إنك من خلال التفكير المفرط ، تفقد الكثير من الأمور من حولك.. و لكن كم من الوقت -في اعتقادك- تفعل ذلك يومياً؟.
"بالنسبة لي أنا لم أفكر في ذلك".. ربما استطيع أن اسمعك تقول لنفسك هذا الأمر.
لذلك اسمحوا لي التصحيح: أنت تفكر في كل وقت، و حتى الآن أنت لا تنظر إلى الوقت الذي تقضيه في التفكير، هذا يبدو و كأنه إدمان... لأنني مدمن على التفكير أيضاً.
التفكير المفرط حالة من الإدمان
إن الإفراط في التفكير مشكلةR شائعة، و لكن عندما يكون الأمر خارجاً عن السيطرة فإنه يمكن أن يؤدي إلى:
- اضطراب في النوم
- أو حدوث ما يسمى بـ"شلل التحليل" (ييتم وصف الشلل في التحليل لعملية فردية أو جماعية عندما يؤدي الإفراط في التحليل أو الإفراط في التفكير، في موقف ما، إلى جعل الحركة، أو اتخاذ القرار قدماً "مشلولين" ، مما يعني أنه لم يتم البت في أي حل أو مسار للمضي قدماً.)
- كذلك يمكن أن يهدد الصحة العقلية
كما يصعب تشخيصه أو حتى علاجه بالطرق التقليدية.
هل يكفي أن أقول أنا أبالغ في التفكير؟
عندما آكل كثيراً، أستطيع أن أقول" أنا أفرط في تناول الطعام، و أنا بحاجة إلى تناول طعام أقل"،
و عندما أعمل كثيراً، أستطيع أن أقول " أنا أبذل الكثير من المجهود، و يجب أن أتوقف عن العمل"،
و عندما أشرب كثيراً، أستطيع أن أقول " يجب أن أتوقف، فأنا بحاجة إلى زجاجة من الماء"،
و لكن عندما أفكر كثيراً، فلا يكفي أن أقول "أنا أبالغ في التفكير" بل أحتاج إلى نهج مختلف لتحرير دماغي و عقلي من هذا الأمر.
إن المشكلة الحقيقية هي أن معظم الأشخاص لا يعتقدون أن الإفراط في التفكير مشكلة
فعندما ينتقد شخص ما الإفراط في التفكير، فإننا نفترض -في كثير من الأحيان- أن المشكلة هي الخوض في الأفكار السلبية أو تصعيدها. و بالتأكيد جميعنا يميل إلى افتراض أن الأفكار الإيجابية جيدة ... و لكن من الخطأ أن نفترض أن جميع الأفكار الإيجابية جيدة.
و كما تعلم فإن معظم النصائح الخاصة بالمساعدة الذاتية تقول "عليك بإلغاء الأفكار السلبية و مضاعفة الأفكار الإيجابية ". و قد تبدو هذه النصيحة، و كأنها نصيحة جيدة. لكن الحقيقة هي عندما تبالغ في استخدام عقلك سواءً بأفكار إيجابية أو سلبية، فإنه يحدث ما يشبه بالانسداد.. والنتيجة؟
الإفراط في التفكير مما يؤدي إلى التفكير الضبابي Foggy thinking و بالتالي اتخاذ قرارات سيئة.
أنت لست أفكارك
لا يصنف التفكير على أنه عادة فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بهوياتنا الأساسية، كما قال ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius في تأملاته: "حياتنا هي ما تصنعه أفكارنا"، أي أن حياتنا تتشكل من خلال نوعية أفكارنا.
بالنسبة لي أنا أؤمن بذلك لذا يفترض أننا نتاج أفكارنا. tماذا عنك؟
معظمنا يقول: "حسناً ، لا يمكنني إلا أن أفكر في هذه الأشياء.. هذا فقط أنا"..
لا، أبداً، هذا ليس أنت.
فيمكنك أن تقرر ما هي الأفكار التي ينبغي عليك تجاهلها.
و في هذا السياق أنا أفضل المقولة التي طرحها إيكهارت تول Eckhart Tolle في كتاب "قوة الآن: The Power Of Now
"إن بداية الحرية هي إدراك أنك لست مالك الكينونة– أنت لست المEفكِّر".
و بالتالي فإن الطريقة الوحيدة للتوقف عن ربط نفسك بأفكارك هو التوقف عن متابعة أفكارك، و بدلاً من ذلك أن تقرر أن تعيش اللحظة الراهنة present moment حيث لا يوجد لديك الوقت لتفكر... بل يوجد لديك وقت -فقط- لتجرب و تختبر.
كيف تعيش اللحظة الراهنة؟
يعد التفكير أداة لا أكثر، وبدلاً من استخدام هذه الأداة باستمرار خلال 16 أو 17 ساعة في اليوم: وهو الوقت الذي تكون فيه غير نائم، فيمكنك استخدامه عندما تكون في حاجة إليه، و لكن كيف تفعل ذلك؟..
إليك أربع 4 خطوات عملية تساعدك على التوقف عن الإفراط في التفكير:
- أن ترفع مستوى الوعي الخاص بك على مدار اليوم. أدرك أن الكثير من التفكير يقودك بعيداً عن أهدافك.
- ابدأ في مراقبة أفكارك، في كل مرة تبدأ فيها بالتفكير لا تلاحق أو تتبع الفكرة. و بدلاً من ذلك و ببساطة، لاحظ أنك تبدأ بالتفكير. و عندما تفعل ذلك، فإن عقلك لن يتوجه بعيداً.
- حاول قصر تفكيرك على أوقات محددة. على سبيل المثال، تفكر عندما تجلس لتدون ملاحظاتك، أو تحدد أولوياتك اليومية، عندها اجلس و فكر بشكل حقيقي. امنح نفسك وقتاً كافياً مثلاً 15 دقيقة. و بالتأكيد سيكون من المفيد لك حقاً -خلال تلك اللحظات- متابعة أفكارك تماماً.
هدفنا، و ما نحاول فعله هو إيقاف التفكير المستمر.
4. استمتع بحياتك، أترك كل أفكارك عن الأمس و الغد، و ذلك بغض النظر عما تريد تحقيقه في المستقبل، و مدى معاناتك في الماضي.. أعطي قيمة حقيقة و قدِّر مهم، إلى أنك على قيد الحياة الآن.
إنني لن أقول لك أن "تستمتع بتحضير الأطباق" هذا ليس أسلوبي.. تعلمت عندما أفعل شيئاً لا أحبه أن أفعل ذلك دون حكم عليه، و لكن عندما أفعل شيئاً أحبه -مهما كان كبيراً أو صغيراً- فأنا أستمتع به حقاً..
عندما أستمع إلى الموسيقى، أو أشاهد فيلماً، أو أقضي بعض الوقت مع عائلتي أو أصدقائي أو صديقتي، عندها -فقط- ما أقوم به هو أن أعيش اللحظة.
فأنا لا أفكر في أهدافي أو إخفاقاتي أو الأشياء التي يجب أن أقوم بها غداً... أنا -فقط- هنا و الآن ، تماماً مثل اللحظة التي تقوم فيها بقراءة هذه الكلمات عندما ينتهي الأمر فهذا يعني إنه قد انتهى بالفعل إلى الأبد.
أنصحك بأن تدرك ذلك على مستوى أعمق، و بهذه الطريقة لن تجرؤ حتى على ترك الحاضر.
هل أنت معي؟.. لا تفكر كثيراً في ذلك الأمر.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
التفكير الإيجابي تعرف على فوائده للجسم والعقل
في بعض الاحيان .. أفكاري تتعالى علي فاقوم بتدوينها مهما كانت تافهة .لكنها ترهقني فعلاً .. عقلي لا يتوقف .. في الواقع اكتشفت انني حتى وأنا أقرأ هدا المقال الجميل لم اتذكر شيئا مما كان لانني كنت افكر ..
يوم سعيد سيدتي،
نسعد دائماً بمشاركات أحبائنا القراء.
كما ذكر المقال "إن المشكلة الحقيقية هي أن معظم الأشخاص لا يعتقدون أن الإفراط في التفكير مشكلة"
و الخبر السار هو أن الاعتراف بوجود المشكلة هو بداية الحل.
أي أن قبولنا بأننا نفرط في التفكير هو المدخل للتوقف عن ربط أنفسنا بأفكارنا، و الذي يتم من خلال التوقف عن متابعة الأفكار.
و بالتأكيد سيكون السؤال المهم جداً هو :
كيف أتوقف عن متابعة الأفكار التي ترد إلى ذهني؟
الجواب سهل و بسيط و قابل للبدء بالتدرب و التمرن عليه.
فأنا أبدأ بالانتباه للحظة التي بين يدي
شيء أراه.. أسمعه... أشمه.. ألمسه
و لكن ماذا عن الفكرة التي تتبع و تترابط مع ما أراه... أسمعه.. أشمه.. ألمسه؟
الجواب: في بداية الأمر أسمح لهذه الفكرة بالتمدد و الاسترخاء و الارتياح... ماذا يعني ذلك؟... يعني لا أقاوم ظهورها و وجودها .
و ماذا يفيد عدم مقاومة الفكرة؟
الفائدة هي السماح للطاقة المحددة للفكرة بالتلاشي، و عدم زيادتها بالمقاومة.
نشكر لك متابعتك و نرجوا مشاركة المواضيع التي تعجبك مع أصدقاءك و أحباءك
دمتي بود و محبة