السعي البشري لتحقيق السعادة Happiness هو أحد أكثر عمليات البحث البشري شيوعاً ، و لكنه يميل إلى أن يكون هدفاً بعيد المنال أيضاً.
و لحسن الحظ بالنسبة لنا ، يمكن أن تأخذ تجربة "السعادة" في الواقع العديد من الأشكال، و تَنتج عن مجموعة متنوعة من السلوكيات و ظروف الحياة.
و في نفس الوقت قد تشير لنا الأبحاث الآن إلى طرق ملموسة يمكننا من خلالها إيجاد أو تطوير هذه الأشكال المختلفة من السعادة في حياتنا.
البهجة - الفرح Joy
شعور الفرح يأتي من "فقدان" أو نسيان نفسك في الوقت الحاضر، و تقدير ما لديك.
إنه سريع الزوال لأنه يمكن أن يتسلل إليك، و أحياناً قد يختفي إذا حاولت تحليله كثيراً.
أيضاً، يمكن العثور عليه في العديد من الأشياء إذا كان لديك الموقف الصحيح و المنظور الصحيح ، لذا فهو شكل يسهل الوصول إليه نسبياً.
و تعتبر أسهل طريقة للعثور على الفرح Joy هي المشاركة في الأنشطة التي تعرف انها عادة ما تجلب لك السعادة Happiness.
و يمكن أن يكون هذا كأي شيء ممتع لك، من اليوغا.. إلى السير في المتنزهات، إلى الموسيقى المفضلة لديك. و من المهم أيضاً تجربة بعض الأشياء الجديدة للعثور على سبل جديدة للبهجة و الفرح.
الحماس - الإثارة Excitement
على الرغم من أنها قد تستمر لفترة أطول من الفرح ، إلا أن هذه المشاعر لا تزال سريعة إلى حد ما - إنها تتبدد بسرعة ويمكن أن تتحول إلى الملل و الفتور.
و مع ذلك ، يمكن أن يكون الحماس عاملاً محفزاً.
و يمكن للإثارة حول وظيفة جديدة ، على سبيل المثال ، أن تحفزك على العمل بجدية أكبر ، و يمكن أن يحفزك الحماس حول علاقة جديدة، على بذل المزيد من الجهد في العمل على الصعوبات الموجودة أو المحتملة.
و يمكن أن يساعدك الحماس أيضاً على التغلب على النرفزة (الهياج العصبي). فقد وجدت الدراسات، أنك إذا أخبرت نفسك أنك متحمس أكثر من أنك قلق أو عصبي ، فأنه يمكنك تحويل هذه الطاقة غير المريحة إلى نشاط بناء.
و يمكن للإثارة أو الحماس أيضاً أن يمد المشاعر الإيجابية التي تحصل عليها من النشاط الذي تمارسه. فإذا ركزت على مشاعرك الحماسية للتوقع أو الحدس ، فيمكن أن تمتد متعة الإجازة إلى أيام أو حتى أسابيع.
و للعلم فمشاعر الحماس ليست صعبة للغاية للوصول إليها ، لذلك ، فمن السهل متابعة ذلك.
ابدأ تحدٍ جديد.. ضع مجموعة من الإنجازات التي تأمل بتحقيقها.. اسمح لنفسك بالتأمل و الاستمتاع بتوقعٍ معين عندما يكون يبدأ بالتجلي.
الامتنان Gratitude
يمكن أن يختفي الامتنان (إظهار التقدير و تلقي اللطف) إذا لم تركز عليه بفاعلية ، و لكنه أيضاً شكلٌ مهم من أشكال السعادة.
و وفقاً للأبحاث فإن أولئك الذين يشعرون بالامتنان بشكل منتظم يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة و صحة من أولئك الذين هم أقل عرضة لهذه المشاعر.
و علاوة على ذلك ، فإن الامتنان بسيط جداً لتشجيعه و زرعه. يمكنك استخدام مذكرة مخصصة لـ الامتنان ، أو التأمل بالحب ، أو حتى مجرد إخبار الأشخاص في حياتك أنك تقدرهم ، و لابد لك من أن تقوم بذلك كثيراً و دائماً.
إن زرع مشاعر الامتنان يساعد في درء و صد مشاعر الاكتئاب ، من بين مشاعر أخرى. و قد يكون الأمر أقل وضوحاً ، بيد هذا النوع من السعادة يمكن أن يخطر على البال مراراً وتكراراً، فانتبه لذلك.
المواضيع ذات صلة :
الفخر Pride
في حين أن الاعتداد بالنفس أو الفخر التنافسي يمكن أن يكون شيئاً سلبياً ، إلا أن مشاعر الفخر بإنجازاتك قد تكون شكلاً من أشكال الامتنان و التي ستتحول إلى الداخل، و تشكل شكلاً رائعاً من السعادة لتنغمس فيها.
و يمكنك أن تفخر بعملك، وعائلتك، و منزلك، و نفسك ، و في أي شيء كنت بذل الجهد والرعاية والحب في.
و يمكنك تنمية شعور صحي بالفخر من خلال تضمين الإنجازات الشخصية في مذكرة الامتنان الخاصة بك أو الاحتفاظ بقائمة من "الانتصارات" أو "الإنجازات" في نهاية كل يوم.
و هذا ليس مثل المفاخرة أو "الشعور المبالغ بالذات" full of yourself ، فأنت لا تقول أنك أفضل من الآخرين بسبب إنجازاتك ، و لكنك أفضل من نفسك ، و أنت تقدر تلك الحقيقة.
التفاؤل Optimism
تربط الدراسات أيضاً التفاؤل بنتائج أكبر في الحياة. فالمتفائلون يميلون إلى التركيز على الاحتمالات possibilities و لديهم مزيج من الامتنان و الفخر.
إنهم ممتنون لكل الاحتمالات التي تقدمها الحياة ، و يفخرون بقدراتهم على تسخير هذه الموارد ، و لديهم إيمان قوي بأنفسهم، و قدرتهم على القيام بمحاولاتهم في أيٍ من الأهداف التي يسعون لتحقيقها.
و كذلك يميل المتفائلون -عندما يواجهون بخيبة الأمل- إلى تقليل الشعور بخيبة الأمل إلى الحد الأدنى ، و تحديد كيفية قيامهم بعمل بشكلٍ أفضل في المرة القادمة ، و يرون العوامل المخففة، و التي أدت إلى نتائجهم السلبية.
و هم يمنحون أنفسهم الفضل و الثقة -عندما ينجحون- و يعتبرونه علامة على أشياء قادمة أفضل. كذلك يميل التفاؤل إلى أن يكون طريقة شاملة للوجود ، لذا فهو أقل سرعة (في الزوال) من أشكال السعادة الأخرى.
القناعة – الاطمئنان – الرضا Contentment
القناعة تعني أن تكون سعيداً بما لديك. و يعتبر أولئك الذين يشعرون بالرضا أقل خيبةُ أملٍ من مشاكل الحياة، و هم يشعرون بأنهم محظوظون بما لديهم بالفعل في حياتهم.
يسعى الناس إلى الشعور بهذا الشكل من السعادة ، و يمكن أن يأتي ذلك مع التركيز على الامتنان على ما لديك بالإضافة إلى الشعور بأنك ارتفعت درجة و تستحق التمتع بالمكافآت التي تأتي مع هذا الجهد.
فالاستمتاع بإنجازاتك، و بكل ما لديك يمكن أن يحقق القناعة ، لذلك فإن التركيز على ما لديك هو وسيلة رائعة للحفاظ على مشاعر الرضا.
الحب Love
يقال أحياناً أن الحب و السعادة قابلان للتبادل ، و أن الحب هو مصدر غير محدود للسعادة ، و السعادة بحد ذاتها هي شكل من أشكال الحب. و مع ذلك يمكن النظر إليهما ، كأمر حيوي في حياتك.
و بالتأكيد فإنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى الحب الحقيقي، و لكن في الواقع ، يمكن العثور على الحب من حولك.
و يمكن أن تكون العائلة و الأصدقاء و الشركاء وحتى الحيوانات الأليفة مصادر للحب ، و بالتالي فإن التركيز على كل هذه العلاقات يمكن أن يثري حياتك بشكل كبير بالمشاعر الطيبة.
و هذا هو شكل من أشكال السعادة التي يمكن أن تأتي لك بامدادات لا نهاية لها.
و على الرغم من أن العلاقات العصيبة يمكن أن تستنزف منا السعادة ، إلا أن العلاقات الصحية و الداعمة يمكن أن تجلب سعادة عظيمة و دائمة.
و يمكن أن يساعدك التركيز على مهارات العلاقات -و قضاء الوقت مع أحبائك في تنمية هذه العلاقات- على الحفاظ على هذا النوع من السعادة في حياتك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
السعادة و الاكتئاب: العلاقة المفاجئة بين الاكتئاب و السعي خلف السعادة
الشعور بـ السعادة happiness : ربما أنت غير سعيد لأنك تحاول أن تكون سعيداَ