لخفض مستويات الكوليسترول ، قد يكون أفضل رهان هو نظام غذائي نباتي .
لقد اعتقد العديد من خبراء الصحة، لسنوات عديدة، أن تبديل اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء هو الطريق الصحيح لخفض الكوليسترول.
و كذلك فقد تم ربط اللحوم الحمراء بمرض السكري و أمراض القلب و بعض أنواع السرطان.
و من ناحية أخرى ، يعتقد الكثير بأن اللحوم البيضاء هي الخيار الأفضل منذ فترة طويلة.
و مع ذلك ، يشير بحث جديد من مستشفى أوكلاند لأبحاث معهد الأطفال ( CHORI Children’s Hospital Oakland Research Institute) إلى أن اللحوم البيضاء ، مثل الدواجن ، ضارة بمستويات الكوليسترول في الدم مثلها مثل اللحوم الحمراء.
لذا ، إذا كنت ترغب في السيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم ، فمن الأفضل أن تتجنب تناول الكثير من أي نوع من اللحوم.
و قد أثبتت الدراسة التي نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية ، أن البروتينات غير اللحمية - مثل الخضار و منتجات الألبان و البقوليات - أثبتت أنها أكثر فائدة لمستويات الكوليسترول.
و قال الدكتور إيثان يالفاك Ethan Yalvac ، طبيب القلب التداخلي في مشفى هواج Hoag Memorial Hospital Presbyterian:
"هذه الدراسة الجديدة مثيرة للاهتمام حيث أن زيادة الكوليسترول من استهلاك لحوم الحيوانات يمكن مقارنتها بين لحم البقر الأحمر و لحوم الدواجن البيضاء".
و أضاف: "و مع ذلك ، فإن النتائج تدعم توصياتنا الحالية بأن الدهون المشبعة بشكل عام يجب تجنبها قدر الإمكان بغض النظر عن المصدر".
اللحوم البيضاء ترفع أيضاً مستويات الكوليسترول
قام الباحثون بالدراسة على أكثر من 100 بالغ سليم تم تقسيمهم إلى مجموعتين. تناولت المجموعة الأولى نظاماً غذائياً عالياً في الدهون المشبعة ، بينما اتبعت المجموعة الثانية نظاماً غذائياً منخفضاً في الدهون المشبعة.
ثم اتبع المشاركون ثلاث أنظمة غذائية مختلفة - نظاماً غذائياً لـ اللحوم الحمراء ، و نظاماً غذائياً للحوم البيضاء ، و نظاماً غذائياً خالٍ من البروتين - لمدة أربعة أسابيع لكل منهما.
و يعتبر اللحم البقري كجزء أساسي من معظم حمية اللحوم الحمراء. و كذلك يعتبر لحم الدجاج الجزء الأساسي من حمية اللحوم البيضاء.
و قد جمع الباحثون عينات الدم من المشاركين في بداية و نهاية كل نظام غذائي لقياس الكوليسترول الكلي إلى جانب البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL low-density lipoprotein ، أو الكوليسترول "الضار" الذي يمكن أن يسبب تراكم اللويحات في الشرايين و زيادة خطر الإصابة بمرض قلبي.
و توقع فريق البحث أن اللحوم الحمراء أكثر ضرراً من اللحوم البيضاء.
و لكن المفاجئة كانت أن اكتشفوا أن اللحوم الحمراء و البيضاء كان لها نفس التأثير على مستويات الكوليسترول ، بما في ذلك LDL ، عندما كان لديهم نفس مستويات الدهون المشبعة.
و من ناحية أخرى فقد كانت مستويات LDL للمشاركين أقل بعد استهلاكهم للبروتينات النباتية.
و وجدت الدراسة أيضاً أن اللحوم الحمراء و اللحوم البيضاء ذات المستويات الأعلى من الدهون المشبعة زادت من كمية جزيئات LDL الكبيرة.
و هذا أمر محير لأن الجزيئات الأصغر ، و ليس الجزيئات الكبيرة ، هي الأكثر ارتباطاً بتراكم لويحات الكوليسترول ، وفقًا لـ يالفاك.
ويضيف يالفاك أنه بينما تساعدنا مثل هذه الدراسات على فهم العلاقة بين استهلاك اللحوم و أمراض القلب بشكل أفضل ، فمن الواضح أنه لا يزال هناك الكثير في هذه القصة.
و يؤكد كبير الباحثين في الدراسة الدكتور رونالد كراوس ، كبير العلماء ومدير أبحاث تصلب الشرايين في CHORI:
إن نتائجنا تشير إلى أن النصيحة الحالية لتقييد اللحوم الحمراء و ليس اللحوم البيضاء يجب ألا تستند فقط إلى آثارها على الكوليسترول في الدم.
و لكن ، "في الواقع ، يمكن أن تساهم الآثار الأخرى لاستهلاك اللحوم الحمراء في أمراض القلب ، و ينبغي استكشاف هذه الآثار بمزيد من التفصيل في محاولة لتحسين الصحة" ، يضيف كراوس.
VLDL و LDL نوعان من "الكوليسترول الضار"
LDL والبروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية ، أو VLDL ، هما نوعان من البروتينات الدهنية - أو مزيج من البروتينات و الدهون في الدم - التي تحمل الكوليسترول و الدهون الثلاثية triglycerides في جميع أنحاء الجسم.
الكوليسترول مادة دهنية تساعد على بناء الخلايا ، و الدهون الثلاثية هي نوع من الدهون يخزن الطاقة في خلاياك.
و للعلم فإن LDL ينقل الكولسترول ، و يحمل VLDL الدهون الثلاثية.
و في حين أن أجسامنا تحتاج إلى كل من LDL و VLDL لتعمل بشكل جيد، إلا أن وجود الكثير منها يمكن أن يتسبب في تراكم اللويحات في الشرايين، و يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
تقول الدكتورة نيكول هاركين ، أخصائية أمراض القلب و الشحوم المعتمدة من مجلس الإدارة في مانهاتن لأمراض القلب و الأوعية الدموية:
"لقد تم إثبات ارتفاع نسبة الكوليسترول المنخفض الكثافة في العديد من التجارب واسعة النطاق التي ترتبط باستمرار بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
و أوضحت هاركين أنه بالإضافة إلى ذلك ، فإن خفض مستويات الكوليسترول الضار يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما ارتبطت مستويات عالية من الدهون الثلاثية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. و أضافت أن معظم الدراسات لم تثبت أن الحد من الدهون الثلاثية يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لم يعد لدى المبادئ التوجيهية الغذائية أهداف بنسب الكوليسترول
لقد تغيرت الإرشادات الغذائية من إدارة الغذاء و الدواء (FDA) مؤخراً و لم تعد تركز على مستويات الكوليسترول الغذائي و LDL.
و وفقاً لخبراء الصحة ، لم يكن هناك ما يكفي من الأدلة العلمية لوضع حد معين للكوليسترول.
و مع ذلك ، يواصل يالفاك تقديم المشورة للمرضى بهدف مستوى LDL أقل من 100 ملغ / ديسيلتر ، و مستوى الدهون الثلاثية بأقل من 150 ملغ / ديسيلتر.
و بشكلٍ عام ، كلما انخفضت مستويات VLDL و LDL ، قل تراكم اللويحات لديك ، و انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب أيضاص.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
اللحوم الحمراء : جيدة أم سيئة للصحة؟
كيف تخفض نسبة الكوليسترول في الدم ؟