يعتبر التوتر تجربة شائعة جداً حيث يشعر الكثيرون منا بتوتر يتجاوز قدراتنا على التكيف بكثير ، و ذلك وفقاً لمسح سنوي تجريه جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association .
و قد أضحت هناك سهولة في إمكانية الشعور بالإرهاق و الإحباط و التعب في غمرة العمل ، وقضايا المال ، و التوتر الناتج عن المسائل العائلية ، والالتزامات الأخرى.
و بينما يمكنك ممارسة تقنيات تخفيف التوتر مثل اليوجا أو التأمل ، فقد تجد أن مساعدة الآخرين ، على الرغم من أن ذلك يمكن أن يجعل جدول أعمالك أكثر انشغالاً ، هو أيضاً شكل قوي من أشكال التخلص من التوتر الذي يمكن أن يحسن صحتك البدنية.
لقد ثبت علمياً أن مستويات التوتر لديك تنخفض عندما تركز انتباهك على احتياجات شخصٍ آخر .
و ذلك يساعد على تقليل تأثير التوتر على جسمك ، و يساعد أيضاً في تحسين صحتك الجسدية و كذلك صحتك العاطفية.
تأثير التوتر على الصحة :
وجدت دراسة أجريت عام 2015 نشرت في مجلة العلوم النفسية السريرية Clinical Psychological Science أن تخفيف تأثير التوتر على الصحة يمكن تحقيقه من خلال مساعدة الآخرين.
و في حين أنها كانت دراسة صغيرة ، إلا أن نتائجها كانت رائعة.
و قد شارك ما يقارب من 77 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عاماً في هذه الدراسة.
و قد كانوا يتلقون في كل ليلة مكالمة آلية لتذكيرهم بإكمال استبيان يومي.
و يحتوي الاستبيان على استفسارات حول أحداث اليوم الباعثة على التوتر ، مثل التنقل والعمل و الموارد المالية .
كما تتبعت أيضاً السلوكيات المفيدة وأفعال اللطف الصغيرة والعواطف الناتجة عنها.
و قد وجد الباحثون أن أولئك الذين يقومون بأعمال يومية أكثر طيبة كانوا أقل عرضة للشعور بالتوتر.
بينما كانوا قد أبلغوا عن الشعور بالمزيد من التوتر والسلبية في الأيام التي لم يتمكنوا فيها من القيام بأي عمل ينم عن اللطف .
و تقترح الدراسة أنه يمكننا أن نساعد أنفسنا على إدارة التوتر والشعور بالتحسن من خلال عمل الخير للآخرين.
و الجدير بالذكر أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسة لتحليل هذه النظرية ، و لكن لها آثار واعدة لأولئك الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر.
أعمال صغيرة من اللطف للحد من التوتر :
لست بحاجة إلى أن تكون ثرياً للغاية أو أن يكون لديك الكثير من وقت الفراغ لتتمكن من الحصول على فوائد الإيثار altruism .
فحتى الإيماءات الصغيرة ، مثل الإمساك بالباب لشخص غريب ، لها القدرة على تقليل التوتر. لذا ، إليك بعض الأعمال البسيطة التي يمكنك القيام بها لمساعدة الآخرين وربما خفض مستويات التوتر لديك:
1- ادفع مقدماً :
عندما تقوم بالشراء عبر نافذة سيارتك ، يمكنك الدفع عن السيارة المنتظرة خلفك. و عندما تصل السيارة إلى النافذة ، ستكون مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لهم أنك قمت بالدفع عنهم و هي تتطلب دفع مبلغ صغير من المال فقط .
2- تشارك مع الآخرين:
كما تؤكد الدراسات فإن مشاركة الأخرين مشاعرهم، و المشاركة معهم بأشياء تدخل على انفسهم البهجة، كل ذلك له دور في تفليل التوتر.
اخبز كعكة أو حلوى أخرى وأدخلها إلى غرفة استراحة المكتب لتتشاركها مع الجميع.
حيث سيشعر هذا الأمر زملاء العمل معك بسعادة غامرة.
أو يمكنك ببساطة إحضار المزيد من المواد الإضافية معك عندما تقوم بشراء بعض الأشياء .
حيث أن إحضار سدادات أذن إضافية إلى حفلة موسيقية ، أو مناديل إضافية أثناء موسم البرد والإنفلونزا ، أو مشاركة كل ما يمكنك توفيره هو طريقة بسيطة لمساعدة الآخرين.
بينما يمكنك لتمارين اليوغا و التأمل تخفيف التوتر، فإن مساعدة الآخرين ، ستجعل جدول أعمالك أكثر انشغالاً ، و الذي يعتبر شكلاً حيوياً من أشكال التخلص من التوتر الذي يمكن أن يحسن صحتك البدنية.
3- قم بتنظيف الخزانة:
قم بإزالة الفوضى من خزانتك أو القبو وتبرع بالملابس القديمة والألعاب والكتب إلى مأوى قريب.
إذ أن مثل هذه المواد ستساعد الأشخاص المحتاجين لها أثناء إعادة تنظيم منزلك.
كما أن هذا سيذكرك أيضاً بمدى ما تملك من أشياء ومدى حظك في الحصول عليها .
4- تطوع بالأعمال:
تطوع بمهاراتك إلى مؤسسة غير ربحية محلية. و سواء كنت مصوراً أو مصمم ويب أو طباخاً ، فإن المؤسسات غير الربحية تحتاج دائماً إلى مساعدة من المحترفين وستكون هذه المؤسسات ممتنة للمساعدة.
أو يمكنك العمل مباشرةً مع المحتاجين من خلال التطوع في ملجأ للمشردين أو إنقاذ الحيوانات أو مطبخ الحساء.
أما إذا شكل لك هذا التزاماً زمنياً أكثر مما لديك ، فيمكنك دائماً التبرع بباقي المال (بالفكة أو القطع النقدية الصغيرة )للأعمال الخيرية عندما تذهب لشراء البقالة ، أو المساعدة بطرق أصغر مثل هذا.
5- شارك الحب:
إن أفضل الأشياء في الحياة مجانية ، وهذا ينطبق على الابتسامات والعناق والإيماءات الأخرى التي تُظهر اهتمامك. فلست مضطراً إلى تخصيص وقتك أو مالك للقيام بشيء لطيف لشخص آخر.
كما أن تربيتة بسيطة على كتف أحدهم يمكن أن تُعلِم الناس أنك تدعمهم وأنك تهتم لأمرهم .
و المثير في الأمر أنك لست بحاجة إلى القيام بإيماءات أو لفتات كبيرة من أجل إحداث فرق ما ومساعدة صحتك.
إذ يمكن لأعمال اللطف الصغيرة التي تتم بمرور الوقت أن تجني مكافآت كبيرة من أجل تحقيق الرفاهية لك.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
فوائد الحد و التخفيف من التوتر القائم على الوعي
إدارة التوتر باستخدام التخيل الموجه أو الصور الموجهة
الأعشاب التي تساعد في تخفيف القلق و التوتر.. إليك أفضل ستة منها