عندما تتولى زمام المبادرة في إدارة حياتك و أمورك الشخصية، حينها تصبح استباقياً و ليس تفاعلياً ، خطط مقدماً -بشكلٍ كاملٍ- لكل ما سيقبل إليك.
و السؤال الجوهري هو: كيف تكون مبادراَ و ليس مجرد رد فعل.
إن القدرة على التحكم في انفعالاتك و ردود أفعالك قد تغير حياتك ، و لكن المبادرة لها دور كبير .
يقضي الكثير من الأشخاص الكثير من الوقت في الوضع التفاعلي, و يمثل هذا الوضع التعامل مع حالات "الطوارئ" و المهام العاجلة للآخرين.
و تعني كلمة "رد الفعل" أنك لا تتخذ "زمام المبادرة " ، بل تنتظر أن يتم إخبارك بما يجب عليك فعله أو إخبارك عن كيفية قضاء وقتك .
أنت تؤخر تقدمك ، تترك الأحداث تحدد ما عليك فعله ، أنت تتحقق من أهمية الأشياء من قوائم الآخرين.
فالناس المتفاعلون ( أى من لم يعتاد أن يأخذ المبادرة ) Reactive يعتقدون أن العالم قد حدث لهم ، و تجدهم غالباً ما يقولون :
- لا يمكنني تغيير ذلك
- لا يمكننى فعل ذلك
- ليس لدي وقت
و السؤال هنا، هل تعمل أنشطتك و مهامك اليومية على تعزيز أهدافك الخاصة أم أن ذلك يرجع الى رؤية شخص آخر غيرك ؟
عندما تتولى إدارة حياتك و أمورك بنفسك ، حينها تصبح استباقياً و ليس تفاعلياً ، خطط ليومك و أسابيعك و أشهرك و مستقبلك بشكلٍ كاملٍ مقدماً
يميل الأشخاص المتفاعلون إلى الابتعاد عن قيمهم الأساسية
يقول ستيف بافلينا Steve Pavlina رائد الأعمال و المساعد التحفيزي : بدلاً من إدارة حياتهم بناءً على المبادئ و القواعد الأساسية التي لا تتغير ، يتبنى المتفاعلون قيماً مؤقتة يقتبسونها من الآخرين من حولهم .
ما هي الأنشطة التي تجعلك تحصل على نتائج أفضل ؟
ركز على تلك الأنشطة التي تجعلك أفضل، و قاطع الأنشطة الآخرى إذا كنت ترغب حقاً في تحسين حياتك ، فلا تسمح لجدول أعمال الآخرين بأن يحكم جدول أعمالك الشخصية .
و للعلك فوصف "استباقي" Proactive من ناحية أخرى يرتبط بكيفية التحكم. فأنت المسؤول ، أنت تخطط و تتخذ زمام المبادرة من ناحيتك.
البادئة pro في كلمة Proactive تعني " قبل" ، و هذا يعني إذا كنت استباقياً فعلاً ، فأنت تستعد لشيءٍ ما، قبل أن يحدث .
عندما تكون استباقياً فأنت تقوم بـ التفاعل مبكراً. و بالتالي توفر على نفسك مزيداً من الوقت و الطاقة ، إنها طريقة للتعامل مع الأشياء يمكنك تطويرها و تقويتها.
و من خلال اختيار المهام الخاصة بك بعناية ، فإنك تعامل الوقت مثل الهدية الثمينة التي تكون قيمة بالفعل .
هناك ثلاثة أنواع من الناس في هذا العالم:
- هناك أشخاص يجعلون الأشياء تحدث ،
- ثم هناك أناس يشاهدون الأشياء تحدث ،
- و أخيراً ، هناك من يسأل ما الذي حدث ؟ من تريد أن تكون ؟
يقول ستيف باكلي Steve Backley، مؤلف كتاب "البطل فينا جميعاً:، 12 قاعدة للنجاح The Champion in all of Us: 12 Rules for Success" .
"كن استباقياً" هي العادة رقم 1"
و يشير ستيف بأن هناك فجوة بين التحفيز و الاستجابة ، و ضمن هذه الفجوة تكمن قدرتك على اختيار ردة فعلك .
و كما كتب الطبيب النفسي فيكتور فرانكل Viktor Frankl في كتابه "بحث الإنسان عن المعنى Man’s Search for Meaning" : بين التحفيز و الاستجابة هناك مسافة. و في هذه المسافة تأتى قدرتنا على اختيار ردنا.
و كما كتب ستيف كوفي Steve Covey انظر إلى كلمة المسؤولية " المسؤولية فى القدرة على الاستجابة" ، القدرة على اختيار ردك المناسب.
و بالفعل يدرك الأشخاص الاستباقيون للغاية تلك المسؤولية جيداً ، إنهم لا يلومون الظروف أو يعانون التكيف مع سلوكياتهم ، إن سلوكهم هو نتاج اختيارهم الواعي المناسب ، على أساس القيم و على أساس و ليس بناءاً على ظروفهم .
أولئك الذين لم يحددوا أهدافاً لأنفسهم، محكوم عليهم إلى الأبد بالعمل لتحقيق أهداف الآخرين . كما يقول براين تريسي Brian Tracy:
كما و يؤكد مؤلف كتاب "علم نفس الفوز The Psychology of Winning" ، دينيس وايتلي Denis Waitley ذات مرة في مقابلة : الفائزين يجعلون الأشياء تحدث بينما الخاسرون يدعون الأشياء تحدث .
الفائزون منظمون بشكل جيد، لديهم خطط تفصيلية لكل جانب من جوانب حياتهم اليومية.
و بالتالي إذا كنت تريد حقاً أن تكون فائزاً في الحياة ، فأنت بحاجة إلى أن تكون محدد الهدف لكى تستطيع تحقيقه .
طرق بسيطة لتكون أكثر استباقية في الحياة
الأشخاص الاستباقيون لا ينجرفون بين الأيام دون أعطاء الاهتمام لأنشطتهم اليومية . فكونك استباقياً يعني السيطرة على وعي مناسب و مدروس فى حياتك .
و هذا يعني تحديد الأهداف و العمل على تحقيقها. و كذلك هذا يعني أن تقوم بتصميم شكل حياتك. فالناس الاستباقيون يتخذون إجراءات باستمرار و يتقدمون إلى الأمام .
إنهم واضحون بشأن ما يريدون .
أن تكون استباقياً فهذه طريقة للتفكير و العمل ، إذ يتعلق الأمر بماهية أدائك و المحافظة على مسآلة نفسك .
في أوقات التحدى الصعبة ، يتحكم الأشخاص الاستباقيون في حياتهم بغض النظر عن البيئة المحيطة إنهم يفعلون أكثر من التأقلم على الرغم من كل ما يشعرون به أو ما يرونه من حولهم .
إنهم يسيطرون على عاداتهم وأفعالهم وردود أفعالهم.
بالتأكيد، لكل شيء لا يمكنك التحكم فيه ، يوجد شيء يمكنك التحكم فيه. فأنت -بالطبع- تتحكم في أفعالك كما تتحكم فى ردود أفعالك.
و من خلال قوتك تأتى قوة طريقك تفكيرك.
على سبيل المثال كيف تقضي وقتك ، و من تقرر هو الذي ستقرر ان تقضي الوقت معه ، و أين تضع طاقتك و الأشياء التي يمكنك القيام بواسطتها بنشاط استباقي للتحضير للمستقبل بدلاً من القلق بشأنه .
يقول ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius الإمبراطور الروماني و الفيلسوف المعروف -ذات مرة- لا تدع المستقبل يزعجك ، سوف يأتي لا محالة ، و إذا لزم الأمر فلتكن المواجهة بنفس أسلحة العقل التي تسلحك اليوم ضد الحاضر .
-
على سبيل المثال
بدلاً من القلق أو التفاعل بقلق، بشأن حدث ما في الحياة ، يمكنك تدوينه، و تدوين كيف ستتعامل مع المشاكل المتوقعة إذا حدثت، و كذلك قم بأنشاء ما يسمى بـ " خطة العمل الاستباقية " .
-
على سبيل المثال
إذا كان وضعك المالي يسبب لك القلق ، فضع خطة مناسبة لكسب المزيد أو إنفاق القليل من المال أو استثمار بعض مدخراتك في فرص الاستثمار التى تمتاز بانخفاض نسبة المخاطر.
أن تكون استباقياً فإن ذلك يعني توقع المشكلات و البحث عن حلول جديدة و اتخاذ إجراءات حيال ذلك .
و بالتأكيد يتطلع الأشخاص الاستباقيون دائماً إلى الأحداث المستقبلية ، و يتوقعون المشاكل و النتائج المحتملة و يتخذون خطوات للتغلب علي تلك المشاكل المتوقعة .
و في النهاية..
الحياة قصيرة ، اجعل عقلك يعتاد أن يكون استباقياً وشكل حياتك بما يتناسب مع حلمك ورؤيتك ، تذكر أن كل ما تريده في الحياة موجود على الجانب الآخر من رد الفعل ، إذا كنت تريد أن تعيش حياة غير اعتيادية ، كن استباقيًا ولا تكن مجرد رد فعل .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
هل تعرف ماذا يعني النجاح ؟ 10 أكاذيب يعتقد الناس بإنها تصل بهم إلى النجاح
تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟