دروس في التغيير من فأرين يبحثان عن الجبن في متاهة
أذكر انه و عندما كان عمري 16 عاماً، أعطاني عمي، و هو شريك في شركة استشارية كبيرة، كتابين لديه نسخ احتياطية منهما.
أحدهما كان يسمى "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي Who Moved My Cheese ؟"
عندها ، نظرت إلى الغلاف، و قررت أنه "كتاب للمدراء book for managers,"، ومن ثمَّ وضعته على رف الكتب الخاص بي.
و على مدى السنوات العشر المقبلة، سيبقى الكتاب هناك، كما هو، وسيظل مغلفاً كما استلمته.
أما اليوم، فإنني أتمنى لو كانت صورة شريحة الجبن الكبيرة على الغلاف قد أثارت اهتمامي بما يكفي لفتحه في وقت أقرب.
و في الواقع، فقد كان هذا أحد الأمور القليلة التي أثارت ندمي الكبير في الحياة، لأن بداخل هذا الكتاب قصةً رائعة - قصة ربما قادتني إلى الكتابة قبل خمس أو ثماني أو عشر سنوات من الآن.
فقد كتب سبنسر جونسون Spencer Johnson هذا الكتاب لتعليم الناس درس بسيط من خلال قصة مؤثرة: لا داعي للخوف من التغيير.
و إذا سعيت إليه، فستستمتع أكثر، وستعمل بشكل أفضل مع الآخرين، وستحقق أهدافك بسرعة أكبر.
إن كتاب "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟"
يقص عظةً عن قزمين و فأرين جميعهم في متاهة يبحثون عن الجبن. حيث تمثل كل شخصية موقفاً مختلفاً تجاه التغيير،
بينما تمثل قطعة الجبن ما نعتبره نجاحاً .
و فيما يلي 3 دروس ستساعدك عزيزي القارئ على تحويل التغيير إلى حليف لك و الاستمرار في التطور دائماً
1. توقف عن التفكير في الجبن الخاص بك، و ابدأ في السعي إليه :
سنيف Sniff و سكوري Scurry هما اسما الفأرين داخل متاهتنا. و هما يقضيان معظم وقتهما في الجري صعوداً و هبوطاً في ممرات المتاهة بحثاً عن الجبن.
و هما يستديران عند الزاوية، ويركضان حتى نهاية الممر، ويكتشفان ما إذا كان هناك أي جبن، وإذا لم يكن كذلك، يستديران ويعودان إلى الخلف.
لقد كان هذا هو نمطهما، وعلى الرغم من أنه يبدو نوعاً ما طائشاً وغير منظم، إلا أنه في الواقع يوفر لهم الكثير من الوقت والطاقة.
و بينما يقضي القزمان : هيم Hem و هاو Haw ، أيامهما أيضاً في المتاهة بحثاً عن الجبن، ولكن ليس لأنهما جائعان – بل لأنهما يعتقدان أن العثور عليه سيجعلهما يشعران بالسعادة والنجاح.
و مع ذلك، وبسبب عقليهما المعقدين، فإنهما يفكران كثيراً في ...
- كيف يمكنهما العثور على الجبن بشكل أسرع.
- ما هي الاستراتيجيات التي ستعمل بشكل أفضل في اجتياز المتاهة.
- كيفية تتبع تلك الاستراتيجيات.
- كيف سيكون شعورهما عند العثور على الجبن.
- متى سيجدانه في النهاية.
و أخيراً، يتسألان عما إذا كان هناك أي جبن في المتاهة على الإطلاق كلما انتهى بهما المطاف في زاوية فارغة أخرى.
نعم عزيزي القارئ ، هكذا هي الحياة. كل دقيقة تقضيها في التساؤل عن شكل النجاح،
وكيفية تحقيقه، وما إذا كان ذلك ممكناً ، وكيف ستشعر في المستقبل، هي دقيقة لا تقضيها في العمل على تحقيقه.
و لطالما كان البشر كائنات معقدة، إلا أن هذا لا يعني أن علينا أن نجعل كل شيء معقداً .
لذلك ، كن أكثر مثل سنيف و سكوري ، و ابدأ الركض و دع الحياة تتكشف أمامك.
2. حتى أكبر قطعة من الجبن لا تدوم إلى الأبد، لذلك ابق دائماً في حالة حركة :
عندما عثر سنيف وسكوري على كمية كبيرة من الجبن في القسم "س"، استمتعا بثمار عملهما. ومع ذلك،
وعلى الرغم من تناول وجبة خفيفة كل يوم، ظلّا منتبهين.
و مع استمرار اختفاء الجبن بمقدار لقمة واحدة في كل مرة، قررا في النهاية المضي قدماً من تلقاء نفسيهما. وسرعان ما عثرا على المزيد من الجبن في القسم "ن".
أما عندما عثر هيم و هاو ، على القسم "س"، استقرا هناك، واعتادا بسرعة على الوضع الراهن الجديد. و انغمسا في مهرجانٍ من الجبن في كل يوم .
و أصبح مركز حياتهما. لقد اعتقدا أنه كان مكافأة عادلة لعملهما الشاق.
ولسوء الحظ، فقد كانا منشغلين جداً بقطعة الجبن، إلى حد أنهما لم يلاحظا أنها كانت تختفي بمقدار قطعة واحدة في كل مرة.
كما أصبحت بعض الزوايا متعفنة، وذات صباح استيقظوا على صدمة رهيبة : شخص ما حرك قطعة الجبن خاصتهم.
عندها شعر كل من هيم و هاو بالاكتئاب. وأحسّا بمعاملة غير عادلة. حيث كانا في حالة إنكار.
وعوضاً عن المغامرة في البحث عن جبن جديد، ظلّا عابسين في القسم "س"، وأصبحا أكثر جوعاً وضعفاً من أي وقتٍ مضى.
لن يدوم أي جبن إلى الأبد. و التغيير يحدث دائماً، عاجلاً أم آجلاً
و بدلاً من أن تخدع نفسك بأن الأشياء ستبقى على حالها إلى الأبد، فما عليك إلا أن تبقي عيناً على الأفق على نحو دائم . و ابحث دوماً عن التغيير.
3. هناك دائماً جبن جديد ينتظر العثور عليه، و في اللحظة التي تبدأ فيها في التحرك، ستتحسن الأمور.
يكمن أفضل جزء في الجبن بأنك لست مستعد للاستقرار بمجرد أن تجده. بل أن هناك دائماً المزيد من الجبن الذي يمكن العثور عليه.
و في النهاية، سئم هاو من الجلوس، لذلك قرر البحث عن جبن جديد بمفرده. وبمجرد أن بدأ في التحرك، تحسن وضعه.
لقد وجد القليل من القطع هنا وهناك، لكن ذلك كان بالفعل أفضل بكثير من عدم القيام بأي شيء والشعور بالشلل بسبب الخوف.
و هكذا ، و بمجرد أن تجد الشجاعة للمضي قدماً على الرغم من مخاوفك، فلن تكون قبضة الخوف عليك قوية أبداً كما كانت من قبل.
لقد أدرك هاو أنه كدّس الكثير من المخاوف في رأسه - وكانت تلك المخاوف أسوأ بكثير حتى من أكبر تحدياته.
و من ثم واصل استكشاف المتاهة مفعماً بالثقة. و من ثمَّ وجد سنيف و سكوري في القسم "ن"، جنباً إلى جنب مع قطعة من الجبن، حيث تشارك ثلاثتهم آخر مكافأتهم قبل مواصلة السير معاً.
الملخص
يوضح لنا كتاب "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" كيف نتوقف عن الخوف من المستقبل. إنه دليل للتطور في عالم الثابت الوحيد فيه هو التغيير، وحيث يكون عدم اليقين أمراً مفروغاً منه علينا أن نتعلم قبوله.
و إليك عزيزي القارئ في النهاية ثلاثة دروس جيدة نستخلصها من هذا الكتاب:
- فقط ابدأ في البحث عن الجبن الخاص بك. فكلما فكرت في الأمر أكثر، كلما قيّدك الشلل.
- لا شيء يدوم إلى الأبد.لذا عليك أن تبقي عينيك مفتوحتين دائماً . إذ أن التغيير التالي سيكون قاب قوسين أو أدنى.
- يوجد دائماً جبن جديد ينتظر العثور عليه. ولذا و عند اختفاء مخزونك الحالي، ابدأ في التحرك. وبمجرد أن تفعل ذلك، ستتحسن حياتك.
"ماذا كنت ستفعل لو لم تكن خائفاً؟" - سبنسر جونسون
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة : ما هي صفات الأشخاص السعداء ؟
ماذا تعرف عن عادات الأشخاص الناجحين؟ عادات الأشخاص الأقوياء عقلياً