عندما نكون عالقين في غمرة ضغوطات الحياة ، فإننا نود أحياناً لو نجرب السعادة فقط الآن .
و لا تظهر الأبحاث فقط أن الأشخاص السعداء يتمتعون بالعديد من المزايا في الحياة بسبب سعادتهم ، ولكن الحقيقة تكمن في أن السعادة تبدو جيدة فقط .
وبينما تبدو السعادة و كأنها تنتظر دائماً قاب قوسين أو أدنى من خلال وظيفة أفضل ، أو علاقة أفضل ، أو منزل أفضل ، إلا أن السعادة التي تأتي مع هذه الاستحواذات يمكن أن تكون عابرة.
والأهم من ذلك ، أنه لا يتوجب عليك إجراء تغييرات كبيرة لتشعر بالسعادة ؛ و لكن بإمكانك العثور الآن على مشاعر السعادة. و لنساعدك عزيزي القارئ في الوصول إلى ذلك ، سنستعرض معاً بعض الاستراتيجيات السريعة للوصول إلى مشاعر السعادة الفورية.
1- استخدم الموسيقى :
من المعروف أن الموسيقى لديها القدرة على تغيير مزاج المرء ، الأمر الذي يجعلها وسيلة رائعة لتخفيف التوتر .
و في الواقع ، فقد تم استخدام الموسيقى بشكل علاجي في المستشفيات لإدارة الألم والرفاهية العاطفية. كما ربط البحث بين الموسيقى والسعادة ، وخاصة أنواع معينة من الموسيقى.
و قد درس الباحثون في جامعة أوساكا اليابانية Osaka University مستويات الكورتيزول اللعابي salivary cortisol و الاستجابات الفيزيولوجية الأخرى ووجدوا أن الموسيقى ، وخاصة الموسيقى ذات النغمة الرئيسية (بدلاً من البسيطة) ، ترتبط بوجود توتر منخفض بالإضافة إلى مشاعر السعادة. لذا ، و من أجل دفعة سريعة من السعادة ، لماذا لا تقوم بتشغيل بعض من الموسيقى المبهجة المفضلة لديك؟
مواضيع ذات صلة
2- دمج الضحك :
أصبحت عبارة "الضحك هو أفضل دواء" عبارة مبتذلة لأنها حقيقة. فنحن و لاشك نعلم أن الضحك له فوائد تتجاوز المزاج.
حيث يمكن للضحك أن يعزز المناعة ويطيل العمر. ومع ذلك ، و لرفع مزاجك ، فإنه من غير الممكن أن تتغلب على الضحك - و في الواقع ، فإنه من المعروف أن مجرد توقعك للضحك يحقق فوائد عديدة .
و هناك العديد من الطرق السريعة للحصول على مزيد من المرح و تحقيق المزيد من الضحك في حياتك (بصراحة إنني أعتبر النكات من الأشياء المفضلة لدي) ، و لكن الإستراتيجية طويلة المدى للحفاظ على روح الدعابة حول الحياة يمكن أن تجلب سعادة مستمرة ، وكذلك توتراً أقل.
مواضيع ذات صلة
3- غيِّر وجهة نظرك :
غالباً ما يكون رضاك عن الحياة مرتبطاً بالإطار المرجعي والمقارنات التي تجريها. فإذا كنت تحاول "مواكبة جونز ،" و جونز Joneses هم من أصحاب الملايين ، فمن الصعب أن تبقى سعيداً و راضياً عن مكانك في الحياة أكثر مما لو كنت تتطوع بوقتك لمساعدة المحتاجين ، و يتم تذكيرك باستمرار بما لديك على سبيل المقارنة.
و كما تؤكد الدراسات أن إحدى الطرق السريعة و البسيطة لتغيير مزاجك تتمحور حول تغيير توقعاتك و مقارنتك. فبدلاً من النظر إلى ما لا تملكه ، انظر إلى كل ما لديك.
و سيكون هناك دائماً أشخاص لديهم أكثر منك في مجال أو آخر من مجالات الحياة ، و لكن الكثير منهم أيضاً يملكون أقل مما تملك .
و استمتع بفوائد الامتنان ، و غير الطريقة التي ترى بها ما لديك (و ما ليس لديك) ، و هكذا سيكون بامكانك أن تشعر بمزيد من السعادة على الفور.
4- اعمل عملاً صالحاً :
يجد الكثير من الناس أن مساعدة الآخرين تجلب مشاعر السعادة لهم . و في الواقع ، تظهر الأبحاث أن أولئك المتطوعين يميلون إلى الإبلاغ عن مستويات عظمى من الصحة والسعادة. و يُعتقَد أن هذا الأمر صحيح لعدة أسباب.
تتمثل إحداها أن الإيثار نفسه يجلب العديد من الفوائد ، بما في ذلك مستويات أعلى من الرفاهية العاطفية. فعندما تقوم بفعل شيء لطيف لشخص آخر ، يتحول تركيزك بعيداً عن نفسك ومشاكلك الخاصة ، ونحو الآخرين ومساعدتهم على الشعور بالرضا.
كما أن الابتسامة التي ترسمها على محيا شخص آخر هي ابتسامة معدية ، و ستجلب سعادة معدية أيضاً . و عند مواجهة الآخرين المحتاجين يميل الناس أيضاً إلى التركيز أكثر على ما لديهم بالفعل بدلاً من التركيز على ما ليس لديهم.
و يمكن أن يكون العمل الطيب السريع والسعيد عبارة عن أي شيء مهما تكن ماهيته ، و ذلك بدءاً من كلمة طيبة إلى موظف متوتر في متجر ما ، وصولاً إلى منح هدية كبيرة لشخص عزيز أو مؤسسة خيرية ، ويمكن أن يجعلك ذلك تشعر بالسعادة الفورية - وهي السعادة التي تمت مشاركتها.
5- جرب التأمل :
في حين أن تقنية مثل التأمل تبدو كشيء يمكن أن يعزز السعادة أكثر من كونه مجرد أداة لإدارة التوتر ، فقد عُرف عن التأمل أنه أداة ممتازة لكليهما.
و فوائد التأمل في إدارة التوتر معروفة جيداً ، إلا أن الأبحاث تظهر أيضاً أن التأمل المنتظم يمكن أن يؤدي إلى مستويات أعلى من السعادة.
و هناك العديد من تقنيات التأمل المختلفة التي يمكنك أن تجربها ، ويمكنك الشعور من خلاله بمستويات أكبر من السعادة في دقائق معدودة يومياً.
مواضيع ذات صلة
6- اختر الفرح :
يدعي خبير السعادة روبرت هولدن Robert Holden ، الحاصل على درجة الدكتوراه ، و مؤلف دورة ناجحة لمدة 8 أسابيع حول تنمية السعادة ، أنك لست بحاجة إلى العمل من أجل الشعور بالسعادة ، و لكن يمكنك أن تكون سعيداً و حسب .
و لك أن تفكر في الأمر عزيزي القارئ على النحو التالي : فمن المحتمل أنك تعرف بالفعل الأنشطة التي تجعلك تشعر بالرضا والسعادة ، وما الذي يجلب لك السعادة.
إذاً : ما عليك إلا أن تقوم بهذه الأشياء فقط .
ولماذا لا تبدأ اليوم؟ فكما يوصي هولدن Holden : "عش الآن - و أجِّل الأمور لوقت لاحق !"
كما أن هناك شيء آخر يمكنك فعله و هو أن تقرر في الصباح أنك ستكون أكثر سعادة.
فكر في الأشياء التي يمكن أن تجعلك أكثر سعادة في ذلك اليوم ، وحاول القيام بها.
ففي حين أن بناء حياة تعزز السعادة تعتبر فكرة جيدة ، فأنت لا تحتاج إلى الانتظار حتى يصبح اتباع نمط حياة سعيدة أمراً مناسباً لك : يمكنك أن تكون أكثر سعادة الآن بمجرد اختيارك للسعادة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة و الاكتئاب: العلاقة المفاجئة بين الاكتئاب و السعي خلف السعادة