يمكن أن يؤثر النوم و الاكتئاب depression على بعضهما البعض. و يمكن أن يكون للإرهاق المفرط تأثير كبير على الصحة العقلية للشخص ، في حين أن ربما قد يواجه الشخص الذي يعاني من الاكتئاب، صعوبة في النوم.
و وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (الأمريكية) National Sleep Foundation (NSF) ، فعندما يعاني الشخص من اضطراب في النوم ، فمن المرجح أن تكون أعراض الاكتئاب شديدة.
و في هذه المقالة سنغطي العلاقة بين النوم والاكتئاب ، و كذلك خيارات العلاج المحتملة.
كيف يرتبط الاكتئاب بالنوم؟
وفقاً لمجلة علمية واحدة ، قد يسهم فقدان النوم في التغيرات الكيميائية العصبية في الدماغ ، و التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.
و يشير الباحثون أيضاً إلى أن الاكتئاب قد يؤدي إلى توقف أنماط النوم.
و وفقاً لمقال في مجلة BMC Psychiatry )، فإن قلة النوم أو ضعف جودة النوم قد تتسبب في حدوث تغييرات في تفكير الشخص و مزاجه و عواطفه.
و قد أفاد الباحثون في هذه الدراسة أيضاً أن اضطرابات النوم قد تنشط استجابة الشخص للإجهاد بشكل متكرر أكثر. و هذا التوتر stress قد يسهم في تطور الاكتئاب.
هل يؤثر الاكتئاب على النوم؟
وفقاً لـ NSF ، و نظراً لتداخل أعراض اضطرابات النوم و الاكتئاب ، فإن التشخيص الخاطئ قد يكون ممكناً.
و قد تساهم العديد من اضطرابات النوم في إصابة الشخص بالاكتئاب.
و مع ذلك ، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى شعور الشخص بالتعب المفرط. و تُعرف هذه الحالة باسم النعاس المفرط أثناء النهار (EDS excessive daytime sleepiness).
و وفقاً لدراسة أجريت على إناث (كانت متابعة لمدة 10 سنوات) من الأبحاث الأساسية ، فإن الاكتئاب يعد عاملاً مهماً في التسبب في الإصابة بصدمة EDS.
و قد يكون لـ EDS تأثيرات ضارة على الوظائف المعرفية و السلوكية للناس. و يمكن أن تتداخل هذه التأثيرات السريعة مع نوعية حياة الشخص.
هل يؤثر النوم على الاكتئاب؟
يمكن أن تؤثر قلة النوم على قدرة الشخص على التفكير بوضوح و تسبب -له- صعوبة أكبر في السيطرة على عواطفه.
و يمكن لكل هذه الأشياء أن تسهم في الاكتئاب.
توقف التنفس أثناء النوم و الاكتئاب
توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA Obstructive sleep apnea) و هو حالة طبية تؤدي إلى إصابة الشخص بمشاكل في التنفس أثناء نومه.
و يبدو أن OSA و الاكتئاب يبدو لديهما روابط مشتركة.
و وفقاً للباحثين ، فإن 18٪ من أولئك الذين يعانون من اضطراب اكتئابي كبير يعانون أيضاً من ، كما و أن 17.6٪ من أولئك الذين يعانون من OSA لديهم اضطراب اكتئاب شديد.
وقد يتسبب OSA أيضًا في شعور الشخص بالتعب الشديد أثناء النهار لأنه لم ينام جيداً في الليل. و أن حالة EDS و الاستيقاظ و الشعور بعدم الراحة، قد تكون كلها علامات على أن الشخص قد يكون يعاني من OSA.
و يشير مقال في مجلة Sleep Medicine Reviews إلى أن الأشخاص الذين يعانون من OSA من المحتمل أن يبلغوا عن القلق والاكتئاب أيضاً.
الأرق Insomnia و الاكتئاب
الأرق هو اضطراب في النوم حيث يواجه الشخص صعوبة في النوم أو الاستغراق (البقاء) بالنوم.
و ما يقدر بنحو 20-35 ٪ من الأمريكيين يعانون من أعراض الأرق في مرحلة ما من حياتهم.
و وفقاً لـ NSF ، فإن الأشخاص الذين يعانون من الأرق هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار 10 مرات مقارنة بالأشخاص الذين يبلغون عن النوم بشكل جيد.
و تشير NSF أيضاً إلى أن أولئك الذين يعانون من مشاكل أثناء النوم ، و التي يسميها الأطباء الأرق أثناء النوم ، و الحفاظ على النوم ، أو الأرق أثناء النوم ، هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
و قد وجد التحليل التلوي لـ 34 دراسة شملت 172,077 مشاركاً وجود علاقة إيجابية بين الأرق و الاكتئاب.
و خلص الباحثون إلى أن الأرق يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، و اقترحوا أيضاً أن منع الأرق لديه القدرة على الحد من الاكتئاب.
و تشير مراجعة 2019 إلى وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين اضطرابات النوم ، مثل الأرق، و الاكتئاب.
و يعتقد الباحثون أن مشاكل النوم يمكن أن تتنبأ ببدء الاكتئاب.
العلاج
يمكن أن يختلف علاج اضطرابات النوم و الأعراض المرتبطة بالاكتئاب ، حسب نوع اضطراب النوم.
فتشير الأبحاث التي أجرتها مجلة Dialogues في علم الأعصاب السريري إلى أنه إذا لم تتحسن مشاكل نوم الشخص بعد علاج الاكتئاب ، فيجب عليه إخبار الطبيب و البحث عن علاجات أخرى.
و قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من OSA من استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر ( CPAP continuous positive airway pressure) الذي يقلل من احتمال حدوث مشاكل في التنفس أثناء النوم.
و حسب تقارير NSF فإنه عندما يستخدم شخص مصاب بـ OSA قناع CPAP لمدة عام ، فقد وجد تحسناً في أعراض الاكتئاب لديه.
الأدوية
قد يصف الأطباء أدوية لعلاج مشاكل النوم و الاكتئاب. إذ سيختار الطبيب نوع الدواء بعد تقييم حالة الشخص و أعراضه.
فقد تشمل الأدوية:
المثبتات المزاجية ، مثل كاربامازيبين
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، مثل فلوكستين أو سيرترالين
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ، مثل أميتريبتيلين أو نورتريبتيلين
و لا يعطي الأطباء غالباً مضادات الاكتئاب المهدئة للذين يعانون من OSA ، لأنها قد تؤثر على تنفس الشخص وتجعله أكثر سوءاً.
العلاج النفسي
يمكن للشخص الحصول على العلاج السلوكي المعرفي (CBT cognitive behavioral therapy) لعلاج الاكتئاب و الأرق.
فالعلاج المعرفي السلوكي هو نهج علاجي يتضمن تحديد الأفكار و السلوكيات التي يمكن أن تساهم في الاكتئاب أو تفاقمه.
تغييرات نمط الحياة و العلاج الطبيعي
في حين أن التغييرات في نمط الحياة وحدها قد لا تكون كافية لتحسين الاكتئاب و اضطرابات النوم ، إلا أن بعض التغييرات في نمط الحياة قد تساعد الشخص على النوم أو الشعور بالتحسن.
وتشمل هذه:
تناول المشروبات الدافئة قبل النوم ، بما في ذلك الحليب
ممارسة المزيد من النشاطات خلال النهار، و لكن ليس قريباً من وقت النوم
تناول مكملات الميلاتونين melatonin supplements
الحفاظ على غرفة النوم باردة
النوم في غرفة مظلمة
اتباع نظام غذائي صحي
ممارسة التأمل
الحد من تناول الكحول
و يمكن لأي شخص التحدث إلى الطبيب أو المعالج حول التدخلات الفردية التي قد تساعد على تحسين نومهم.
متى يتوجب عليك مراجعة الطبيب؟
يجب أن يسعى الشخص دائماً إلى الحصول على رعاية طبية فورية إذا واجهته أفكاراً عن الانتحار أو إيذاء الذات.
و يجب أن يطلب الشخص المساعدة إذا كان:
يعاني من EDS
يعاني من تغييرات في المزاج أو الهوية
الشعور بمشاعر العجز أو اليأس
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :