب تناول الفاكهة قبل النوم
إن تناول وجبة كاملة في الساعات التي تسبق النوم -بشكلٍ عام- يمكن أن يقطع دورات نوم الشخص.
و مع ذلك ، عند تناول وجبة خفيفة في الليل ، فمن غير المحتمل أن تتداخل الفاكهة مع النوم ، مقارنة بالأطعمة الأخرى ، و خاصة الأطعمة المصنعة.
و وفقاً للمؤسسة الوطنية للنوم The National Sleep Foundation، فإن تناول أطعمة معينة قبل النوم يمكن أن يتعارض مع النوم بسبب العمليات الهضمية للجسم.
و يوصي الخبراء بتجنب الأطعمة التي تحتوي على السكريات المصنعة قبل النوم مباشرة ، حيث يمكن أن تتسبب في ارتفاع مستويات الطاقة و انخفاضها بسرعة.
و قد يكون اختيار الفاكهة الطازجة خياراً أفضل.
و يؤكد اخصائيو الصحة أن تناول الموز قبل النوم يوفر البوتاسيوم الذي قد يمنع تقلصات الساق ليلاً.
يمكن أن يساعد تضمين الفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم ، مثل الموز أو المشمش أو التمر ، في الاسترخاء و النوم بشكل أفضل.
خرافة 3: أكل الفاكهة على معدة فارغة
يعتقد بعض الناس أن تناول الفاكهة على معدة فارغة يوفر فوائد صحية أكبر. لقد تم تعميم هذه الأسطورة بشكل رئيسي من خلال مواقع الويب و سلاسل البريد الإلكتروني.
و الفكرة هي أن تناول الفاكهة مع وجبة يبطئ عملية الهضم ، مما يعني أن الطعام يبقى في المعدة لفترة طويلة و يمكن أن يتعفن أو يتخمر.
و هنا تقول النظرية أن هذا يسبب الغازات و الانتفاخ و عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
في حين أنه من الصحيح أن الفاكهة تبطئ عملية الهضم - الفاكهة غنية بالألياف ، مما يبطئ تقدم الطعام من خلال الجهاز الهضمي - هذا ليس بالشيء السيئ.
فالألياف تعتبر جزءاً مهماً من جميع الأنظمة الغذائية، فهي تعزز صحة الأمعاء. و من ناحية أخرى يساعد الهضم البطيء أيضاً، الشخص على الشعور بالشبع لفترة أطول.
حتى لو بقيت الفاكهة في المعدة لفترة غير معتادة من الوقت ، فلن تتاح للفاكهة فرصة للتعفن بسبب قدرة المعدة على منع فرط نمو البكتيريا.
إذ أن معظم الكائنات الحية الدقيقة غير قادرة على النمو داخل حموضة المعدة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي التحدث مع الطبيب أو أخصائي التغذية حول الاحتياجات والعلاجات المحددة التي قد تساعد في عملية الهضم.
خرافة 4: داء السكري و الفواكه، منفصلة عن الوجبات
تقول مطالبة أخرى -عبر الأنترنت- أن أفضل وقت لمرضى السكري لتناول الفاكهة هو 1-2 ساعات قبل أو بعد تناول الوجبة.
تستند هذه الأسطورة على الفكرة -كما نوقش سابقاً- أن تناول الفاكهة مع وجبة يمكن أن يتداخل مع الهضم ، و أن هذا يمكن أن يؤثر بشكل خاص على شخص مصاب بداء السكري ، بسبب مشاكل الهضم المشتركة التي تحدث.
-
أولاً
، لا يوجد دليل يشير إلى أن تناول الفاكهة بشكل منفصل عن الوجبات سيحسن عملية الهضم.
-
ثانياً ،
بالنسبة لشخص مصاب بداء السكري ، يمكن أن يؤدي تناول الفاكهة بمفرده إلى دخول السكريات إلى مجرى الدم بسرعة أكبر ، مما قد يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم أكثر من تناول الفاكهة مع الأطعمة الأخرى.
و بدلاً من تناول الفاكهة بشكل منفصل ، يمكن للشخص المصاب بداء السكري الاستفادة من إقران الفواكه مع الأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين أو الألياف أو الدهون.
فوفقاً للبحث ، يساعد البروتين والألياف والدهون المعدة على إبطاء إطلاق الطعام إلى الأمعاء الدقيقة.
و بهذه الطريقة ، يمتص الجسم كميات أقل من السكر في المرة الواحدة ، مما يحد من تأثيره على مستويات السكر في الدم.
تظهر الأبحاث أيضاً أن الألياف القابلة للذوبان، يمكن أن تقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم ، مما قد يكون مفيداً جداً لمرضى السكري.
و بالإضافة إلى ذلك ، فإن الاستمتاع بقطعة من الفاكهة قبل تناول الوجبة يمكن أن يساعد في منع الإفراط في تناول الطعام ، لأنه يساعد في الشعور بالشبع في وقت أقصر.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الوقت المناسب لتناول الفواكه - هل يمكن أن نتناولها بعد الوجبات؟