بعد فحص العلاقة بين المستقلبات في البول و الصحة العامة ، ابتكر الباحثون اختباراً مدته 5 دقائق للكشف عن بصمة الشخص الغذائية person's nutritional fingerprint.
يجد البحث الحالي، طريقة جديدة للنظر في العلاقة بين ما نأكله و صحتنا.
من الواضح تماماً أن التغذية الجيدة مرتبطة بالصحة الجيدة.
و مع ذلك ، فقد ثبت أنه من الصعب تحديد روابط محددة بين الأطعمة و النتائج الصحية.
فقد أبلغت دراستان جديدتان من علماء في إمبريال كوليدج لندن (ICL Imperial College London) ، المملكة المتحدة ، و مختلف المتعاونين عن رؤى من تحليل المستقلبات في البول metabolites in urine.
لقد ابتكر الباحثون اختبار بول لمدة 5 دقائق يمكنه التقاط "البصمة الغذائية" للشخص.
يوضح مؤلف الدراسة جورام بوسما Joram Posma، من قسم الأيض والهضم والاستنساخ في ICL قائلاً : "إن النظام الغذائي مساهم رئيسي في صحة الإنسان و في مرضه ، على الرغم من أنه من الصعب قياسه بدقة لأنه يعتمد على قدرة الفرد على تذكر ما، و كم تم تناوله.
على سبيل المثال ، يمكن أن يؤدي مطالبة الأشخاص بتتبع وجباتهم الغذائية من خلال التطبيقات أو اليوميات إلى تقارير غير دقيقة حول ما يأكلونه حقاً ".
و يتابع بوسما، "يكشف هذا البحث أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعد في توفير معلومات متعمقة حول جودة النظام الغذائي للشخص، وما إذا كان هذا النوع من النظام الغذائي المناسب للبنية البيولوجية الفردي."
تكشف الدراسة الأولى عن روابط
قام العلماء من ICL و المتعاونين معهم - من جامعة نورث وسترن Northwestern University في شيكاغو ، إلينوي ، و جامعة إلينوي University of Illinois في شيكاغو ، و جامعة مردوخ Murdoch University في أستراليا - بتأليف الدراسة الأولى من الدراستين، و التي ظهرت في مجلة Nature Food.
المستقلبات Metabolites هي جزيئات ينتجها الجسم أثناء عمليات الأيض (الاستقلاب) الغذائي الخلوي ، و بعضها قابل للقياس في بول الشخص.
و من خلال العمل مع 1848 مشاركاً في الدراسة في الولايات المتحدة ، تمكن الباحثون من تحديد الارتباطات بين 46 من المستقلبات و بين أنواع الطعام المختلفة.
يشرح المؤلف المشارك بول إليوت ، رئيس قسم علم الأوبئة وطب الصحة العامة في ICL ، ذلك قائلاً:
"من خلال القياس الدقيق للنظام الغذائي للأشخاص و جمع بولهم الذي يتم إفرازه على مدار فترتين على مدار 24 ساعة ، تمكنا من إنشاء روابط بين المدخلات الغذائية و المخرجات البولية للمستقلبات التي قد تساعد في تحسين فهم كيفية تأثير نظامنا الغذائي على الصحة.
فالنظم الغذائية الصحية لديها نمط مختلف من المستقلبات في البول مع تلك المرتبطة بنتائج صحية أسوأ ".
لقد ارتبطت المستقلبات بابتلاع (إدخال الطعام للمعدة) الكحول و الحمضيات و الفركتوز (سكر الفاكهة) و الجلوكوز و اللحوم الحمراء و البروتينات الحيوانية الأخرى مثل الدجاج.
كما ارتبطت المغذيات ، بما في ذلك فيتامين C و الكالسيوم ، بالمستقلبات، في الدراسة.
كما أصبحت البيانات المرتبطة بالمستقلبات مع النتائج الصحية واضحة.
على سبيل المثال ، وجد العلماء أن المستقلبات فورمات (ميتابولايتس فورميت) metabolites formate و الصوديوم sodium مرتبطة بالسمنة و ارتفاع ضغط الدم.
الدراسة الثانية و اختبار بصمة الخمس 5 دقائق
بالنسبة للمشروع البحثي الثاني ، الذي يظهر أيضاً في Nature Food ، عمل فريق ICL مرة أخرى مع علماء من جامعة مردوخ ، إلى جانب باحثين من جامعة نيوكاسل Newcastle University و جامعة أبيريستويث Aberystwyth University ، و كلاهما في المملكة المتحدة.
إذ تشير الدراسة إلى أن العلماء كانوا قادرين على إنتاج اختبار بول سهل الإدارة يمكن أن يكشف عن ملف الاستقلاب الغذائي للشخص في شكل نقاط نمطية للبيانات الغذائية (DMS Dietary Metabotype Score).
تقول مؤلفة الدراسة إيزابيل جارسيا بيريز Isabel Garcia-Perez ، من إمبريال كوليدج لندن:
"يمكن لتقنيتنا أن تقدم رؤى حاسمة حول كيفية معالجة الأطعمة من قبل الأفراد بطرق مختلفة – و يمكن أن تساعد المهنيين الصحيين ، مثل خبراء التغذية ، على تقديم نصائح غذائية مصممة خصيصاً للمرضى الأفراد." .. إيزابيل جارسيا بيريز
و في تقييم الاختبار ، أجرى العلماء تجارب مع 19 شخصاً أصدروا تعليماتهم باتباع واحد من أربعة أنواع من الأنظمة الغذائية (تتراوح من صحية جداً إلى غير صحية) استناداً إلى المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
و قد التزم الأكثر صحة بتوصيات منظمة الصحة العالمية بنسبة 100٪ ، و الأقل صحة 25٪ فقط.
و وجد مؤلفو الدراسة أنه حتى بين أولئك الذين أفادوا باتباع نفس النظام الغذائي ، كانت هناك اختلافات في DMS.
و تحتوي توصيات منظمة الصحة العالمية على قدر كبير من الأريحية في اختيار أطعمة معينة.
و على سبيل المثال فإحدى هذه التوصيات، هي "الفاكهة و الخضروات و البقوليات (مثل العدس و الفاصوليا) و المكسرات و الحبوب الكاملة (مثل الذرة غير المجهزة و الدخن و الشوفان و القمح و الأرز البني)".
وجد الباحثون أنه ، بشكل عام ، كلما كان النظام الغذائي للشخص أكثر صحة ، كلما زاد DMS.
لقد أولئك الأشخاص الذين حصلوا على درجات أعلى، كان لديهم انخفاض سكر الدم و إخراج كمية متزايدة من الطاقة من الجسم في البول.
و تميز الدراسة الفرق بين البول عالي الطاقة و البول منخفض الطاقة على أنه يعني أن الشخص الذي يحتوي على DMS أعلى سيفقد 4 سعرات حرارية إضافية في اليوم ، و هو ما يعادل حوالي 1500 سعر حراري في السنة ، و بالتالي يتجنب حوالي 215 غرام من الدهون في الجسم سنوياً.
و الخطوة القادمة بالنسبة للفريق هي التحقيق في استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة في الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
إعادة التفكير في النظم الغذائية
بصرف النظر عن القيمة الواضحة لاختبار 5 دقائق ، تشير الدراسات إلى أنه قد يكون الوقت قد حان لاستخدام النتائج الجديدة لتخصيص التوصيات الغذائية الصحية.
يقول جون ماثيرز John Mathers من جامعة نيوكاسل:
"نوضح هنا كيف يقوم أشخاص مختلفون باستقلاب نفس الأطعمة بطرق فردية للغاية.
و يترتب على ذلك آثار لفهم تطور الأمراض المتعلقة بالتغذية و للمشورة الغذائية الأكثر تخصيصاً لتحسين الصحة العامة ".
و وفقاً لـ غراي فروست Gary Frost من جامعة ICL وهو مؤلف مشارك آخر ، فإن العلاقة بين المستقلبات و الأغذية و النتائج تثير أيضًا اعتبارات أخرى. إذ يؤكد فروست أن:
“هذه النتائج تجلب فهماً جديداً و أكثر عمقاً لكيفية معالجة أجسامنا للطعام و استخدامه على المستوى الجزيئي.
و يطرح البحث تساؤلات حول ما إذا كان يجب إعادة كتابة جداول الطعام لدمج هذه المستقلبات الجديدة التي لها تأثيرات بيولوجية في الجسم. "
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
النظام الغذائي هل يؤثرعلى الصحة العقلية؟