هناك فرق كبير بين اجترار الأفكار و بين حل المشاكل
على الرغم من وجود بعض الأدلة التي تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإفراط في التفكير من الرجال (و هذا هو السبب في أنني (Amy Morin) قمت بتضمين فصل كامل حول هذا الموضوع في كتابي الأخير ، 13 شيئاً لا تفعله النساء القويات عقلياً 13 Things Mentally Strong Women Don't Do) ، فإن الحقيقة هي أن الجميع يفكر في بعض الأحيان.
الإفراط في التفكير هو مشكلة شائعة أتناولها في مكتب العلاج الخاص بي.
و غالباً ما يأتي الأشخاص إلى مواعيدهم و يقولون أشياء مثل ، "لا أستطيع الاسترخاء.
يبدو الأمر كما لو أن عقلي لن يتوقف عن العمل" ، أو "لا أستطيع التوقف عن التفكير في الكيفية التي من الممكن أن تكون عليها حياتي أفضل، إذا قمت بالأشياء بشكل مختلف ".
الرابط بين الإفراط في التفكير و مشاكل الصحة العقلية هو سؤال من نوع الدجاجة أولاً أم البيضة. و بالفعل فإن الإفراط في التفكير مرتبط بمشاكل نفسية ، مثل الاكتئاب و القلق.
من المحتمل أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى تدهور الصحة العقلية ، و بالعكس أيضاً كلما تدهورت صحتك العقلية ، زادت احتمالية الإفراط في التفكير.
إنها دوامة شريرة تسحبنا للأسفل.
و لكن من الصعب عليك أن تتعرف على هذا الدهليز عندما تكون عالقاً في منتصفه.
في الواقع ، قد يحاول دماغك إقناعك بأن القلق و التفكير يساعد بطريقة ما.
و بعد كل شيء ، هل ستقوم بتطوير حل أفضل أو أن تمنع نفسك من ارتكاب نفس الخطأ إذا قضيت وقتاً أطول في التفكير؟ ليس بالضرورة.
في الواقع ، غالباً ما يكون العكس هو الصحيح.
فالشلل التحليلي مشكلة حقيقية. إذ أنه كلما فكرت أكثر ، كلما شعرت بالسوء.
كما أن شعورك بالبؤس أو القلق أو الغضب قد يخيم على حكمك و يمنعك من اتخاذ إجراءات إيجابية.
شكلي الإفراط في التفكير
يأتي التفكير الزائد في شكلين هما؛ اجترار الماضي و القلق بشأن المستقبل.
إنه مختلف كلياً عن حل المشاكل.
حيث أن حل المشاكل يتضمن التفكير في الحلول. و لكن الإفراط في التفكير ينطوي على الخوض في المشكلة بحد ذاتها.
كذلك فإن الإفراط في التفكير يختلف أيضاً عن التفكير الصحي الذاتي.
حيث يدور التفكير الصحي الذاتي حول تعلم شيء عن نفسك أو اكتساب منظور جديد حول الموقف. و يكون بالتأكيد هادف و فاعل.
من ناحية أخرى، يتضمن الإفراط في التفكير، التفكير في مدى شعورك بالسوء، و التفكير في كل الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها.
و بالتالي لن يساعدك على تطوير رؤية جديدة.
و للعلم لا يتعلق الفرق بين حل المشاكل، و التفكير الذاتي من ناحية، والإفراط في التفكير من ناحية أخرى، في مقدار الوقت الذي تقضيه في التفكير العميق.
و بالطبع فإن الوقت الذي تقضيه في تطوير حلول إبداعية أو التعلم من سلوكك هو أمر مثمر.
و لكن الوقت الذي تقضيه في التفكير الزائد ، سواءً أكان 10 دقائق أو 10 ساعات ، لن يحسن حياتك و لن يفيدك شيئاً.
علامات تدل على أنك مفرط في التفكير
عندما تصبح أكثر وعياً بميلك إلى الإفراط في التفكير في الأشياء ، فإنه سيمكنك اتخاذ خطوات للتغيير. و لكن أولاً ، عليك أن تدرك أن الإفراط في التفكير يضر أكثر مما ينفع.
في بعض الأحيان ، يعتقد الناس أن إفراطهم في التفكير بطريقةٍ ما، يمنع حدوث الأشياء السيئة.
و يعتقدون أيضاً أنهم إذا لم يقلقوا بما فيه الكفاية، أو إن لم يعيدوا صياغة الماضي بما فيه الكفاية ، فسوف يواجهون المزيد من المشاكل بطريقة ما.
ولكن الأبحاث -في هذا الخصوص- واضحة جداً - فالإفراط في التفكير مضر لك، و لا يمكن أن يقدِّم شيئاً لمنع المشاكل أو حلها.
إليك 10 علامات تدل على أنك مفرط في التفكير:
- أنك تسترجع اللحظات المحرجة في رأسك بشكل متكرر.
- تجد صعوبة في النوم لأنك تشعر أن عقلك لن يتوقف عن العمل.
- تسأل نفسك كثيراً من أسئلة "ماذا لو ...".
- تقضي الكثير من الوقت في التفكير في المعنى الخفي في الأشياء التي يقولها الناس، أو الأحداث التي تحدث.
- تعيد صياغة المحادثات التي أجريتها مع الناس في ذهنك، و تفكر في كل الأشياء التي كنتَ تتمنى لو لم تقلها أو لم تقلها.
- أنت تعيش أخطائك باستمرار.
- عندما يقول شخصٌ ما، أو يتصرف بطريقة لا تحبها ، فأنت تستمر في إعادتها في ذهنك.
- في بعض الأحيان لا تعلم ما يحدث من حولك لأنك تتحدث عن أشياء حدثت في الماضي أو تكون قلقاً بشأن أشياء قد تحدث في المستقبل.
- تقضي الكثير من الوقت في القلق بشأن أشياء ليس لديك السيطرة عليها و التحكم بمجرياتها.
- لا تستطيع صرف ذهنك عن مخاوفك.
كيفية التعامل مع الإفراط في التفكير
إذا أدركت أنك تميل إلى الوقوع في فخ التفكير الزائد ، فلا تيأس. إذ أنه بإمكانك اتخاذ خطوات لاستعادة وقتك و طاقتك و قوة عقلك.
و بالتأكيد فمن جدولة الوقت للقلق إلى تغيير القناة ، فهناك العديد من تمارين القوة الذهنية التي يمكن أن تساعدك على التوقف عن التفكير في كل شيء.
إليك بعض النصائح التي من الممكن أن تساعدك للتحرك بالاتجاه الصحيح:
- تراجع للخلف و لاحظ الآلية التي تستجيب بها للأحداث و الظروف
- ابحث عن مصدر التشتيت
- خذ نفساً عميقاً
- مارس التأمل
- انظر إلى الأمور بشكل كلي و راقب الصورة الكبيرة للأمور
- قم بفعل شيءٍ لطيفٍ لشخص آخر. ...
- تعرف على التفكير السلبي التلقائي الذي يراودك
- اعترف بإنجازاتك و نجاحاتك
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
فهم سيكولوجيا التفكير الإيجابي