وسائل التواصل الاجتماعي
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ( سوشيال ميديا ) على الدماغ

إن وسائل التواصل الاجتماعي تنشط مناطق الدماغ المماثلة لتلك المستخدمة عند تركيز انتباهك على الأنشطة المعرفية مثل القراءة أو لعب ألعاب الفيديو".

و بالفعل فإن تطبيقات مثل انستغرام Instagram و تيك توك TikTok و التطبيقات الأخرى من وسائل التواصل الاجتماعي (الـ سوشيال ميديا)، يمكن أن توفر لنا جرعة كبيرة من الهروب من الواقع، و من الفكاهة و الرقصات الفيروسية، لجعل الأشياء أكثر إشراقاً قليلاً.

و يمكن أن يكون هذا النوع من التواصل مع الآخرين بمثابة دعم مهم للترفيه الشخصي– و لكن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي social media يمكن أن تسبب أيضاً بعض المشاكل لصحتك العصبية و لمستويات مزاجك.

يقول دكتور كليفورد سيجيل Clifford Segil، طبيب الأعصاب في مركز بروفيدانس سانت جون الصحي: "نظراً لأن العمل على الجوالات لم يكن" عملاً جاداً كالمعتاد

"، فقد زاد وقت البقاء على الشاشات".

و هذا يعني أن وقتنا على وسائل التواصل الاجتماعي قد زاد أيضاً. 

و قد أفاد موقع بلومبرغ Bloomberg  في مارس الفائت 2020 أن كل من توتير Twitter و فيسبوك Facebook ، من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، قد شهد ارتفاعاً كبيراً في الاستخدام منذ بدء الوباء COVID 

حيث أفاد فيسبوك Facebook وحده عن ارتفاع بنسبة 70 ٪ على منصتي واتساب WhatsApp و إنستغرام Instagram. 

و قد أكد ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و 39 عاماً، و الذين استجابوا لمسح أخير لـ 2000 أمريكي أجرته Onepoll نيابة عن موقع Bustle أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي لتمرير الساعات (لهدر الوقت).

و للأسف لن يكون معروفاً كيف ستؤثر طرق استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي -أثناء الوباء- على أدمغتنا لسنوات. و لكن الخبراء يتلاعبون ببعض النظريات.

كيف يؤثر قضاء وقت طويل على  وسائل التواصل الاجتماعي على دماغك

على المستوى الأساسي ، تنشط وسائل التواصل الاجتماعي، العديد من مناطق الدماغ في وقت واحد.  

يقول سيجيل  Segil أن وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى تحفيز مناطق المعالجة البصرية للدماغ ، بينما تقوم -أنت- بتفسير المعلومات الواردة ، و المسارات السمعية لترجمة أية أصوات أو موسيقى.

و كما تنتج وسائل التواصل الاجتماعي نشاطاً في مساراتك التعبيرية ، تلك التي تتحكم في الكلام و اللغة ، عندما تريد الرد على الرسائل، أو كتابة التسميات التوضيحية. و كل ذلك يؤثر على تركيزك.

و هنا يقول سيجيل: "إن وسائل التواصل الاجتماعي تنشط مناطق الدماغ المماثلة لتلك المستخدمة عند تركيز انتباهك على الأنشطة المعرفية مثل القراءة أو لعب ألعاب الفيديو".

و يمكنك في نهاية المطاف البقاء لساعات طويلة، لأن دماغك مضبوط جداً (متناغم ) على خلاصات و ردود حسابك على انستغرام.

و يمكن أن يؤثر البقاء على وسائل التواصل الاجتماعي للسنوات العمرية المختلفة، أيضاً على التنظيم العقلي للدماغ.

يقول دكتور سنام حفيظ Sanam Hafeez ، طبيب نفساني ،  لموقع Bustle:

"يعاني العديد من الناس من الحزن و القلق و الألم وا لإحباط و الملل أثناء جهودهم في الحجر الصحي أو التباعد الاجتماعي". و لكن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعد دماغك على تجاوز ذلك.

فعندما تكون على وسائل التواصل الاجتماعي، تلك التي تجعلك تشعر بالراحة ، خاصة إذا كنت تتفاعل مع شخص تعرفه مباشرة ، عندها قد يتفاعل دماغك من خلال تعزيز مزاجك من خلال الناقلات العصبية. و يضيف الدكتور حفيظ:

"إن الفرح و البههجة تتزامن مع إطلاق الدوبامين و السيروتونين في الجسم". و بالتأكيد ترتبط هذه الناقلات العصبية بزيادة المزاج.

ماذا يحدث في دماغك عند تستمر بتمرير وسائل التواصل أمام عينيك

بالفعل هناك جانب سلبي. يقول الدكتور سيجيل أن وسائل التواصل الاجتماعي تميل إلى تحفيز نظامك الحوفي limbic system ، الذي يتعامل مع الاستجابات العاطفية - سواءً أكانت جيدة أم سيئة.

و بالطبع، قد تحتوي وسائل التواصل الاجتماعي على الكثير من الصدمات العاطفية -الآن- لأنك لا ترى أشخاصاً متجسدين أمامك ؛ و من المعروف أن الإجهاد يؤثر على الجهاز الحوفي على المدى الطويل، يضيف الدكتور سيجيل.

فإذا كنت تواجه المزيد من المعارك مع الأشخاص على تويتر Twitter ،أو أنك تشعر بالانزعاج من الأشياء التي تراها عبر الإنترنت ، فقد يكون هذا هو السبب.

النظام الحوفي: هو نظام معقد من الأعصاب و الشبكات في الدماغ ، و يشمل عدة مناطق بالقرب من حافة القشرة الدماغية المعنية بالغريزة و المزاج.

و هو الذي يتحكم في العواطف الأساسية (الخوف و الفرح و الغضب) و يقود (الجوع و الجنس و االسلطة و رعاية الأبناء).

و يمكن أن يكون التمرير السريع لأصبعك (دووم سكرولينغ)  Doomscrolling عبر خلاصات الأخبار التي تبحث عن آخر التحديثات سيئاً لعقلك.

لقد أشارت جامعة لندن إلى أن Doomscrolling يمكن أن يعني "الشعور بالوقوع في غمرة تيار من المعلومات و كأنه خارج عن السيطرة".

و في حين أن التمرير (دووم سكرولينغ) الهائل قد يبدو و كأنه وسيلة لإدارة الذعر حول الفيروس ، إلا أنه يمكن ببساطة أن يغذي استجابة الدماغ للضغط من خلال قصفه بمعلومات مقلقة ، مما يدفعه إلى إطلاق الكورتيزول و إبقائك على حافة الذعر و الخوف.

و كذلك فقد وجدت دراسة نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس في عام 2011 أن الأخبار السلبية على شاشة التلفزيون جعلت الناس يشعرون بالاكتئاب و القلق ، و بالتأكيد فإن وسائل التواصل الاجتماعي لا تختلف، و ليست استثناء.

إن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي فقط للحصول على الأخبار يعني أيضاً أن الناس أكثر ميلاً إلى تصديق نظريات المؤامرة بجنون حول الفيروس التاجي ، و ذلك وفقاً لـ دراسة نشرت في مجلة هارفارد كينيدي Harvard Kennedy School لمعلومات التضليل في أبريل 2020.

و يؤكد الدكتور حفيظ قائلاً أن: "أي نشاط يحافظ يجعلنا متصلون و لكن في أمان - خلال هذه الأوقات- يمكن أن يكون له تأثيرٌ إيجابي في تقليل القلق و العزلة، التي نشعر بها".

و يضيف "إن التفاعل الاجتماعي الذي يُقدُم لنا يمكن أن يكون حاسماً في مساعدة عقولنا على التأقلم مع الأوقات المربكة  والمقلقة التي نعيش فيها،  و لكن قد يؤدي التمرير إلى ما لا نهاية إلى جعلك تشعر بالذعر دون داع."

عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

يمكن أن يؤدي التوتر الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي : هل أنت مدمن ؟ إليك الطرق التي تساعدك على تقليل تأثيراتها الضارة

إدارة التوتر الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي ( السوشال ميديا)


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل