ليس من الصعب الخروج بفكرة رائعة ، ولكن من الصعب تطوير تلك العادات التي تمكنك من الإتيان بفكرة رائعة .
و إن ما يحدد مدى قدرتك على دمج وربط هذه العادات في حياتك في النهاية هي : جودة أفكارك .
و هذا بالطبع ليس سحراً ، بل هو في واقع الأمر التزام .
لذلك ، سنتعرف معاً عزيزي القارئ على تسع عادات لتحسين قدرتك على توليد أفكار قيمة .
1- فكر ملياً فيما تقوم باستهلاكه:
من المعروف أن توليد الأفكار يغذيه الاستهلاك و ليس الإبداع، و كما يقول ستيف جوبز Steve Jobs :" إن الإبداع هو مجرد ربط الأشياء ببعضها البعض ".
فكلما زادت "الأشياء" التي يتعين عليك ربطها ببعضها البعض أصبحت أفكارك أفضل ، و هذا يعني أن جودة وكمية الأشياء التي تستهلكها هي عامل أساسي في قدرتك على ابتكار فكرة جيدة .
كما أن كلاً من الكتب والبرامج التلفزيونية والمقالات والأفلام التي تستهلكها ، والأشخاص الذين تتفاعل معهم ، والتجارب التي لديك جميعها تؤثر على الأفكار التي تولدها .
و إذا كنت تستهلك غير المرغوب فيه ، فلا يمكنك أن تتوقع أن تخلق شيئاً جيداً .
2- قم بإعادة تدوير ما تستهلكه.
غالباً ما يعتبر تعريض نفسك لأفكار قيمة هو نصف المعركة فقط ،
لذا و من أجل الحصول على أقصى استفادة مما تستهلكه ، فمن الأفضل أن تقوم بعرض تلك الأفكار للآخرين .
فمثلاً و بعد قراءة مقال مثير للاهتمام ، تحدث إلى شخص ما حوله ، واكتب عنه في مدونة ما ، أو قم بعمل تغريدة عنه ، حيث أن القيام بذلك سيساعدك على الاستفادة من تلك التجربة بشكل كبير .
و ذلك لأن عملية توصيل فكرة كنت قد تعرضت لها بأكثر من طريقة - التحدث والكتابة عنه و تكثيفه مثلاً - يجبرك على فهم تلك الفكرة بطريقة أعمق .
فأنت تستوعبها وتتعلم المزيد منها ، كما أنك تكون قادراً على تذكرها و استرجاعها وفهمها بشكل أفضل ، لذا فإن كل شيء من هذه الأشياء يعد باباً رئسياً لفتح أفكار جديدة لك في الحياة .
3- فكر بطريقة كلية وليست جزئية :
هناك واحدة من أبسط الطرق لتحسين توليد الأفكار لديك و هي التفكير في الأشياء التي تواجهها بالمعنى الكلي وليس بشكل جزئي .
و بغض النظر عما تتعلمه ، يمكنك تكبير المنظور الخاص بك إلى مستوى أعلى و كلي واكتشاف الطرق التي تتعلق بها بأشياء أخرى في محاولة لتبادل الأفكار .
و على سبيل المثال فقد تكون حفلة ل بيلي جويل Billy Joel على المستوى الجزئي ، مجرد طريقة ممتعة لقضاء الليلة .
ولكن من خلال توسيع وجهة نظري و النظر فيما يحدث على المستوى الكلي و ليس الجزئي ، اكتشفت أنها مليئة بالأفكار حول كيفية التواصل مع جمهور لا علاقة له بالموسيقى .
4- اقتنص الأفكار عندما تأتيك.
من المعروف أن الأفكار تأتي من تلقاء نفسها، و ليس بالضرورة عندما تريد أنت ذلك .
و هذا هو السبب في أن تدريب نفسك على التوصل إلى أفكار أفضل لا يتعلق فقط مثلاً بالتحضير لجلسة العصف الذهنى المعروفة ، وعليك أن تدرك بدلاً من ذلك أن الأفكار تأتي إليك باستمرار ، وأن تقوم بتطوير عادة الاعتراف بها والاستيلاء عليها فور حضورها .
كما عليك أن تتعلم كيفية الشعور بأعراض ظهور فكرة في رأسك و أن تقوم بإنشاء نظام بسيط وسهل لالتقاطها لدى ظهورها .
و احمل معك مذكرة لتدوين الملحوظات ، واترك لنفسك رسالة صوتية ، أو أرسل لنفسك بريداً إلكترونياً، أو اكتشف طريقة أخرى لالتقاط الفكرة في الوقت المناسب قبل أن تنحسر عنك نهائياً و تتلاشى .
5- تحدث عن أفكارك .
من المفيد أيضاً التحدث عن أفكارك بصوت عالٍ تماماً كاستفادتك من استحضار أفكار الآخرين .
لذا عبّر عن فكرتك لشخص آخر واشرحها بشكل عفوي ، ولا تقم بقراءتها من ملاحظاتك ، بل تحدث بها و بشكل ارتجالي .
إذ أن عملية توصيل الفكرة في حد ذاتها - حتى إذا لم تطلب رد فعل تجاهها – على توضيحها ورؤيتها بطريقة جديدة .
وربما يحدث شيء ما عندما تتحدث عن فكرة معينة قد لا يحدث ذلك الشيء عند التعبير عنها بالكتابة و العكس صحيح .
6- اطرح المزيد من الأسئلة.
تعتبر الأسئلة قوية إلا أننا و في معظم الوقت لا نقوم بطرحها بشكل كافٍ .
حيث من الممكن أن تؤدي عملية طرح الأسئلة والاستماع إلى إجابات الأشخاص إلى أفكار جديدة في أي محادثة .
وذلك ما يمنحك المزيد من المعلومات للعمل معه ويدربك للبحث عن زوايا وطبقات مختلفة للأشياء بدلاً من أخذها بالظاهر .
7- الدراسة عكس المفهوم يؤدي إلى تبني الفكرة ذاتها شكل نفس الفكرة .
من المعروف أن مفتاح توليد فكرة ناجحة هو الاعتراف بوجود إجابات لا نهاية لها لكل تحد .
و لتطوير هذا الأسلوب الفكري ، ابحث عن طرق مختلفة للإجابة على نفس السؤال .
خذ الإنتاجية على سبيل المثال ، إذ يعتقد البعض أن القرصنة الإنتاجية تدمر حياتنا بينما يعتقد البعض الآخر أن إنتاجيتنا تتحدد من خلال من نجلس بجواره.
من على حق ؟ لا يهم -فهذا ليس بيت القصيد .
إذ أن الهدف هو استهلاك الأفكار المتضاربة و هذا قد يساعدك على رؤية صورة أكبر وتوسيع وجهة نظرك ، ويثير رؤيتك الخاصة حول هذا الموضوع .
أما بالنسبة لي ، فقد اتضح أن هذه القرارات الستة ستجعلك أكثر إنتاجية.
8- التركيز على الأفكار التي تساعد على حل المشاكل.
إن أكثر الأفكار القيمة هي تلك التي تقوم بحل مشاكل الناس .
لذا فالأفضل بدلاً من الانتظار حتى تأتيك فكرة سحرية ، فكر في المشكلات التي يرغب الناس في حلها .
و يؤدي عكس العملية إلى تركيز توليد فكرتك و يزيد من احتمالية التوصل إلى فكرة جيدة.
لذا فهو من أبسط الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحسين قيمة أفكارك على الفور .
9-التنويع بين "أين" و"متى" تفكر .
يعتبر الروتين أمراً مفيداً في بناء العادة ، ولكن عندما يتعلق الأمر بتوليد الأفكار فلا تخشى من خلطها مع بعضها البعض .
و بدلاً من تعيين وقت محدد للعصف الذهني ، درب نفسك على القيام بذلك في أوقات مختلفة وفي مواقع مختلفة .
كما لا يتعين عليك عند الشروع في ابتكار فكرة الجلوس إلى مكتبك أو في مكتبك.
إذ حتى العلم يثبت أنه لا يمكنك أن تكون مبدعاً دون التحرك.
و يمكن أن تأتي الأفكار بسهولة أثناء الاستحمام أو أثناء المشي أو أثناء القيادة أو أثناء غسل الأطباق أو أثناء القيام بأى نشاط .
. كما يمكنك تبادل و طرح الأفكار عند الاستيقاظ من النوم ، وفي غداء اليوم التالي ، وقبل النوم مباشرة في اليوم التالي .
و هكذا فإن تعدد البيئات المحيطة يثير أفكاراً متعددة أكثر تنوعاً وأعلى جودة .
و على سبيل المثال ، فقد واتتني الفكرة العامة لهذا الموضوع بينما كنت أسير وأستمع إلى الموسيقى ، كما أن معظم العادات التسعة جاءني وحيها أثناء الاستحمام ، وكتبتُها وأنا على مكتبي .
واتضح أنها فكرة قيمة للغاية ... هل تتفق معي عزيزي القارئ ؟
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الأفكار تؤثر على المشاعر و السلوك بشكلٍ متبادل
معضلة الأفكار : توقف عن هدر الكثير من الوقت في رأسك
الأفكار الجيدة : 3 طرق بسيطة لاستمرار تدفقها