لقد أنقذتني المساعدة الذاتية و يمكن أن تنقذك أنت أيضاً.
يقول جيمس بالدوين James Baldwin : "لا يمكن تغيير كل ما يتم مواجهته ، ولكن لا يمكن تغيير أي شيء حتى تتم مواجهته." .
لقد أنقذت نفسي من خلال المساعدة الذاتية self-help بطرق لم أكن أعتقد أنها ممكنة.
فهي غيرتني كثيراً ، و ذلك كشخص يعيش الآن في عالم مختلف تماماً عن عالمي النفسي عندما كنت أصغر سناً .
عالم جديد ، عالم مليءٌ بالاحتمالات و الإمكانيات.
إنه السبب الذي يجعلني أعود للكتابة إلى ما لا نهاية فيما يتعلق بالمساعدة الذاتية - و هو موضوع عادة ما يكون مليئاً ببائعي زيت الثعابين و الفنانين المملوئين بالسخافة و الهراء ،و لأنه على الرغم من انتشاره المبتذل فإنه و في كل مكان ،
و في مكان ما ، في الوقت الحالي ، ستصل المساعدة الذاتية إلى شخص ما ، و ستسحبه بعيداً عن الحافة.
إن المساعدة الذاتية تفتح الأبواب و تسمح بدخول الضوء، و هي رمزٌ للحياة.
لقد كان لي من قسوة الحياة و صعوباتها نصيب كبير عبدت بمراحلها الثلاثة طريقاً إلى ما أراه الآن كمراحل للشفاء.
إنني أرغب بأن أشرح لك عزيزي القارئ هذه المراحل الثلاث لك ، و ذلك من خلال استخدام قصتي الخاصة عن الشفاء والتعافي لتوضيح الكيفية التي يمكن فيها للمساعدة الذاتية أن تحررنا من أنفسنا.
الخطوة الأولى: الوعي
لقد نشأت في أسرة فقيرة مضطربة و مختلة وظيفياً محاطة بالكحول والعنف والمشكلات و تدخل الشرطة من حين لآخر .
و قد أصبت بالوسواس القهري ، والقلق ، ونوبات الذعر ، وأذيت نفسي ، وشربت كل أنواع الكحول ، وتعاطيت المخدرات وكنت بائساً ، إلا أنني و مع ما مررت به تمكنت من قلب هذه الظروف و تغييرها.
ولست أنكر أن الأمر قد استغرق مني سنوات حتى بدأت أدرك أنني قد مارست الجنس.
فعندما تكون السلبية هي كل ما تعرفه ، كل شيء سيبدو طبيعياً جداً.
إلا أن إدراك وجود مشكلة على الإطلاق هو الخطوة الأولى التي يجب أن نتخذها قبل أن نبدأ في أي شيء آخر.
أنت لا تستطيع إخراج نفسك من حفرة حتى تعرف أنك موجود في حفرة أولاً.
و أذكر أن رحلتي في المساعدة الذاتية كانت قد بدأت عندما انهار زواجي في عام 2014. إذ لم يكن عليَّ أبداً أن أتزوج الشخص الذي كنت معه ، لكني كنت أبحث عن الاستقرار الذي افتقدته في تربيتي ، لذلك انغمست في هذه العلاقة بتهور.
و قد اتخذت الخطوة الأولى بالذهاب إلى العلاج لأنني شعرت وكأنني أعاني من انهيار.
و لم أفهم أن زواجي كان في حالة انهيار ولم أستطع حتى أن أفهم كم كنت غاضباً من طفولتي.
و لنكون واضحين ، فقد كان العلاج هو المساعدة الذاتية.
إنه يساعدك في أن تمد يدك ويسمح لشخص ما بأخذ ذراعك ، ليتخطى بك بعضاً من الطريق. لذا ، فإن طلب المساعدة ، من بعض النواحي ، يعد أفضل مساعدة ذاتية. فهو استسلام للألم ، و وعي بالمشكلة.
و قد تكون تلك اللحظة التي تمشي فيها من خلال باب المعالج هي اللحظة التي ستبدأ بها بعملية الشفاء .
و بعد بضعة أسابيع من عيد الغطاس و من البحث ، أوصى معالجي بحضور علاج جماعي لأولئك الذين نشأوا في أسر مدمنة على الكحول.
لقد كنت متردداً ، وتوقعت أن العناق الجماعي والإمساك بالأيدي أمر محرج ، لكنني ذهبت على أي حال ، فقط لأجد أنه من الرائع سماع الناس يروون قصتي ولديهم تجارب متطابقة. لقد ساعدني ذلك على نحو لا يمكن قياسه .
الخطوة الثانية: القبول...
القبول هو المرحلة الثانية من العلاج. إذ علمني العلاج الجماعي أنه من المقبول الاعتراف بأنني تعرضت للأذى والغضب والاضطراب في سنوات تكوين حياتي.
و لأطول وقت ، كنت أصر على أسناني وأصر على خلاف ذلك.
لم أرغب أبداً في قبول أنني ضحية ، لذلك لم أستطع معالجة ما رفضت قبوله.
و قد أخبرني العلاج أنه من الطبيعي أن أتعرض لصدمة بسبب الأحداث الصادمة. كما أنه علمني أن أقبل مأزقي العاطفي حتى أتمكن من تجاوزه في النهاية و أتركه ليرحل بهدوء .
و إلى جانب هذا العمل ،فقد تعمقت في التنمية الشخصية و المساعدة الذاتية.
حيث أظهر لي المتحدثون مثل توني روبينز Tony Robbins ، و إريك توماس Eric Thomas ، و ليز براون Les Brown و سي تي فليتشر CT Fletcher أن الماضي لا يجب أن يطغى على الحاضر.
و قد جاء كل واحد من هؤلاء الرجال من تربية قائمة على الصدمات ،كما أن كلاً منهم الآن هو مركز قوة الحكمة.
الخطوة الثالثة: العمل...
يعتبر العمل هو النزيل الثالث للشفاء. حيث سيغير العمل طريقة تفكيرك بشكل أكثر فاعلية من أي كتاب أو خطاب.
لقد اشتريت عاماً من تدريب توني روبنز Tony Robbins الذي ساعدني في العثور على ندائي الداخلي .
و جعلني التدريب أدرك أنني أردت العمل لنفسي ، وأردت أن أخلق ، وأردت أن أكتب ، وأقوم بأداء الكوميديا الاحتياطية ، و صنع مقاطع فيديو ، وأن أتواصل مع الناس من خلال الفن.
كما أنه جعلني أدرك أن هذه هي الأشياء التي كنت أرغب دائماً في القيام بها.
و هكذا فقد منحتني سنة التدريب هذه القوة لمتابعة الفن والإبداع بصرامة متجددة.
فعندما كنت استعين بـ المساعدة الذاتية يومياً ، بدأت في ممارسة طريقة ويم هوف Wim Hof ((الغمر في الماء البارد و التنفس)) التي حسنت راحة البال و عززت جهاز المناعة.
و قد قال طبيب متخصص في التعب و الإجهاد في مستشفى رويال فري في لندن Royal Free hospital in London ، أنني كنت دائماً ضعيفاً ، بسبب فرط الأدرينالين في سنوات طفولتي.
و بعد تدريب توني روبينز Tony Robbins ، عملت مع مدرب عقلية لمدة 12 أسبوعاً للتعامل مع المزيد من المقاومة والتسميات والحواجز ، مما ساعدني على فهم جذور تفكيري الضئيل المحدود و العمل من خلال النقاط الشائكة.
و الحقيقة هي أنني أنفقت الكثير من الوقت والمال في العمل على نفسي ، ولكن هل هناك سبب أفضل؟ ليس فقط بالنسبة لي ، ولكن أيضاً لكل من حولي؟
و بحلول الوقت الذي بلغت فيه الأربعين من عمري ، شعرت وكأنني قد أصلحت الكثير من الضرر من أول 20 عاماً من حياتي. فقد شعرت بأنني مختلف تماماً عن ذلك الرجل اليائس الذي اتصل هاتفياً بمعالج على وشك الانهيار في عام 2014.
تحرك للأمام...
لقد تركت مؤخراً وظيفتي في الشركة و لا أعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك ، لكنني أؤمن بنفسي و بالعملية ككل.
كان ترك وظيفتي الجزء الأخير من اللغز. و هي آخر المخلفات من تفكيري المحدود. و هكذا فقد كنت أغلق باب آخر دهليز من بؤسي السابق. و هذا لا يعني أنني تخلصت من كل السلبية ، و لكن هذا يعني فقط أنني شعرت أخيراً أنني مستعد للتعامل مع الحياة دون أن أقاتل نفسي.
لقد بدأت في جني الأموال عبر الإنترنت ، و لدي بعض أعمال تحرير الفيديو المستقل ، وبعض الأعمال الإضافية في التلفزيون و السينما ، و أنا أبتكر و أكتب كل يوم ، و تزوجت من امرأة رائعة ولدي عائلة صغيرة.
و دعني أقول لك عزيزي القارئ إن هذه ليست قصة خيالية لجمع الثروات.
فأنا لست ثرياً أو بطلاً ، لكني لم أت من شيء سوى الخرق الذهني . و أشعر الآن أنني قد وجدت بعض الثروات العاطفية.
و يسرني أن أفيدك أن هذه هي الطريقة التي يمكن أن تنقذك بها المساعدة الذاتية.
إن هذا لا يعني أنك ستكون صاحب مشروع متعدد الملايين تقود لامبورغيني فاخرة ، و لكن هذا يعني أنك ستكون قوياً بما يكفي لمواجهة العواصف و حكيماً بما يكفي للتعامل مع مشاعرك.
إن في هذه الطريقة تكمن السعادة.
لذا ، اعمل على نفسك كل يوم.
و اعمل على عقلك كما لو كنت تمرن جسمك. فلا أحد منا يملك أن يفعل كل شيء ، لذا افعل ما تحتاج إلى القيام به يومياً.
و سيقودك ذلك الى طرق لا تستطيع القراءة والبحث عنها.
و في نهاية المطاف ، فإن أحلامنا ليست في مكان غامض لا يمكن الوصول إليه ، و لكنها قابعة هناك ببساطة على طريق به بعض العقبات.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
العدوى العاطفية : لماذا تكون العواطف معدية