الكوليسترول له وظائف حيوية عديدة في جسم الإنسان.
و من أمثلة ذلك، فهو أحد مكونات أغشية الخلايا ، و كذلك يحتاج الجسم إليه لصنع فيتامين د و بعض الهرمونات.
و مع ذلك ، فإن مستويات المفرطة من الكوليسترول في الدم على شكل بروتين دهني منخفض الكثافة (LDL low-density lipoprotein) هي عامل خطر لتصلب الشرايين – و هي حالة تضيق الشرايين بسبب تراكم اللويحات الدهنية – و التي يمكن أن تؤدي إلى الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية.
زهو معروف فإن الجسم يقوم بتصنيع الكوليسترول الخاص به في الكبد ، من خلال المصادر الغذائية الغنية بالكوليسترول و التي تشمل البيض و اللحوم الحمراء و الزبدة.
و بغض النظر عن النظام الغذائي الذي يتبعونه، فإنه يبدو أن بعض الأشخاص مهيئون وراثياً لتطوير مستويات مرتفعة من الكوليسترول في الدم.
البحث عن الجينوم المسؤول عن إنتاج الكوليسترول
قد جمع الباحثون بيانات للفئران و البيانات البشرية لتحديد الجينوم ، الذي قد يقلل من إنتاج الكوليسترول في الكبد استجابة لنظام غذائي عالي الكوليسترول.
يقول بريان باركس Brian Parks، أستاذ علوم التغذية في جامعة و يسكونسن ماديسون University of Wisconsin-Madison:
"لسوء الحظ ، ليس لدينا حقاً فهم جيد لكيفية أن هذه الاختلافات الجينية يمكن أن تؤدي إلى اختلافات في الصفات ، سواءً أكان ذلك الكوليسترول أو السمنة".
و قد قاد البروفيسور باركس البحث الجديد الذي قد تفسر نتائجه جزئياً سبب وجود مخاطر وراثية للإصابة بارتفاع الكولسترول في الدمن لدى بعض الأشخاص.
و يشير العمل إلى جين gene يعيد عادة إنتاج الكوليسترول في الكبد عندما يكون تناول الكوليسترول الغذائي مرتفعاً.
و للتأكيد فإن نتائج الدراسة قد ظهرت في مجلة Cell Metabolism.
قواعد بيانات ضخمة
اعتمد العمل على دراسات الارتباط على مستوى الجينوم ، و التي تجوب قواعد البيانات الضخمة لتسلسل الجينوم للارتباطات بين اختلافات جينية معينة و خصائص محددة ، مثل حالات صحية معينة كارتفاع نسبة الكوليسترول و السمنة.
و مع ذلك ، في حين أن هذه الدراسات يمكن أن تضيق البحث ، إلا أنها لا تستطيع تحديد الجينات الفردية المسؤولة عن المرض.
يقول البروفيسور باركس: "يمكننا إجراء هذه الدراسات الكبيرة جداً على البشر لـ 500,000 شخص ، و يمكننا، على سبيل المثال، تحديد مناطق الجينوم المرتبطة بالاختلافات في نسبة الكولسترول في الدم
"و لكن هذا يعطينا نوعاً من التوضيح الذي يلقي الضوء على القضية، ولا يخبرنا ما هو الجينوم أو المسار الأساسي المحتمل أن يساهم في هذا الارتباط ".
و للعلم فقد طور البروفيسور باركس و فريقه تقنية جديدة تضييق نطاق البحث. فهو يجمع بين القوة الإحصائية لدراسات الارتباط على نطاق الجينوم و التفاصيل المعقدة من الدراسات على الحيوانات.
و تعتمد التقنية على التداخل الوراثي الكبير بين الفئران والناس.
ففي المتوسط ، يتشارك الجينوم لدى الفئران و الجينوم البشري في 85٪ من التسلسلات الجينية ، باستثناء جميع الـ "junk DNA " "الـ DNA غير المرغوب فيه" الذي لا يرمز للبروتينات و لا يكون له وظيفة معروفة.
و قد درس الباحثون لأول مرة كبد الفأر في المختبر ، و حددوا شبكة من 112 جينوم تشارك في تصنيع الكوليسترول.
و من ثم قاموا بالبحث في قواعد بيانات الجينوم البشري للعثور على أي من الجينات الـ 112 التي تتداخل مع تسلسلات الحمض النووي التي ربطها الباحثون بارتفاع مستويات الكوليسترول في البشر.
و قد ساعدتهم هذه العملية على تحديد 54 جينوم. تم استبعاد 25 منها لأن دورها في استقلاب الكوليسترول أو الدهون كان غير معروف سابقاً.
و كذلك أدت جولة أخرى من الاختبارات إلى تضييق نطاق البحث أكثر إلى جينوم يسمى سيسترين1 Sestrin1.
إيقاف تصنيع أو تخليق الكوليسترول
ذهب الباحثون إلى اكتشاف أن السيسترين1 Sestrin1 قد يوقف تخليق الكوليسترول في الكبد عندما تتوفر كميات كافية من الكوليسترول في النظام الغذائي.
عندما أخرج الباحثون هذا الجينوم من كبد الفئران ، كانت الحيوانات غير قادرة على تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم.
و كذلك فقد طورت الفئران نسبة عالية من الكوليسترول في الدم، حتى عندما تناولت نظاماً غذائياً يحتوي على كميات صحية عادة منه.
و يقول العلماء أنه سيكون من الضروري إجراء دراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج.
و مع ذلك ، فإنهم يعتقدون أن أسلوبهم في الجمع بين بيانات الفئران و البشر، لديه القدرة على تحديد الجينات الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة.
يقول باركس: "توجد إمكانية بالتأكيد لتوسيع هذه التقنية لتشمل سمات أخرى مثل السمنة".
و أخيراً يمكن أن توفر هذه الطريقة الجديدة سبلاً جديدة لتطوير الطب الشخصي أو الدقيق ، حيث يختار الأطباء العلاجات الأكثر فعالية للأشخاص وفقاً لملفهم الجيني.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
الكوليسترول : هل اللحوم الحمراء أو البيضاء ترفع نسبته بالدم ؟