ازدادت شعبية زيت جوز الهند Coconut oil في السنوات الأخيرة ، وسط مزاعم بأنه يمكن أن يفعل كل شيء، اعتباراً من دعم فقدان الوزن إلى إبطاء تطور مرض ألزهايمر.
و قد بدأت العديد من الشركات المصنعة في استخدام زيت جوز الهند في المنتجات المعبأة ، و يستخدمه الكثير من الناس كذلك في الطهي.
أيضاً تحتوي العديد من المنتجات ، مثل الأطعمة المقلية و الحلويات و الشامبو و القهوة و العصائر ، على زيت جوز الهند.
في يوليو 2016 ، أظهرت نتائج مسح في الولايات المتحدة أن 72 ٪ من الناس يعتقدون أن زيت جوز الهند صحي ، و لكن 37 ٪ فقط من خبراء التغذية وافقوا على ذلك.
و يحتوي زيت جوز الهند على أكثر من 80٪ من الدهون المشبعة. و قد ربط بعض الخبراء الدهون المشبعة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى.
و من ناحية أخرى توصي المبادئ التوجيهية الغذائية لعام 2015-2020 للأمريكيين بالحد من استهلاك الدهون المشبعة إلى أقل من 10٪ من السعرات الحرارية في اليوم. و هذا يعني أن الشخص الذي يتبع نظاماً غذائياً يحتوي على 2000 سعر حراري يومياً، يجب ألا يأكل أكثر من 20 غراماً من الدهون المشبعة يومياً.
الفوائد المحتملة لزيت جوز الهند
يزعم المؤيدون لفوائد زيت جوز الهند أنه يوفر فوائد صحية مختلفة. ومن هذه الفوائد:
زيادة الكولسترول الجيد good cholesterol
هناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL high-density lipoprotein) ، أو الكولسترول الجيد ، و البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL low-density lipoprotein) ، أو الكولسترول الضار.
و يبدو أن HDL يساعد في تقليل مستويات LDL ، و قد تساعد المستويات العالية من HDL في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
و للعلم فقد جادل بعض الباحثين بأن الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCTs medium-chain triglycerides) ، و هي مكون /مركب في زيت جوز الهند ، قد تساعد في تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد. إذ أخذ المشاركون ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند مرتين يومياً لمدة 8 أسابيع.
ومع ذلك ، اختلفت النتائج. فوجدت إحدى الدراسات الصغيرة في عام 2004 العكس تماماً. و في البحث ، زاد MCT الغذائي من الكوليسترول الضار في 17 شاباً سليماً. و لم يدرس العلماء أي مؤشرات أخرى لصحة القلب.
كذلك لم تجد دراسة عام 2016 أي دليل واضح على أن زيت جوز الهند يفيد أو يضر بمستويات الكوليسترول.
و مع ذلك ، تشير النتائج المنشورة في 2018 إلى أن تأثير زيت جوز الهند البكر على الكوليسترول قد يكون مشابهاً لزيت الزيتون. و حتى الآن ، لا تزال النتائج غير حاسمة ، و هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
السيطرة على نسبة السكر في الدم
أشارت النتائج التي توصلت إليها دراسة أجريت على الحيوانات عام 2009 إلى أن MCTs الموجودة في زيت جوز الهند قد تساعد في الحفاظ على حساسية الأنسولين. وأدرجت المراجعة أيضاً الآثار الصحية المفيدة المحددة لزيت MCT ، و ليس زيت جوز الهند ، في 29 دراسة.
و مع ذلك ، لم تجد التحقيقات الأخرى نفس النتائج. إذ نظرت هذه الدراسة على الخنازير الصغيرة في السعرات الحرارية الزائدة ، و النظام الغذائي العالي الدهون الذي يتضمن أيضاً الدهون المهدرجة و ارتفاع الفركتوز.
الحد من التوتر
يحتوي زيت جوز الهند البكر على خصائص مضادة للأكسدة.
في دراسة على القوارض ، بدا أن زيت جوز الهند يقلل من التوتر الناتج عن ممارسة الرياضة و البرد المزمن. و يعتقد الباحثون أن زيت جوز الهند البكر يمكن أن يكون مفيداً في علاج بعض أنواع الاكتئاب.
يفيد في لمعان الشعر
يضع و يطبق بعض الناس زيت جوز الهند على شعرهم لزيادة اللمعان و حمايته من التلف. و قد يخترق زيت جوز الهند فروة الرأس بشكلٍ أفضل من الزيوت المعدنية mineral oils.
و مع ذلك ، فقد وجدت إحدى الدراسات على الأشخاص الذين لديهم أنواع شعر متشابهة عدم وجود اختلاف في حالة الشعر بين أولئك الذين استخدموا زيت جوز الهند و أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
بشرة صحية
تقول دراسة أجريت عام 2017 أن تطبيق مستخلص جوز الهند على جلد الإنسان قد يعزز وظائف الحاجز الواقي و له تأثير مضاد للالتهابات.
هذه النتائج يمكن أن يكون لها آثار على الطب و لكن ليس على النظام الغذائي.
محاربة المبيضات candida
المبيضات، هي فطريات طفيلية شبيهة بالخميرة والتي يمكن أن تسبب القلاع في بعض الأحيان.
في دراسة مخبرية كان لزيت جوز الهند نشطاً ضد المبيضات البيض (C. albicans)، مما يشير إلى أنه يمكن أن يكون علاجاً للمبيضات.
و قد يكون هذا بسبب وظائفه الخاصة و الخصائص المضادة للالتهابات
منع أمراض الكبد
في دراسة أجريت عام 2017 ، استهلكت الفئران المصابة بأمراض الكبد نظاماً غذائياً عالياً من الجلوكوز إما مع أو بدون زيت جوز الهند.
و وجدت الدراسة أن تلك الفئران التي تناولت زيت جوز الهند كان لديها مقاييس أفضل لصحة الكبد بعد 4 أسابيع بالمقارنة مع تلك التي لم تستهلك زيت جوز الهند.
و هذا يشير إلى أن بعض العناصر في زيت جوز الهند قد تساعد في حماية الكبد.
الحد من أعراض الربو
لقد ساعد استنشاق زيت جوز الهند على تقليل أعراض الربو لدى الأرانب. و لكن، لم تجر أي دراسات على البشر ، لذلك لا ينبغي أن يستنشق الناس زيت جوز الهند.
تحسين الشبع
جادل بعض الناس بأن زيت جوز الهند يترك الناس يشعرون بالشبع بعد تناول الطعام ، مما يعني أنهم لن يأكلوا الكثير.
ومع ذلك ، قارنت إحدى الدراسات زيت MCT بزيت جوز الهند و أكدت أن زيت MCT له تأثيرات على الشبع و ليس زيت جوز الهند.
صحة الأسنان
تناقش مراجعة عام 2017 أهمية ما يشبه المضمضة بزيت جوز الهند لصحة الأسنان.
و هذا الإجراء هو علاج فموي تقليدي. و هو ينطوي على تحريك الزيت حول تجويف الفم بطريقة مشابهة لغسول الفم الحديث.
و قد وجدت الدراسات أن زيت جوز الهند يساعد في الحماية من التسوس ، و تحسين التهاب اللثة ، و التأثير على التوازن البكتيري الفموي.
فقدان الوزن
وجدت دراسة مقارنة بين منتجين، أن زيت جوز الهند كان أقل عرضة للإصابة بمرض السكري و زيادة الوزن في الفئران. و فسر البعض هذا على أنه يعني أن زيت جوز الهند يمكن أن يساعد الناس على إنقاص الوزن.
كما هو معلوم فيعتبر أحد أسباب زيادة الوزن هو عندما يستهلك الناس سعرات حرارية أكثر مما يستخدمونه لصرف الطاقة.
و نحن نعلم جميعاً أن جميع الأطعمة والزيوت عالية الدهون غنية بالسعرات الحرارية.
إذ تحتوي ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند ، تزن 13.6 غراماً، على 121 سعرة حرارية ، و هو أكثر من شحم الخنزير و الزبدة و أقل بقليل من زيت عباد الشمس.
و قد تؤدي إضافة المزيد من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية العالية إلى نظام غذائي يحتوي على الكربوهيدرات و الكثير من السعرات الحرارية إلى فقدان الوزن.
المحاذير
بحثت العديد من التحقيقات، في زيت جوز الهند وفوائده المحتملة ، و لكن العديد منها صغير الحجم و غير حاسم و معتمد على الحيوانات أو المختبرات و ليس على البشر.
و قد أكدت بعض الدراسات البشرية العديد من الفوائد ، و لكن أظهرت دراسات أخرى على الناس، نتائج متضاربة. و هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد آثار الاستخدام اليومي لزيت جوز الهند.
المحتوى من العناصر الغذائية
تحتوي ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند على:
- 121 سعرة حرارية
- 0 غرام من البروتين
- 13.5 جرام من الدهون منها 11.2 جرام مشبعة
- 0 ملليغرام (ملغ) من الكوليسترول
و يحتوي زيت جوز الهند على فيتامين إي Vitamin E، و لكن لا يحتوي على ألياف و قليل من الفيتامينات أو المعادن.
و زيت جوز الهند يحتوي على 100٪ دهون تقريباً ، معظمها دهون مشبعة. و مع ذلك ، يختلف هيكل الدهون في زيت جوز الهند عن هيكل العديد من المنتجات الحيوانية ، و التي تتكون بشكل رئيسي من الأحماض الدهنية طويلة السلسلة.
و كذلك فزيت جوز الهند مرتفع في MCTs. و يصعب على الجسم تحويلها إلى دهون مخزنة و يسهل حرقها بالمقارنة مع الدهون الثلاثية طويلة السلسلة (LCTs long-chain triglycerides). و يعزو مؤيدو زيت جوز الهند العديد من فوائده إلى المحتوى العالي من MCT.
و لكن مع ذلك ، شكك الباحثون في هذه الفوائد المتصورة لزيت جوز الهند نفسه لأن العديد من الفوائد المبلغ عنها تنبع من زيت MCT نفسه. و دعا الخبراء الناس إلى معالجة زيت جوز الهند كما يفعلون مع أي دهون مشبعة أخرى حتى تتوفر أدلة كافية تثبت خلاف ذلك.
بعض النصائح المهمة
توفر الدهون و الزيوت، المغذيات الأساسية ، و لكن يجب على الناس استخدامها دائماً باعتدال. و بالتالي إذا استخدم الناس زيت جوز الهند ، فعليهم البحث عن زيت جوز الهند البكر.
إليك بعض النصائح لشراء زيت جوز الهند و تخزينه و استخدامه:
- تحقق من الملصق و تجنب الزيوت التي تحتوي على زيت جوز الهند المهدرج جزئياً.
- قم بتخزين زيت جوز الهند في مكان بارد ومظلم. فستكون طبيعته مثل الدهون المشبعة الأخرى ، و التي تكون صلبة عند درجة حرارة الغرفة و تسيل عند تسخينها.
- استخدم زيت جوز الهند في الخبز للحصول على نكهة جوز الهند الخفيفة و الحلوّة. إذ يمكن أن يحل محل الزبدة و السمن بشكلٍ جيد، و هو مناسب للوصفات النباتية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
زيت جوز الهند: صحي أم غير صحي؟