ماذا لو كان اليوم هو آخر يوم لك؟
من وجهة نظري ، هناك جانب إيجابي واحد في أزمة فيروس كورونا التي نواجهها حالياً ، و هو أننا نملك الكثير من الوقت .
و في حين أنه ليس من مصلحة أحد أن ينقلب العالم رأساً على عقب، فعلى المستوى الفردي لدينا الآن فرصة العمر ، إذا كنا نملك صحة جيدة.
إذ أنه تم إلغاء جميع الخطط المستقبلية للأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة بالنسبة لك ، و بالتالي فلديك "اليوم" فقط .. لديك الوقت الحالي.
فنحن الآن ملزمون بالعيش يوما بعد يوم ، و في الواقع يعيش معظمنا ساعة بساعة ، و ها نحن ملتصقون بهواتفنا و أجهزة التلفزيون إلى حد كبير. إننا بحاجة إلى مواكبة الأخبار.
و لكن هل هذا ضروري حقاً؟
لديك الآن الكثير من الوقت ، فهل يعد هذا -ما تقوم به- هو أفضل استخدام لذلك الوقت الثمين؟
فكر في هذا لمدة دقيقة. في النهاية ستعود الحياة إلى طبيعتها السابقة ، و سنذهب جميعاً إلى صالة الألعاب الرياضية و المطاعم و المكاتب و ما إلى ذلك ، و سنزور عائلتنا و أصدقائنا في منازلهم و سوف نقوم بالتصافح مرة أخرى .
عندما ينتهي كل هذا ، هل ستكون راضياً عن الطريقة التي تقضي بها أيامك الحالية؟
كن صريحاً مع نفسك.. بالنسبة لي و حتى الأسبوع الماضي ، كانت إجابتي.. لا ، مثل الملايين من الآخرين.
فقد كنت أستهلك وقتي فى متابعة الأخبار طوال اليوم .
و لكنني ظللت أراقب .
لماذا ؟ و بالتأكيد فالجواب واضح : متابعة الأخبار تسبب البلبلة بشكل كبير.
لقد قال الفيلسوف سينيكا Seneca في كتابه "ضيق الحياة" The Shortness Of Life :
"ليس الأمر أن لدينا وقتاً قصيراً للعيش ، و لكننا -في الواقع- نضيع الكثير منه."
نحن في هذه الأيام، نضيع وقتنا أكثر من المعتاد .
اسأل نفسك: هل الأشياء التي أقوم بها أثناء الحجر الصحي تستحق استهلاك وقتي فيها ؟
لقد سألت نفسي هذا السؤال و وجدت أن معظم الأشياء التي أقوم بفعلها لا تستحق وقتي ، و لكن من الصعب التمييز بين الأنشطة الجديرة بهذا الوقت، و الأنشطة غير الجديرة بالاهتمام .
و كتمرين ، أوصي الجميع بالجلوس و التفكير في الأنشطة التي تستحق وقتك ، و هذا تدريب شخصي.
و بالطبع فكل شخص يقدر الأشياء المختلفة.
و لإعطائك فكرة عن الكيفية التي أقضي بها وقتي ، أعددت قائمة تضم 18 نشاطاً أعتبرها جديرة بالاهتمام الآن.
1. النوم بشكل كافي :
ليس الأمر كما لو كان عليك أن تكون في أي مكان ، إذا لم تتمكن من الحصول على 8-9 ساعات من النوم ليلاً، فخذ بعض القيلولة أثناء النهار .
إن النوم جيد لجهاز المناعة لديك، و ستشعر بتحسن كبير. بيد أنه يجب عليك تعديل طريقة تفكيرك: بدلاً من الإمساك بهاتفك ، اخلد الى النوم .
2. ممارسة الرياضة :
ليس لديك صالة رياضية فى منزلك؟ حوّل غرفة نومك إلى غرفة لممارسة التمارين الرياضية ، احصل على الأدوات اللازمة لذلك.
و بالتأكيد فهناك مقاطع فيديو كثيرة على اليوتيوب YouTube حول كيفية ممارسة الرياضة من المنزل.
3. قضاء الوقت مع العائلة :
أقضِ هذا الوقت مع عائلتي ، فنحن جميعاً في حالة من الترقب سواءً في الحجر الصحي أو بانتظار المجهول.
و الآن هو الوقت المناسب لإعادة الاتصال الجيد بالعائلة .
4. تعلم كيف يعمل جسمك :
يجب أن يعرف الجميع كيف يعمل الجسم.
و بالنسبة لي فأود أيضاً أن أقرأ عن أحدث الأبحاث العلمية حول الصحة و اللياقة البدنية.
5. كتابة المذكرات اليومية الخاصة بك :
من الجيد دائماً الجلوس في نهاية اليوم و التفكير بشكلٍ جيد
- ماذا فعلت اليوم؟
- و ماذا تعلمت؟
- و ماذا سأفعل غداً؟
و بالطبع فالإجابة على هذه الأسئلة هي أفضل وقت تقضيه كل يوم .
6. تعلم مهارة جديدة :
بالنسبة لي فقد بدأت ممارسة أنشطة رياضة (الجوجيتسو) البرازيلية منذ عام و نصف ، و كذلك بدأت بممارسة الرماية منذ فترة.
و لحسن الحظ ، لدي مساحة كافية لعمل ذلك في المكتب الخاص بي ، لذا قمت ببناء مبنى داخلي صغير للرماية ، و أرغب دائماً في تعلم مهارة جديدة لأنها تشعرني بأنني دائماً طالباً متعلماً .
7. عمل استراتيجية مالية :
أحب أن أقرأ و أسمع عن استراتيجيات الاستثمار لأشخاص مختلفين. و على الرغم من أنني أعتبر نفسي مستثمراً ذو قيمة ، إلا أنني ما زلت أنظر إلى ما يفعله المتداولون اليوميون .
فأنا مهتم بالتمويل لأنني لا أريد أن أضيع أموالي التي كسبتها بصعوبة. و سيكون هذا مفيداً عندما تنتهي أزمة فيروس كورونا.
8. مشاهدة الأفلام / البرامج التلفزيونية الجيدة
أحيانًا أسخر من الأشخاص الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية بشغف كبير ، و ما زلت أعتقد أن هذا مضيعة لـ الوقت. و لكني أحب الأفلام و العروض الجيدة.
ففي نهاية اليوم أحب مشاهدة فيلم ، أو ربما حلقتين على الأكثر من مسلسلي المفضل .
9. الاستماع إلى الموسيقى :
استمع إلى الموسيقى كثيراً. إن الاستماع إلى الموسيقى يمنحني الإلهام و الطاقة. و بالفعل فأفضل شيء هو الاستماع إلى الموسيقى التي تناسب حالتك المزاجية .
10. القراءة
أبدأ و أختتم يومي بالقراءة ، و لا يفوتني يوم واحد بدون مطالعة كتاب أو قراءة بحث جديد .
11. التحدث عن الحياة :
من الجيد إجراء محادثة جيدة مع شخص لديه نفس العقلية التي تمتلكها.
و بالنسبة لي فقد نشأت على الابتعاد عن المحادثات التى لا قيمة لها ، لذلك لم أعد أضيع وقتي مع الأشخاص الذين ليس لدي اتصال جيد معهم .
12. الاستماع السريع للأخبار
نعم ، أنا لا أعزل نفسي تماماً عن الأخبار. و ما زلت أريد أن أعرف ما الذي يحدث. و لكنني أقصر استهلاكي على ثلاث إلى أربع مرات في اليوم فقط .
و على سبيل المثال في الأيام القليلة الماضية ، كنت أشاهد موجز الأخبار المسائية فقط، لا أكثر.
13. اكتشاف كتب جديدة :
يمكنني قضاء ساعات في تصفح الكتب التي أريد قراءتها. و لكني أحاول عدم المبالغة في ذلك.
إذ أنه، و بهذه الطريقة ستقرأ "عن الكتب" أكثر من ممارسة القراءة الفعلية .
14. ممارسة الألعاب
العب الطاولة أو العب الورق أو حتى ألعاب الفيديو ، افعل شيئاً يتطلب منك التفكير و الإبداع.
15. الضحك
إن الحياة صعبة، و إذا لم تقم بالضحك فأنت تجعلها أكثر صعوبة. و بالتأكيد فالضحك مهم جداً في الأوقات الصعبة.
و إذا كنت لا تعرف كيف تضحك ، فاستمع إلى مواد كوميدية للممثل الكوميدي المفضل لديك .
16. التأمل
بواسطة الملاحظة الجيدة لعقلك ، يمكنك أن تتعلم الكثير عن كيفية تصرفك أثناء الأزمة.
- كيف تتقاوم مخاوفك؟
- ما هو تصورك عن كل يوم يمر عليك ؟
و ببساطة لاحظ و تعلم من خلال تأملك ، هذا يعزز الهدوء الداخلي لديك .
17. العمل على أهدافك
كل دقيقة تقضيها في تحسين و تطوير حياتك هي وقت لن تندم على استهلاكه.
18. ابتكار شيء ما
يجب على الجميع أن يبتكروا شيئاً ما .
فكر فيما يمكنك فعله بما لديك بالفعل .
بالنسبة لي فأنا أعمل حالياً على كتابين جديدين و دورة تدريبية عبر الإنترنت.
و بالتأكيد يمكنك إنشاء منتجات أو خدمات رقمية جديدة . و كذلك يمكنك أيضاً إنشاء شيء مادي إذا كانت لديك الموارد.
كن مبتكراً و ملهماً.
كن مبدعاً على الدوام
أثناء إنشائي لهذه القائمة ، لاحظت أنه يمكنني القيام بكل هذه الأشياء سواءً أكانت هناك أزمة فيروسية أم لا . و في الحقيقة ، أنا بحاجة إلى القيام بمثل هذه الأشياء.
و في نهاية اليوم ، يجب أن تلقي نظرة إلى الخلف و تفكر جيداً : إذا كان هذا آخر يوم لي ، فأنا على مايرام مع ذلك .
هل يمكنك قول ذلك بأمانة؟
انظر ، الأمر لا يتعلق بالعيش فى كل يوم كما لو كان آخر يوم لك. و بالفعل إذا فعل الجميع ذلك ، فسوف نشهد فوضى حقيقية .
بدلاً من ذلك ، تأكد من قضاء الوقت بشكل جيد. هل أنت فخور بالطريقة التي تقضي بها أيامك؟ أجب بنعم ، و لن تشعر بالندم أبداً.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
لماذا يطير الوقت عندما تلهو و تمرح ؟؟؟