التفكير
كيف علمني راهب بوذي أن أتوقف عن الإفراط في التفكير

بالتأكيد لن نكون قادرين على  التوقف عن الإفراط في التفكير  في غضون أيام قليلة ،

و خاصةً إذا كان ذلك يمثل نمطاً سلوكياً بداخلك و قد تعودت عليه لسنوات.

نعدك، و بانتهائك من قراءة المقال و بتطبيقك للتقنية التي تعتمد على سؤال بسيط يتكون من كلمتين، سينخفض ​​عدد المرات التي يتعين عليك فيها طرح الأسئلة، و في النهاية ستتوقف عن الإفراط في التفكير إلى الأبد.

أتذكر أنني كنت أقوم بإنشاء سيناريوهات في رأسي ، وأتنقل بين طيات الماضي إلى توقعات المستقبل.

و لابد عزيزي القارئ أن تثق بي عندما أقول أنه من السهل أن تفقد نفسك في قصة يدبرها عقلك خلال بضع دقائق .

و ما عليك في ذلك إلا الحصول على سماعات الرأس وتشغيل أغنية مثيرة تتناسب و ذلك السيناريو. 

يكاد أن يكون هذا شعوراً حقيقياً، أليس كذلك؟

و لكن  أفضل ما في الأمر هو أنه يمكنك القيام به في أي مكان. فليس عليك الاستلقاء على السرير أو الاستناد الى الأرجوحة الشبكية. قطعاً لا . 

و إذا حدث و كنت متمرساً ذو خبرة بذلك، فيمكنك الخروج بسهولة في منتصف المحادثة.

و الآن : هل يبدو ذلك مألوفاً بالنسبة لك ؟ أنا متأكد من ذلك. و لكن كيف نضع حداً لذلك ؟

من المثير أن هناك من يقول أن ممارسة التأمل هي السر الكامن وراء الحصول على عقل صافي و منتبه. و هي كذلك إلى حد ما .

قد كنت أفعل ذلك بانتظام لمدة عام ونصف ، و قد أحدث ذلك فرقاً كبيراً في حياتي . ومع ذلك ، و حتى وقت قريب كنت لا أزال أجد نفسي أفكر كثيراً. فأنا و في نهاية المطاف  محارب قديم.

و  بالعودة إلى الموضوع الذي نتحدث عنه ،فإننا سندرك أن  بإمكانك استخدام بعض قواعد الاختراق لتوديع الإفراط في التفكير.  

و فيما يلي عزيزي القارئ كيفية القيام بذلك:

 

كيف تتوقف عن التفكير الزائد وفقاً لراهب بوذي يتمتع بروح المرح.

تتمثل الحيلة التي أستخدِمها لإدخال ذهني في اللحظة الحالية في طرح سؤال مكون من كلمتين.

و قد كنت قد قرأته مرة في كتاب "فن الاختفاء: طريق بوذا إلى الفرح الدائم" ، و هو كتاب مشهور نشره راهب بوذي.

و هو معروف باسم " Phra Visuddhisamvarathera" أو "Ajahn Brahmavaṃso أو باختصار " آجان براهم Ajahn Brahm".

و عندما يأتي هذا الراهب البوذي على ذكر  الإفراط في التفكير، فإنه يقول إنه كان يفعل ذلك كثيراً أيضاً.

و قد كان الأمر في الغالب يكمن حول الوقوع في الحب وتكوين أسرة. و ذلك قبل أن يكون راهباً بالطبع.

أما الآن ، فقد تغير الوضع بكل تأكيد.

و لكن دعونا نرى ما هي طريقته في ذلك ، أليس كذلك؟

يقول آجان براهم أنه كلما كان ينخرطاً في تصورات خيالية ، كان يسأل نفسه "ثم ماذا؟"  وكان يكرر السؤال طالما احتاج إلى ذلك.

يقول  - آجان براهم  Ajahn Brahm :

"عندما كنت صغيراً ، اعتدت أن يكون لدي تخيلات أيضاً. و قد تعلمت أن أمنعها من الإمساك بي والسيطرة عليَ من خلال اتباعها حتى ايجاد استنتاج منطقي بشأنها.

و كنت أفكر، "ثم ماذا؟ ثم ماذا؟"  

ولم أكن أتوقف حتى أحصل على الصورة الكاملة ".

لنفترض الآن أنك بدأت في التفكير في كيفية تفاعل الناس مع مشروع جديد تعمل عليه. و هنا عليك أن تسأل  نفسك "ثم ماذا؟".

و من المحتمل أنك ستستمر في في المتابعة  وستكتشف كيفية الرد على انتقاداتهم ، أو أنك ستشكرهم على مدحهم.

و اسأل نفسك مرة أخرى : ما الذي يأتي بعد ذلك. و في غضون ثوان قليلة ، ستفقد الاهتمام بقصتك الخاصة .

و يشرج آجان براهم  في كتابه كيف ساعدته هذه الطريقة ولماذا هي مناسبة جداً ، يقول براهم:

"مع التخيلات المتصورة  مثل الوقوع في الحب ، و الزواج ، و القفز إلى حيث تغرب الشمس ، فإن طرح تساؤل " ماذا بعد؟

" يعد سلباً لكل المتعة ، لأن" ماذا بعد ذلك "يعد شيئاً فارغاً.

لن يعود هناك لون مميز أو سطوع أو فرح أو سعادة بعد الآن لأن "ماذا بعد" ستكون هي كل ما يواجهه أي شخص آخر. "

 لذلك و في المرة القادمة التي تشعر فيها برغبة في إنشاء سيناريوهات في رأسك ،

استمر في سؤال نفسك "ماذا بعد ذلك" حتى تدرك أن لديك أشياء أفضل للقيام بها. أو حتى تتضايق على نحو فعلي من هذه السيناريوهات المتخيلة .

و  في كلتا الحالتين، سيكون ذلك مناسباً للغاية. و ستتوقف عن اختلاق السيناريوهات في رأسك ،

والتي ترى  فيها نفسك تتشاجر مع أشخاص من ماضيك ، أو تتخيل نهايات سعيدة قد لا تحصل عليها أبداً.

و بعد فترة ، سينخفض ​​عدد المرات التي يتعين عليك فيها طرح السؤال، وفي النهاية ستتوقف عن الإفراط في التفكير إلى الأبد.


من هو آجان براهم؟

أذكر أنني اكتشفت هذا الراهب البوذي المضحك في ميانمار بطرقة عصية على التفكير ، و ذلك في مركز تأمل كنت قد تطوعت فيه لمدة أسبوعين. 

حيث عرّفتني الراهبات اللواتي يعشن هناك على كتبه و خطاباته ، و سرعان ما أصبحت مدمناً على كتاباته و خطاباته.

و قد كان إدماني  في الأساس بسبب تمتعه بروح الدعابة.

و على الرغم من أنه يتحدث عن أشياء روحية عميقة، إلا أنه يفعل ذلك بطريقة هادئة.

 حيث كان يؤيد الزواج من نفس الجنس (زواج المثليين)، وغالباً ما كان يؤكد على أن التعاليم البوذية لا تميز على أساس التوجهات أو الميول الجنسية.

و هنا ستكتشف عزيزي القارئ أننا لا شك نتحدث عن راهب رائع ،أليس كذلك؟

 ولد آجان براهم في إنجلترا باسم بيتربيتس Peter Betts ، وفوض للعمل الدينيي في تايلاند عندما كان عمره 23 عاماً. وهو اليوم رئيس دير بودهينيانا Bodhinyana Monastery ، في سربنتين، غرب أستراليا.

و إذا كنت مهتماً بتعاليمه ، فيمكنك العثور على خطاباته على قنوات اليوتيوب Youtube. كما يمكنك أيضاً قراءة كتبه أو الاستماع إلى تسجيلات صوتية للجمعية البوذية في أستراليا الغربية.

 نعم، تسجيلات صوتية . لقد قرأتَ ذلك بشكل صحيح. فقد أخبرتك أن هذا الراهب البوذي يمضي قدماً في مختلف الأمور.

 

أفكار أخيرة...

لاشك أننا جميعاً مذنبون عندما نأتي على مسألة الإفراط في التفكير.

و لمجرد كونه أمر شائع فهذا لا يعني أنه شيء جيد أيضاً. إذ من الممكن أن يتسبب بالضرر بشكل كبير و يؤثر على علاقاتنا.

و بغض النظر عن نظرتك إلى التفكير بشكل زائد ، إلا أنه لا توجد نتيجة إيجابية لذلك.

و بالتأكيد فإننا لن نكون قادرين على  التوقف عن التفكير الزائد عن الحد  في غضون أيام قليلة ،

و خاصةً إذا كان هذا نمطاً سلوكياً بداخلك تعودت عليه منذ سنوات.

و لكن ، و بدلاً من محاولة التخلص من هذه العادة السيئة في لمح البصر، فإنني أنصحك في البدء بمتابعة إنجازك و قياس نجاحك ،

و ذلك ومن خلال تتبع الوقت الذي تقضيه في التفكير الزائد أو المفرط.

و لنفترض أنك تفعل ذلك لمدة ساعتين كل يوم. 

ولكنك إذا تمكنت من تخفيضها إلى نصف ساعة بعد شهر من خلال استخدام هذه الطريقة ، فأنت تحرز تقدماً رائعاً.

 وسرعان ما ستضع قدميك على متن اليخت.




عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

كيف تتوقف عن التفكير المفرط ؟

كيف تتوقف عن التفكير الزائد؟ هذه 10 طرق بسيطة لذلك

علاج القلق : استخدم التوقف عن التفكير للحد من القلق


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن