هل إن تعقب السعادة و مطاردتها في كل زمان و مكان يؤدي على السعادة؟ أم أن ذلك يؤدي إلى التعاسة؟
توقف عن مطاردة هذه الحالة العاطفية العابرة و امضي في طريقك.
إذا أنا قضيتُ يوماً مع هذا الشخص الذي أحبه ، سوف أشعر بـ السعادة.
وإذا كتبتُ شيئاً ، وأنا فخور به حقاً ، فسوف أشعر بـ السعادة.
وإذا توصلت إلى فكرة مفيدة في العمل...
إذا أنهيت تمريناً شاقاً...
إذا شاهدت برنامجي التلفزيوني المفضل طوال الوقت ، فسوف أشعر بـ السعادة.
ألا تلاحظ أن الشعور بـ السعادة هو شيء عظيم. ولكنها أيضاً حالة عاطفية عابرة ، و يمكن أن يكون مطاردتها بنشاط فخاً أو لعبة خطيرة.
هناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى أن الأشخاص الأكثر عدوانية يتعقبون السعادة و يسعون ورائها ، وفي النهاية فهم غير سعداء.
ففي ورقة بحثية لعام 2013 بعنوان "الآثار المتناقضة لتعقب الانفعال الإيجابي" ، أبرز علماء النفس بريت ك. فورد Brett Q. Ford و إيريس بي موس Iris B. Mauss العديد من هذه الدراسات. و في إحداها ، على سبيل المثال ، أخبر المؤلفون بعض المشاركين بأن يشعروا بالسعادة قدر الإمكان أثناء الاستماع إلى أغنية معينة ، و أخبروا الأخرين بأن يستمعوا للموسيقى فقط.
وفي نهاية التجربة ، أفاد أولئك الذين أُعطوا هدف السعادة عن حالة مزاجية أسوأ.
فمشكلة السعي وراء السعادة happiness تكمن في أننا نحرك باستمرار أهداف المرمى لمعرفة كيف نتوقع أن نشعر بها.
وكما أكد فورد وموس أنه: "قد يضع هؤلاء الباحثون عن السعادة معايير عالية لمستويات سعادتهم. وعندما تنقص سعادتهم عن معاييرهم - وهو أمر مرجح عندما تكون المعايير عالية - فإن خيبة الأمل والإحباط الناتجة ستعيق بالتأكيد تجربة السعادة. "
إذاً ما الذي يجب عليك فعله بدلاً من محاولة الشعور بالسعادة ؟
سيتوجب عليك فقط:
- بناء حياة -تخصك- تتحكم فيها.
- التركيز على رفاهيتك
- وضع الأهداف والعمل من أجلها.
- والأهم من ذلك كله هو ، إعطاء الأولوية لإنجاز الحرية freedom ، التي تتيح لك القيام بكل هذه الأشياء.
وإذا كنت غير سعيدٍ ، فإن خلط الأمور و الأشياء و تغيير الأماكن لن يكون هو الشيء الصحيح.
نعم.. بالتأكيد، يمكنك السفر إلى أيّ بلد في العالم ، ولكن مشاكلك ستتبعك your problems will follow you.
وبالطبع... إذا كنت تعيش بمستوى أقل من طاقاتك و إمكاناتك ، واستسلمت ، ولم تصل إلى أي شيء أفضل ، فستكون بائساً على الدوام.
ولكن لا تنسى أنك إذا أردت أن تخلق حياة ذات معنى ، فقد تضطر إلى القيام ببعض الأشياء التي قد تجعلك غير سعيد - أو على الأقل غير مرتاح uncomfortable – لمدة من الزمن.
ابتكر أهدافاً و أعمل على امتلاك حرية تحقيقها
أذكر أنه قبل عامين ، كان قد اشتكى لي كثيراً صديق قديم، عن وضع عمله. فهو لم يكن لديه وقت لعائلته ، أو لهواياته التي كان يستمتع بها . و لكن بعد ذلك اتخذ بعض القرارات الصعبة:
- توقفَ عن قضاء بعض الوقت مع زملاء عمل معينين.
- و تعلم أن يقول "لا" للدعوات التي تدفعه إلى "التسكع".
- وأعطى الأولوية لعائلته وصحته.
- لقد وضع جدولاً سمح له بإيصال أطفاله إلى المدرسة والعودة بهم إلى المنزل لتناول طعام الغداء.
و بعبارة أخرى ، لقد حدد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة له ، واستبعد الأشياء التي كانت تعيق طريقه.
وبالتأكيد لا تزال حياته غير كاملة ، وهو ليس بالضرورة "سعيداً" طوال الوقت ، ولكنه ابتكر أهدافاً وعمل من أجل الحصول على الحرية لتحقيقها.
كل ما تفعله أو تشعر به أو تجرِّبه مؤقت
نحن نعلم جميعنا -لو دخلنا إلى أعماق نفوسنا- ، أنه لا يوجد أحد في مأمن من الشعور بالتعاسة في بعض الأحيان. ولكن الزمن يتحرك في اتجاه واحد ، ومعه تمر لحظات التعاسة. وهذا صحيح أيضاً و ينطبق على الأوقات الجيدة. فكل ما تفعله أو تشعر به أو تجربته مؤقت و لا يستمر.
وهذا صحيح أيضاً و ينطبق على الأوقات الجيدة. فكل ما تفعله أو تشعر به أو تجربته مؤقت و لا يستمر.
لذا بدلاً من مطاردة السعادة ، فما عليك إلا:
- أن تلتزم بجعل عالمك أفضل وأكثر شمولية.
- و أن تحصل على فرصة جديدة كل ساعة وفي كل يوم. فنحن هنا في هولندا ، لدينا قول مأثور: "بعد أن تمطر تشرق الشمس." .
إنه تذكير لطيف لي و لك، بأن الخير سوف يأتي ، في وقته. فقط اسمح له بالتجلي...
وبمجرد قبولك لذلك ، ستتمكن -أخيراً- من أن تكون متحرراً من محاولة تغيير شعورك في أي لحظة محددة، أو أي وقت معين، من حياتك العظيمة و الرائعة.