قد تشعر بنوعٍ من الخدر في عمودك الفقري عند سماعك إلى جزء من الموسيقى الرومانسية التي تحبها، و ذلك كرد فعل على كمية كبيرة من الأدرينالين الذي تتسارع إلى معظم أنحاء جسمك.
و ربما تكون قد تساءلت يوماً لماذا نشعر بشيء من القشعريرة أو اللذة المحببة في بعض الأحيان عند سماعنا الموسيقى؟
إن البشر يسكنون في أجسادهم منذ زمن طويل ، و لكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة حول كيفية عملها، و كيف تستجيب للأحداث (من أصوات و ألوان، و روائح ... إلخ) من حولها.
هنا في هذا المقال نلقي الضوء على بعضٍ من هذه الأسئلة و بعض التفسيرات المحتملة لها .
لماذا نشعر بشيء من القشعريرة عند سماعنا الموسيقى؟
من المؤكد أن لكل شخص منا أغنيته المفضلة و التي تسبب له شيء من القشعريرة أو الخدر اللطيف.
فربما تكون مقطوعة من موسيقى كلاسيكية على البيانو ، أو ربما تكون موسيقى من أغنية لأم كلثوم أو فيروز قد تذكرك بسنوات المراهقة أو الحب الأول ☺.
و بالفعل قد تشعر بنوعٍ من الخدر في عمودك الفقري عند إصغائك إلى جزء من موسيقى عاطفية و ذلك كرد فعل على كمية كبيرة من الأدرينالين الذي تتسارع إلى معظم أنحاء جسمك.
و قد تطور هذا الأمر - لدى جنسنا البشري في السابق - كجزء من آليات "القتال أو الهروب" ، ولكن يبدو أنه من الممكن أن ينشأ كذلك عن طريق مستوى مرتفع من الهرمون , والذي بدوره يجعلنا نشعر بالمتعة.
بالإضافة لما سبق فإنه من المحتمل أن تنتج هذه القشعريرة كاستجابة للموسيقى بشكل أكبر عندما ننتظر الجزء المفضل لدينا من الأغنية ، وينمو هذا إلى الإدراك و التوقع إلى أن يغمر دماغنا بهرمون السعادة ( الدوبامين).
لماذا يستطيع بعض الناس تحريك أو هز آذانهم ؟
ينقسم الناس حولنا بين من يستطيع تحريك أذنيه و من لا يستطيع ذلك.
فتحريك الأذن كانت ميزة قديمة لأجسامنا و ربما كانت مفيدة في السابق ، أما الآن فهي لا تخدم إلا غرضًا واحداً إذ يستطيع من يحرك أذنيه - من خلال تحريك نظاراته للأعلى والأسفل من فوق أنفه - أن يجعل شخص ما يضحك.
و نستطيع أن نؤكد أن حركة الأذن هذه شائعة كثيراً لدى الثدييات الأخرى , و بالتأكيد أنه قد سبق لك و أن رأيت قطاً يستمع للطيور و قد لاحظت ذلك, فالقطط من بعض أنواع الثدييات القادرة على تدوير آذانها بالكامل.
و ربما يجادل بعض الناس بأن جميع البشر بإمكانه أن يتعلم كيفية القيام بذلك (من الواضح أننا سنبدو سخيفين جداً فيما لو حاولنا فعل ذلك) ، في حين يدعي آخرون أنها مورثات جينية .
ولكن بغض النظر عما يبدو أن البشر لديهم عضلات ضعيفة متصلة بالأذن و أن ذلك سيسمح لها بالحركة ، ولكن بعض الناس لديهم عضلات أذنيه أقوى من الآخرين تمكنهم من تحريك آذانهم.
لماذا نرقص على أنغام الموسيقى؟
هناك بعض الأغاني التي لا تستطيع منع نفسك من التفاعل معها بتحريك أقدامك , و إن لم تكن مبالغة ستقوم بتحريك الجسم بكامله.
فإن تفاعلاتنا مع الموسيقى من قبيل رغبتنا في رمي الأشياء إلى حلبة الرقص تأتي من غريزة قديمة كانت معنا منذ آلاف السنين .
و قد نجد متعة كبيرة في الرقص ، ربما بسبب مزيج من الموسيقى و التي بدورها تغمر الفص الجبهي للدماغ بهرمونات السعادة .
و في نفس الوقت تنشط الموسيقى المخيخ مما يعطينا جرعة مضاعفة من النشوة.
لكن لماذا تطور هذا؟ من المعتقد أن البشر الأوائل قد رقصوا ليجذبوا رفيق منذ ما يقارب من 1,5 مليون سنة و نصف مضت ، لذلك من المنطقي أن نكون قد تطورنا لكي نستمتع بـ الموسيقى.
لماذا نتحدث مع أنفسنا؟
ربما تكون هذه العادة محرجة للغاية ، إذ أننا ربما نتحدث إلى أنفسنا عندما نشرب قهوتنا الصباحية أو عندما نغادر مكان عملنا بعد يوم طويل شاق ، و قد يبدو الأمر محرجاً بعض الشيء إذا قمنا بذلك بشكل علني و مسموع لأن التكلم بصوت عالٍ يخدم غرض التواصل مع الآخرين ، وليس مع أنفسنا , و لكن... لماذا نفعل ذلك؟
تشير بعض الدراسات إلى أنه من الممكن أن يكون الحديث - مع النفس- بصوت مسموع هو نوعٌ من تنظيم أو ترتيب الأفكار ، أو التخطيط لما يراد القيام به ، و ربما آلية لدمج و موائمة الذكريات ، أو حتى تعديل للمشاعر و العواطف.
و هنا في هذا السياق , نحن نعتمد على تقنية صغيرة أنيقة للسيطرة على أنفسنا.
لماذا نقوم بالاستيقاظ المزعج المفاجئ من نومنا؟
هل سبق لك و أن انجرفت بهدوء إلى النوم قبل أن تستيقظ مفزوعاً و بشكل مفاجئ؟
هذا ما يسمى برعشة نومية Hypnagogic Jerking - و هو تشنج عضلي لا إرادي يحدث عندما يغط الشخص في النوم.
و حتى الآن لم يتم تحديد سبب حدوث ذلك بالضبط ، على الرغم من وجود العديد من النظريات الرائدة.
و لكن يقترح أحد الباحثين أن هذا الارتعاش هو جزء طبيعي من انتقال الجسم من الاستيقاظ إلى لنوم ، ويحدث بسبب تشوش الأعصاب و ربما الإحباط.
و من الممكن أن يكون هناك نظرية أخرى يشك فيها العلماء هي أن تشنج الجسم كله هو رد فعل قديم مصمم لمنع أسلافنا الرئيسيين من السقوط من على الشجر أثناء نومهم.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :