إذا كنت تعاني من اضطراب القلق العام (GAD Generalized Anxiety Disorder) ، فسيكون لديك قلق مزمن و مستمر.
و قد يصفك أصدقاؤك و أحبائك بأنك "متوتر" أو "قلِق". و ربما تشعر بالقلق إزاء المواقف اليومية، و من المحتمل كذلك أن يكون قلقك غير متناسب (مع المواقف و الحالات) أو غير منطقي.
و في حين أن اضطراب القلق العام GAD يمكن أن يؤثر على روتينك اليومي ، إلا أنه يمكن أن يؤثر أيضاً على ذكرياتك memories.
فيمكن أن تتأثر ذاكرتنا عندما نكون تحت أوقات و فترات من التوتر، أو عندما نشهد نوعاً من الاضطراب في مزاجنا our mood.
و يمكن أن يخلق وجود اضطراب قلق كبير مثل اضطراب القلق العام، بعضاً من هذه المشاكل بشكل روتيني ، تترك الأشخاص يعملون دون المستوى العادي لفاعلية ذواكرهم.
و فيما يلي نلقي نظرة عامة مختصرة على بعض الطرق و الأسباب، التي تقيد الذاكرة أثناء القلق anxiety و الهم Worry.
كيف يمكن أن يؤثر القلق على الذاكرة العاملة
هناك العديد من أنظمة الذاكرة المختلفة في أدمغتنا التي تعمل في قدرات مختلفة. على سبيل المثال ، يساعدنا نظام الذاكرة الطويل المدى (الموجود لدينا) long-term memory system على تذكر المعلومات و الأحداث من الماضي البعيد ، في حين أن ما يسمى "الذاكرة العاملة" working memory يساعدنا على وضع الأمور (الأفعال) في الاعتبار، في الوقت الذي نقوم بهذه الأمور و الأعمال.
وتعتبر ذاكرة العاملة مهمة للغاية لحل المشاكل بفعالية، و كذلك في إدارة أجزاء المعلومات المختلفة في الوقت الحاضر (أي بشكلٍ مباشر).
و عندما لا يعمل هذا النظام في المستويات العادية ، فقد يؤدي ذلك إلى أخطاء، و صعوبة في إكمال المهام بطريقة مرغوب فيها، و يؤدي أيضاً إلى صعوبة في التركيز على مجموعة متنوعة من الأشياء، و كذلك مشاكل حيال المهام المتعددة.
و لسوء الحظ ، فإن هذه الذاكرة تتأثر بشدة بالقلق و الهموم.
و يمكن أن يكون هذا الأمر مشكلة كبيرة في عملك و في حياتك الشخصية. و قد أن يتسبب اضطراب القلق العام لديك في إعاقة ذاكرة العاملة ، مما يؤدي بك الأمر إلى نسيان المهام أو المواعيد المهمة.
و قد ترتكب المزيد من الأخطاء في العمل، أو قد تواجه مشكلة في التوفيق بين الأشياء التي تود القيام بها في المنزل.
و قد تتضمن الأمثلة الأخرى لما قد تواجهه ما يلي:
• قد لا تتذكر المكان الذي أوقفت فيه سيارتك في موقف السيارات
• فقدان الأشياء بشكل متكرر ، مثل مفاتيحك أو هاتفك
• تكرار الأشياء في المحادثة لأنه لا يمكنك تذكر ما إذا كنت قد قلت شيئاً بالفعل، أم لم تقله
• صعوبة تذكر التوجيهات أو المعلومات التي يقدمها لك شخص ما
• مشكلة في تذكر العناصر التي ترغب في شرائها في السوق
مشاكل الذاكرة مع اضطراب القلق العام
أظهرت الأبحاث التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي بأن الذاكرة العاملة و القلق مرتبطان تماماً.
فقد أظهرت الدراسات باستمرار أنه عندما يشعر الناس بالقلق -خاصة عندما يكون القلق في مستويات عالية- فإن العلامة المميزة لاضطراب القلق العام ، ستكون معاناة سعة الذاكرة العاملة.
و ما يعنيه هذا هو، أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مستويات علية و مزمنة من القلق ، مثل العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام GAD ، قد يتعرض أداءهم في المدرسة / العمل ، و القدرة على استخدام استراتيجيات معقدة لحل المشكلات ، و مهارات صنع القرار، للخطر الكبير.
العلاجات
إذا كان لديك اضطراب قلق عام، خاصة إذا كان لديك درجة عالية من القلق ، فقد تلاحظ مشاكل في الذاكرة و الانتباه. و بالتالي إذا كان الأمر كذلك ، فهذا سبب وجيه بشكل خاص لطلب العلاج من اضطراب القلق العام.
و يمكن أن يكون التدخل الطبي النفسي مساعدة كبيرة ، خاصة إذا وَجدتَ أن القلق يتداخل مع عملك أو تعليمك أو حياتك الشخصية.
ننصحك بالبحث عن معالج متخصص في اضطرابات القلق. إذ يمكنه مساعدتك في إدارة قلقك بطريقة صحية و مستدامة.
و بالتأكيد سيقدم لك العديد من الأساليب العلاجية، من مهارات التأقلم لتهدئة نفسك إلى حيل الذاكرة لمساعدتك على تذكر التفاصيل المهمة أثناء وقت القلق.
و يمكن أن يكون العلاج أداة رئيسية لمساعدتك في العودة إلى روتينك اليومي.
و أخيراً فإنه في بعض الحالات ، قد تكون هناك حاجة لدواء للسيطرة على قلقك بشكل مناسب ، و لكن قد يكون البحث عن برامج عن إدارة القلق (عبر الأنترنت) مساعدة كبيرة في التعامل مع الأعراض التي تواجهك.
و ننصحك بتعلم تقنيات التحكم في القلق و تقليله، فهو سيحدث فرقاً كبيراً في ذاكرتك العاملة.