العاطفي
ماذا تعرف عن الذكاء العاطفي و عناصره الخمسة؟

في البداية لابد لك من معرفة ماذا يعني الذكاء العاطفي Emotional intelligence و كيف يمكن أن تطور ذكاءك العاطفي.

بكل بساطة يمكن تعريف الذكاء العاطفي على أنه، هو قدرة الأشخاص على التعرف على عواطفهم، و على عواطف و مشاعر الآخرين ، و قدرتهم على التمييز بين المشاعر المختلفة و ملاحظتها بشكل مناسب (في وقت ظهورها و شدتها)،

و كذلك قدرة الأشخاص على استخدام المعلومات العاطفية لتوجيه تفكيرهم و سلوكهم، و إدارة و/أو ضبط عواطفهم للتكيف مع البيئات المختلفة، أو لتحقيق أهدافهم التي خططوا لها.

و لكن لتوضيح المسالة، هل سبق لك أن عرفت أشخاصاً يبدو أنهم يحافظون على هدوئهم دائماً؟ 

و هم قادرون على التعامل حتى مع أكثر المواقف الاجتماعية حرجاً باللطافة و الكياسة التي يتمتعون بها، أولئك الذين يبدو عليهم أنهم يوفرون شعوراً بالراحة للآخرين؟ 

إنه من المحتمل جداً أن يمتلك هؤلاء الأشخاص، ما يشير إليه علماء النفس بالذكاء العاطفي.

يتضمن الذكاء العاطفي القدرة على فهم و إدارة العواطف. 

يتفق الخبراء على أن هذا النوع من الذكاء يلعب دوراً مهماً و حيوياً في النجاح. و يشير بعض العلماء إلى أن الذكاء العاطفي ، أو EQ ، قد يكون أكثر أهمية من معدل الذكاء  intelligence quotient IQ.

و على أية حال ، تشير الأبحاث إلى أن الذكاء العاطفي مرتبط ارتباطاً عضوياً بكل شيء، ابتداءً من صنع القرار، و ليس انتهاءً بالإنجاز الأكاديمي.

إذن فقد تتساءل، ما الذي يتطلبه الذكاء العاطفي؟ 

لقد اقترح عالم النفس و المؤلف دانيال جولمان Daniel Goleman أن هناك خمسة مكونات ضرورية للذكاء العاطفي.

لذا أرجو منك أن تتحقق مما إذا كنت تعرف نفسك في هذه الأوصاف أو لا.

و يمكنك أيضاً إجراء اختبار الذكاء العاطفي، و معرفة كيفية أدائك من الناحية العاطفية، من خلال ما سأسوقه إليك من هذه العناصر الخمسة:


1- الوعي الذاتي 

يعد الوعي بالذات ، أو القدرة على التعرف على المشاعر الشخصية و فهمها ، جزءاً مهماً من الذكاء العاطفي. 

فالشخص الذكي عاطفياً -بخلاف مجرد تعرفه على مشاعره- فإنه سيكون مدركاً -بشكلٍ عملي- لتأثير أفعاله و حالته و مشاعره، على الآخرين.

و لكي تصبح واعياً لذاتك ، يجب أن تكون قادراً على مراقبة مشاعرك الخاصة ، و أن تتعرف على ردود أفعالك العاطفية المختلفة ، و من ثم أن تقوم بتحديد كل مشاعر -محددة- و بشكلٍ صحيح. 

كذلك فالأفراد الواعون بالذات، يدركون العلاقات بين الأشياء التي يشعرون بها، و الكيفية التي يتصرفون بها.

فهؤلاء الأفراد يكونون عادة:

  • قادرون على التعرف على نقاط قوتهم، و القيود الخاصة بهم

  • و هم منفتحون على المعلومات و الخبرات الجديدة

  • و يتعلمون من تفاعلاتهم مع الآخرين. 

و بالإضافة إلى ما سبق فإن الأشخاص الذين لديهم وعي ذاتي، لديهم حس فكاهي واضح، و ثقة كبيرة بأنفسهم و بقدراتهم ، و يدركون جيداً كيف ينظر إليهم الآخرون.

 

مواضيع ذات صلة :


2- المهارات الاجتماعية

القدرة على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين هو جانب مهم آخر للذكاء العاطفي. 

ينطوي الفهم العاطفي الحقيقي على أكثر من مجرد فهم عواطفك و فهم مشاعر الآخرين.

إذ أنك ستحتاج أيضاً إلى أن تكون قادراً على تفعيل هذه المعلومات في تفاعلاتك و اتصالاتك اليومية.

فلا يكفي أن تكون قادراً على إدراك مشاعرك و مشاعر الآخرين دون اختبار هذا الفهم من خلال تفاعلك اليومي و مراقبة ردود أفعالك مع الآخرين.

و على سبيل المثال، في الإطار المهني الاحترافي، يحصل المدراء على المزايا الجيدة المهمة، من خلال القدرة على بناء علاقات و اتصالات جيدة و وثيقة مع الموظفين.

و يحصل العمال على المزايا الجيدة من خلال القدرة على تطوير علاقة قوية مع القادة و زملاء العمل. 

و تشمل المهارات الاجتماعية الهامة:

  • الاستماع الفعال و العملي

  • مهارات الاتصال اللفظي
  •  
  • مهارات الاتصال غير اللفظي

  • مهارات القيادة

  • مهارات الإقناع

3- التنظيم الذاتي

التنظيم الذاتي هو كلَّ شيء خاص بالتعبير عن مشاعرك بشكل مناسب.

بالإضافة إلى إدراك عواطفك و تأثيرك على الآخرين ، سيتطلب منك الذكاء العاطفي أن تكون قادراً على تنظيم و إدارة عواطفك.

و هذا لا يعني تبلد عواطفك، و إخفاء مشاعرك الحقيقية – و لكن يعني ببساطة انتظار الوقت و المكان المناسبين للتعبير عنها. 

و بالفعل، يميل الأشخاص الماهرون في التنظيم الذاتي إلى المرونة، و التكيف بشكل جيد مع التغيير. كما أنهم يكونون جيدين في إدارة الصراع و تبسيط المواقف المتوترة أو الصعبة.

و بالتأكيد فأولئك الذين لديهم مهارات قوية في التنظيم الذاتي:

  • يتمتعون بمستوى عالٍ من الضمير و الالتزام الواعي 

  • و هم يمتلكون عمقاً كبيراً في التفكير حول كيفية تأثيرهم على الآخرين

  • و يتحملون مسؤولية أفعالهم بشكل حقيقي.

4- التعاطف

التعاطف ، أو القدرة على فهم الكيفية التي يشعر بها الآخرين ، يعتبر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لـ الذكاء العاطفي.

و لكن ذلك ينطوي على أكثر من مجرد القدرة على التعرف على الحالات العاطفية للآخرين.

فهو أيضاً، يتضمن ردودك على الآخرين بناءً على هذه المعلومات.

فمثلاً، عندما تشعر بأن شخصاً ما يشعر بالحزن أو اليأس ، فكيف سترد؟ 

إنك قد تعامله بمزيد من العناية و الاهتمام ، أو قد تبذل جهداً لرفع معنوياته، أو ربما تتفاعل معه بطريقة التحفيز.

و كذلك سيسمح لك التعاطف بفهم آليات القوة التي هي غالباً ما تؤثر على العلاقات الاجتماعية ، خاصة في محيط البيئة التي تكون فيها.

و يسمح لك بمزيد من القراءة الفاعلة لما يشعر بها الآخرين و لما يرغبون بالتعبير عنه. 

و بالتأكيد فأولئك الأكفاء في هذا المجال:

  • قادرون على الشعور بمن يمتلك القوة في العلاقات المختلفة

  • و لديهم فهم لكيفية تأثير هذه القوى على المشاعر و السلوكيات
  •  
  • و يستطيعون بدقة تفسير المواقف المختلفة التي تتوقف على ديناميكيات القوة هذه.

5- التحفيز الذاتي أو الدافعية الذاتية

إن الدوافع الذاتية تلعب أيضاً، دوراً رئيساً في الذكاء العاطفي. 

فالأشخاص الأذكياء عاطفياً مدفوعون و محفزون بأشياء تتجاوز المكافآت الخارجية مثل الشهرة و المال و الاعتراف و التحفيز من الآخرين.

فلدى أولئك المحفَّزون ذاتياً شغفٌ كبير لتلبية احتياجاتهم الداخلية و أهدافهم الشخصية. إنهم يبحثون عن مكافآت داخلية ، و يتدفقون بتناغم تام مع النشاط ، و يسعون لاختبار مشاعر الوصول للقمة.

و من ناحية أخرى يميل الأكفاء في هذا المجال إلى  أن يكونوا مرتبطين بالتنفيذ و موجهين من خلال الفعل. 

فهم يتصفون بـ:

  • وضع الأهداف المحددة

  • و لديهم حاجة كبيرة إلى الإنجاز

  • و يبحثون دائماً عن طرق مختلفة للقيام بعمل أفضل. 

كما أنهم يميلون إلى أن يكونوا ملتزمين للغاية، و جيدين بالفعل في الأخذ بزمام المبادرة.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.    


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

الهروب من منظومة الخوف من خلال الذكاء العاطفي

التحفيز: 6 أفكار رئيسة خلف نظريات التحفيز

تمارين التعاطف الذاتي لتعزيز السعادة


المصادر


الوسوم



المؤلف


التعليقات

    • الأن