السعادة
أنا هنا لأتعلم أن أحب نفسي وأن أحب الآخرين دون قيد أو شرط. فعلى الرغم من أن كل شخص لديه أشياء قابلة للقياس عليها -مثل الطول والوزن - إلا أنه يوجد هناك ما هو أكثر بكثير من تعبيراتي الجسدية. و بالتأكيد إن الجزء الذي لا يقاس مني هو مصدر قوتي.
إن مقارنة نفسي بالآخرين تجعلني أشعر إمّا أنني متفوقة أو أنني أدنى مرتبةً ، و تمنعني من أن أقبلها كما أنا عليه... أليس ذلك مضيعة للوقت والطاقة.
نحن جميعاً كائنات متفردة متميزة ، كائنات رائعة ، كل واحد منا مختلف و استثنائي.
سأذهب عميقاً إلى الداخل و سأتصل مع التعبير الفريد للوحدانية الأبدية التي تقول أنا و كلنا واحد.
من أنت؟
لماذا أنت هنا؟
ما هي معتقداتك عن الحياة؟
كان - منذ آلاف السنين- العثور على إجابات لهذه الأسئلة يعني الولوج إلى الداخل, و لكن ماذا يعني ذلك؟
إنني أعتقد أن هناك قوة داخل كل واحد منا يمكن أن توجهه بمودةٍ و بِحُبٍ إلى الصحة المثالية ،
إلى العلاقات المثالية ، إلى المهن و الوظائف المثالية ، والتي يمكن لها أن تجلب لنا النمو و الثراء من كل نوع. و من أجل الحصول على هذه الأشياء ،علينا أن نؤمن أولاً أنها ممكنة.
و بعد ذلك ، يجب أن نكون مستعدين لتحرير (السماح) الأنماط -في حياتنا- التي تخلق الظروف التي ندَّعي أننا لا نريدها.
فنحن نقوم بذلك عن طريق الولوج للداخل عميقاً إلى القوة الداخلية و سؤالها أو الاستماع لها، والتي تعرف بالفعل ما هو الأفضل و الأنسب بالنسبة لنا.
و عندها يمكننا أن نخلق حياة أكثر ازدهاراً و وفرةً، إذا كنا مستعدين لتحويل حياتنا إلى القوة الأكبر التي في الداخل ، القوة التي تحبنا و تدعمنا.
أعتقد أن عقولنا متصلة دائماً بعقل واحد مطلق لا متناهي ؛ لذلك ،فالمعرفة والحكمة كلها متاحة لنا في أي وقت. فنحن متصلون بهذا العقل اللامتناهي و اللامحدود، و هذه القوة الكونية ، من خلال بريق و ألق الضوء الكامن في الداخل.
إن القوة الكونية تحب كل إبداعاتها.
إنها قوة للخير ، وهي توجه كل شيء في حياتنا.
فهي لا تعرف كيف تكره أو تكذب أو تعاقب.
إنها الحب الخالص .. إنها الحرية ، إنها الإدراك و الذكاء ، إنها التعاطف.
و حتى نبدأ باستقبال كل ما هو جيد و نافع لنا، فإنه من المهم أن نحول حياتنا إلى ذاتنا العليا.
إنه من الواجب أن نفهم أن لدينا كامل الحرية و الاختيار في استخدام هذه القوة بأي طريقة نريدها.
فإذا اخترنا العيش في الماضي وإعادة ترتيب جميع المواقف والأوضاع السلبية التي مضت ، فسوف نظل عالقين حيث نحن.
أمّا إذا اتخذنا قراراً واعياً بعدم الوقوع ضحية للماضي و قمنا بخلق حياة جديدة لأنفسنا ، و نحن مدعومون من هذه القوة التي في الداخل ؛ فإن تجارباً جديدةً أكثرَ سعادةً -بالتأكيد- ستبدأ بالتجلي.
فكل منا يجب أن يكون تعبيراً رائعاً ومحباً للحياة.
ها هي الحياة تنتظرنا لِأن ننفتح عليها، لكي نشعر بأننا نستحق الخير الذي تحمله إلينا. فحكمة وذكاء الكون هي ملكنا.
الحياة هنا مستعدة لدعمنا، فلا نحتاج إلا إلى الوثوق بالقوة التي بداخلنا لنكون هناك من أجلنا.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ماذا تعرف عن الإنهيدونيا .. أو عدم القدرة على الشعور بالسعادة (أو التلذذ)
السعادة : هل هناك أنماط مختلفة من السعادة؟
كيف تصنع السعادة ؟ سبع طرق صادقة لخلق حياة أكثر سعادة