الحياة غير عادلة، ربما تتردد هذه العبارة كثيراً على سمعك، سواءً أكنت تعتقد بذبك أم لا. و لكن بالفعل فالعدل هو أمرٌ ذاتي غير موضوعي.
إذ أنه عندما تسير الأمور بسلاسة فإن كل شيء قد يبدوا عادلاً. فها أنت تحلق في سماء الواقع ، و تنغمس في كل الأشياء الرائعة التي تقدمها الحياة لك ، و لكن بمجرد أن تواجه عواصف المشاكل، و الأزمات في الحياة .
فإنك ستبدأ في الشعور بأن كل شيء ينقلب عليك.. كل شيء يشعر بذلك ... كل شيء ليس عادل .
و الأمر كله هو أن الحياة تعمل وفقاً لشروطها الخاصة و ليس وفقاً لشروطك و تصوراتك.
و على الرغم من أنك قد لا تحب هذه القواعد، التي تضعها الحياة ، فهذا واقع الأمر، ليس إلا.
و بالتالي، بدلاً من رفض قبول وجود تلك القواعد و الاشتراطات ، فإنه قد يكون من الأفضل الاعتراف بها، و الاستمرار في التطلع لما هو أفضل .
و هما صديقنا العزيز إليك خمسة 5 أشياءٍ عادية عن الحياة يمكن أن تبدو غير عادلة بشكل كبير :
1- يتمتع بعض الأشخاص بطبيعة الحال بقوة أعظم من الآخرين :
تخيل لو كنت ستختار شخصين بشكل عشوائي و ستعطيهم دروس في العزف على آلة الكمنجة خلال نفس الفترة الزمنية ، و سيحصل كل منهما على نفس الدروس و سيتابعا 10,000 ساعة من الممارسة الفعلية .
فهل تعتقد -حتى و لو تم اعطائهما نفس الفرص- سيستطيع أحدهما أن يتفوق على الآخر في العزف على الكمان ؟
إن الجواب قد يكون "نعم" ، فالأشخاص الذين لديهم ميول طبيعية لمهارة معينة لديهم المواهب الأساسية التي تجعلهم يؤدونها بشكل أفضل ، على سبيل المثال قد يولد شخص ما، بسماتٍ جسدية مناسة بشكلٍ كبير لأداء مهمة معينة .
و في الغالب نحن نعتقد -بشكلٍ كبير- أن أي شخص يمكنه تحقيق أي شيء إذا بذل الوقت و الجهد اللازمين لذلك ، و مع ذلك إذا لم يكن الشخص مناسباً للقيام بمهمة معينة ، فمن الأفضل أن يستهلك طاقته في مكان آخر .
من المنطقي إيجاد نقاط قوتك و استخدامها لصالحك بدلاً من اختيار شيء يبدو لك جذاباً، أو شائعاً، و محاولة جعله مناسباً لك.
2- النجاح الهائل يعد -بشكلٍ كبيرٍ- نتيجة للحظ
نحن ننظر إلى الأشخاص الذين حققوا مستويات عالية من النجاح، و نعجب بذكائهم، و عملهم الشاق و مثابرتهم .
و لكننا -في نفس الوقت- نرى أن صاحب الأداء، الأعلى أجراً، يعد متفوقاً على صاحب الأداء الذى يتقاضي أجراً أقل .
و الحقيقة هي أن جزءاً كبيراً من تلك الفجوة يعود إلى الحظ .
و نحن لا نحب أن نصدق هذا ، لأن الحظ خارج نطاق سيطرتنا إلى حدٍ كبير، نحب أن نعتقد بدلاً من ذلك أن العمل الجاد و الموهبة وحدهما يمكن أن تقفز بشخص ما من "جيد" إلى "غير عادي ".
و يمكن أن يأخذك العمل الجاد و المهارة إلى مستوى أعلى من المتوسط . و لكن من أجل الوصول إلى المستويات العليا فإن ذلك يتطلب مزيجاً من الفرص و التوقيت ، و هي عوامل خارجية، خارجة عن سيطرتنا.
3- البيئة التي تتخذ فيها قرارات حياتك الرئيسية لها تأثير مهم
إذا ذهب زملاؤك إلى الكلية ، فمن المرجح أن تذهب إلى الكلية.
و إذا كان كل من حولك يتراخى ، فلا تعتقد أنك ستكون الشخص الذي سيثير الجميع. و في جميع الاحتمالات ، سينتهي بك الأمر إلى الاصطدام بالمعايير التي وضعها الآخرون.
بالتأكيد هناك مؤثرات خارجية ، و لكن بالنسبة لمعظم الناس ، فإن محيطهم سيحدد مسار سلوكياتهم و توجهاتهم.
و لهذا، من المهم جداً أن تحيط نفسك بنوع الأشخاص و الأماكن التي تريد أن تكون مثلها. و عندما يأتى الوقت المناسب ، سوف يتم دفعك إلى مستوى آخر.
4- من المرجح أن يساعد الناس و يعملون و يتفاعلون مع الأشخاص الذين يعرفونهم
يميل الناس إلى إظهار التفضيل للعائلة و الأصدقاء ، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالوظائف و الفرص الهامة - و بصيغة أخرى ، فالمحسوبية موجودة . لقد كانت موجودة منذ آلاف السنين الماضية ، و لن تذهب إلى أي مكان ما، قريباً.
و الآن ، فالكثير منا يحب أن يتم الاعتراف به على أساس الجدارة فقط، و نريد أن نصدق أنه يتم اختيار الأفضل و الألمع ، و مع ذلك ، كان نظام اختيار الأشخاص الذين نعرفهم ثابتاً في التاريخ .
و على الرغم مما إذا كنا نعتقد أن ذلك نظامٌ عادلٌ أم لا ، فهناك بعض الأسباب التي تجعل الناس يساعدون أفراد أسرهم و أصدقائهم.
- أولاً ، هناك ثقة داخلية، لأننا نعرف تاريخ الشخص و قدراته
- ثانياً، نريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الأشخاص الذين نعرفهم من خلال مساعدتهم
- و أخيراً ، يعتقد الناس أن منح صديقٍ أو فردٍ من أفراد الأسرة، نفوذاً سيقوي مكانته على المدى الطويل
5- تتم مكافأتك بناءً على النتائج النهائية ، و ليس على جهودك
إنَّك لا تستحق أن تكون غنياً لأنك عملت بجد ، و أنت لا تستحق أن يتم ترقيتك لأنك شخص جيد. فهذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور .
إنك تتلقى ما يتناسب مع ما تقدمه . ما هي القيمة التي قدمتها للآخرين؟
فإذا أقمت مشروعاً و فشل بالنهاية ، فلن يكون من المفاجئ أنك لم تحصل على ربح ، و لكن إذا كنت تبني مؤسسة يعتمد عليها العملاء بشكلٍ كبيرٍ ، فيجب أن تعكس الإيرادات مقدار المساعدة التي قدمتها لهم .
و بالنسبة لك ، ربما كنت قد استهلكت كل طاقتك لصنع شيءٍ عظيمٍ، و مع ذلك ، إذا لم يشعر الآخرون بنفس الشعور ، فأنت لم تزودهم بأي شيء يستحق التعويض بالمقابل .
و بدلاً من التفكير في الإنصاف و العدل ، فكر فيما هو في الواقع
فنحن غالباً ما نتحدث عن كيفية عمل الأشياء ، و نريد أن يفكر الناس بطريقة أو أحداث معينة في أنماط معينة. نحن نبني فكرة مسبقة في رؤوسنا حول كيفية خلق العالم المثالي . و لكن هناك فرق بين الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها الأشياء و الطريقة التي تعمل بها الأشياء في الواقع.
و بالنتيجة فمن المهم البدء في قبول كيفية سير الأمور بالفعل ، حتى نتمكن من التصرف وفقاً لذلك و اتخاذ قرارات أفضل . و كلما أسرعنا في ذلك ، كلما تمكنا بشكل أسرع من تنفيذ ما ننوي القيام به.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
3 أسرار لتعيش الحياة التي تريدها