إن قبول الحقائق الصعبة وجهاً لوجه يفك العقد ، ويحرر الطاقات، و انطلاقاً منه يبدأ التغيير. كما أن ما يبقيك وفي أغلب الأحيان عالقاً في حالة من عدم الإنجاز، هو بالفعل عدم الرغبة في مواجهة إحدى هذه الحقائق.
في الآونة الأخيرة، وجدت نفسي عالقاً و محبطاً بشكلٍ كبير. و أنا على يقين بأنك على دراية بهذا الشعور و ربما تكون قد اختبرته من قبل .إذ لم تكن هناك مشكلة معينة دفعتني إلى الدوران حول نفسي أو جعلتني حائراً .
و كان الأمر أكثر من مجرد كونه إحباط شامل ، و لقد كانت هناك كتلة عقلية و فكرية هائلة تمنعني من تحقيق أي شيء على الإطلاق. كما أن انتباهي كان مشتتاً. وطاقتي منخفضة. و كنت أضع الحد الأدنى من الجهد في عملي.
إلا أنني ، و كما فعلت في العديد من المرات على مر السنين ، فقد عدت إلى النصيحة التي قدمها لي مستشاري و معلمي الخاص منذ فترة طويلة و هي أنك :
عندما تكون غارقاً أو مرتبكاً أو تفتقر إلى الدافع أو المحفز ، ابحث عن الحقائق الصعبة التي ربما تتجاهلها.
ثم ، قم بعمل قائمة تتضمن الأسئلة التالية :
ما الذي كنت تعرف بأنه حقيقة بالنسبة إليك و ليس أمنية؟
وما الذي تريد تغييره ولكنك تعلم أنه يجب عليك قبوله؟
ربما لا يتعين عليك التفكير بشدة في الإجابات. إذ أننا جميعاً نمتلك قائمة معينة ، وأنا على استعداد للمراهنة على أنها مختلفة بشكل قليل عن بعضها البعض.
كما أن ما يبقيك وفي أغلب الأحيان عالقاً في هذه الحالة هو بالتأكيد، عدم الرغبة في مواجهة إحدى هذه الحقائق.
و بالتأكيد فإن قبول كل حقيقة وجهاً لوجه يفك العقد -أمامك- دائماً ، ويحرر طاقتك و بذلك تستطيع التغيير.
وأنا بدوري قد كانت قائمتي لـ "الحقائق الصعبة" في الآونة الأخيرة تبدو على هذا النحو :
- إنني لا أستثني نفسي ... من الحقائق الصعبة .
فنحن جميعاً ننفق معظم طاقاتنا العقلية في التفكير في أنفسنا. لكن هذا ليس بالأمر السيء بالضرورة. فالتأمل الذاتي هو كيف نصبح أقوى ، وهذا بدوره يجعلنا أكثر استعداداً لمساعدة الآخرين.
- إنني غالباً ما أتعلق بكثير من الأمور.. حقيقة صعبة
فأحياناً أحاول مطاردة كل فرصة تأتي في طريقي - وفي معظم الأحيان ، لا أكون موهوباً أو مؤهلاً أو رائعاً كما كنت أعتقد. أما الخبر السار: أن هذا ما يعطيني السبب للتركيز فقط على الأشياء التي أمتلكها حقاً. أليس هذا نوع من الإنعتاق و التحرر؟
- إن معظم الناس لن يفهموا ما أرمي إليه وهذا مقبول بالنسبة لي
و ذلك لأنه إذا كان بإمكاني الشعور بالراحة مع نفسي - بالراحة الكافية لتقديم النسخة الحقيقية من نفسي للعالم - فإن القبول الذي سأحصل عليه سيكون أكثر قيمة بكثير. وسيصبح الأشخاص الذين يقدمونها هم الأكثر أهمية.
- إنني أصبح أقوى من خلال القيام بأشياء صعبة.
إذ عندما تكون الحياة سهلة ، نصبح راضين. والنمو يأتي من فعل الأشياء التي تتطلب جهداً جاداً .
- إن كسب العيش يتطلب اتخاذ خيارات صعبة.
فلدي مثلاً قدر محدود من الوقت في اليوم ، وأي شيء أقوم به هو خيار حول كيفية إنفاق هذا الوقت: هل سأقوم بتفقد جميع رسائل البريد الإلكتروني الخاص بي أو هل علي أن أقابل أصدقائي في المقهى ؟ وهل سأقضي ساعة إضافية في المكتب ، أم سأذهب لمشاهدة فيلم؟ . و ذلك لأنه علي أن أكون إنساناً أيضاً خارج العمل. إذ أن التنقل في هذا التوازن يتطلب سلسلة لا حصر لها من القرارات.
- إن الأشياء المجانية لا قيمة لها... من الحقائق الصعبة
فعندما تتخلى عن كل وقتك أو عملك مجاناً من أجل لا شيء ، لن يقدر الآخرون ذلك.
- إن الحفاظ على العلاقات يتطلب الكثير من الجهد.
من أجل ذلك يتوجب عليك ألا تأخذ وجود الناس كأمر مسلم به ، أو فإنهم من الممكن أن يبتعدوا عنك .
- المعاناة أمر جيد ... أيضاً من الحقائق الصعبة
فمن الممكن أن يجلب القليل من الألم الكثير من التعاطف و يساهم في تقريب وجهات النظر . من أجل ذلك يتوجب عليك ألا تخاف من المعاناة .
- لا بأس أن أكون وحدي... شيءٌ عظيم
إذ لا يجب أن أكون بالقرب من الناس على مدار الساعة 24/7. كما أنه لا يتوجب علي أن أكون صديقاً لأشخاص لا أستمتع بقضاء الوقت معهم أو أن أكون على علاقة مع شخص لا يجعلني سعيداً. فأنا أفضل حالاً عندما أستطيع التفكير بنفسي كرفيق جيد لي .
و في النهاية ، أستطيع القول إنه لأمر مؤلم - ومفيد - أن أكون في منطقة عدم راحتي . وأينما كانت عقدنا متواجدة ، فنحن نمتلك القدرة على تخفيفها و حلها .و أعتقد أن الحل يكمن في الاستمرار فقط في جمع دروس من الحياة ، ومواصلة الانتباه إلى الدروس التي لا نريد أن نراها.