طبقاً لدراسةٍ حديثة، يمكن لـ إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أن يدفعك إلى الشعور بضغطٍ لا يُقهر. إليك كيف يتم ذلك والطرق التي تتعامل بها مع التأثيرات الضارة لهذه الظاهرة.
هل يستحوذ هاتفك الذكي على حياتك بالكامل؟
هل تجد صعوبة في البعد عن حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو لبرهة؟
إذا كانت إجابتك على هذين السؤالين بنعم، فمن المحتمل أنك تعاني من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير هذا المصطلح إلى الاعتماد الفسيولوجي غير الصحي على وسائل التواصل الاجتماعي.
فبوسع الاستخدام الزائد لتلك المنصات أن يغدو عادةً لا يمكن مقاومتها.
وطبقاً للكتاب السنوي الرقمي لعام 2018، وُجد أن ما يقرب من 3.1 مليار شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، و هذا الرقم الذي يمثل حواليّ ثلث سكان العالم.
في عام 2017، قُدّر أن حواليّ 210 مليون شخص يعانون من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على مستوى العالم، بحسب ما أوضحته Science Direct ، وهي قاعدة بيانات متخصصة في البحث الطبي والعلمي على الإنترنت.
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي له تأثيرٌ سلبي على المراهقين: بحسب أحد الأبحاث
و للقيام بهذه الدراسة، أجرى العلماء مقابلاتٍ مع 12.000 طالباً صغير السن. كانوا يحملون الجنسية البريطانية وتتراوح أعمارهم بين 13 و16 عام.
و قد قام الباحثون بسؤالهم عن المدة التي يقضونها عادةً على مواقع التواصل الاجتماعي. و بعد ثلاث 3 سنوات من إجراء هذه المقابلات، طُلب من نفس الطلاب أن يعلنوا عن تقييمهم لمدى سعادتهم، أو مستوى القلق لديهم. وأيضاً إذا كانوا قانعين بحياتهم أم لا.
و بعد ذلك، وجد الباحثون أن المراهقين الذين كانوا معتادين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى ثلاث 3 مرات يومياً يمتلكون صحة ذهنية ضعيفة بالإضافة إلى زيادة معدلات القلق النفسي لديهم.
كما أعربت الفتيات المراهقات كذلك عن قلة شعورهن بالسعادة وتعرضهن لمستويات عالية من القلق.
و قد تعرّض الصبية أيضاً للتأثيرات السلبية الناجمة عن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت أخف وطأةً مما تعرضن له الفتيات.
و بالتأكيد نحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم السبب وراء هذا الاختلاف بين التأثيرات التي يتعرض لها المراهقون من الذكور والإناث إزاء المشكلة ذاتها.
وتبعاً لما أوضحه الباحثون، فإن الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي لا يؤدي إلى المشاكل النفسية بشكلٍ مباشر. وإنما يؤثر في الواقع على الأنشطة الضرورية للجسم.
فهو يجعل نومك مضطرباً ويقلل وقتك المخصص لممارسة الرياضة. وهذه عوامل معروفة بجلبها للقلق النفسي. هذا هو السبب، فقد وجد العلماء أن 60% من الفتيات المراهقات المشاركات في الدراسة يتعرضن لمشاكل نفسية وذهنية ناجمة عن اضطراب النوم والتنمر الإلكتروني. بينما تعرض 12% فقط من الصبية للقلق الذهني تبعاً للأسباب ذاتها.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على عقلك؟
ترتبط وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من القلق النفسي. فعندما تصلك رسائل أو تعليقات من أحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، يتملكك الشعور بالاضطراب أو التوتر.
و يرجع ذلك الأمر إلى الشبكات العصبية. فعند غياب الإشارات العاطفية، والاجتماعية، والافتراضية، تميل عقولنا لإساءة فهم بعض المنشورات، أو التغريدات، أو رسائل البريد الإلكتروني، ومن ثم تتحفز أدمغتنا للدفاع أو الهجوم كاستجابة منها لذلك.
و للعلم فإن الرسائل النصية التي تخلو من لغة الجسد تحفز اللوزة الدماغية، وهي التركيب الدماغي المسؤول عن استجابتنا الدفاعية أو الهجومية.
ويحدث ذلك نتيجة أن العقول البشرية غير مصممة للتعامل مع التواصل النصّي المكتوب. و من الملاحظ أن وجود شيءٍ ما مزعج على وسائل التواصل الاجتماعي يجعلك تشعر كما لو كنت تتعرض للهجوم في الواقع، وهذا ما يدفعك إلى الإحساس بالقلق والتوتر.
و قد تسأل الآن: في هذه الحالة..
لماذا لا نتوقف بكل بساطة عن استخدام شيءٍ يتسبب لنا في صدمةٍ نفسية؟
لماذا نستمر في استخدامه؟
حسناً، يرجع هذا إلى وجود مادة كيميائية تُعرف بالدوبامين Dopamine (و هو مركب موجود في الجسم كناقل عصبي و محفز (سالف) لمواد أخرى بما في ذلك الإيبينيفرين epinephrine) والذي يفرزها المخ أثناء اندماجه في تواصل اجتماعي مفيد، سواء كان في الواقع أو على الإنترنت.
وهذا هو السبب وراء صعوبة الامتناع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى تقليل الاستخدام.
لا تسمح لوسائل التواصل الاجتماعي بأن تضرك
نعم، بإمكانك تقليل الآثار الضارة التي تجلبها وسائل التواصل الاجتماعي على عقلك. و سنخبرك بالكيفية التي يتوجب عليك القيام بها:
احجب نفسك عنها قليلاً
هل تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي عندما تكون وحيداً أو شاعراً بالملل؟
هل يحدث هذا كثيراً؟
إذا كانت الإجابة نعم، فابدأ بـ:
إشغال نفسك بشيء آخر مفيد، كالقراءة، والطهي، أو أي شيء تختاره.
ضع هاتفك جانباً.
اسع للعمل على زيادة علاقاتك الاجتماعية الواقعية.
و على الأرجح سيساعدك ذلك على التحكم في إدمانك لوسائل التواصل الاجتماعي. ويمنحك النتائج المرغوبة. وبجانب ذلك، ننصحك بإيقاف تشعيل الإشعارات المختلفة.
حيث أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع الناس لتفحص هواتفهم. وكذلك قد يساعدك حذف التطبيقات الاجتماعية من هاتفك لبعض الوقت.
و بالتأكيد سيجعلك هذا بعيداً عن هذه المنصات. و بمجرد أن تشعر بأنك قد نجحت في الابتعاد عن الفيسبوك، أو الإنستغرام، أو تويتر، قم بإعادة تحميلهم على هاتفك.
استخدم الإعدادات المخصصة
إحدى هذه الإعدادات هي كتم الأخبار. كتم الإشعارات من الحسابات أو المجموعات التي لا تهتم لها أو التي تشعرك بالقلق الذهني، سيدفعك إلى الشعور براحةٍ أكبر. وفي واقع الأمر، ينبغي عليك حظر الحسابات التي تزعجك أو التي تجعلك منشغلاً أغلب الوقت، على الأقل لفترة قصيرة.
ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الأحداث العاجلة أو الخطيرة
توجد مجموعة من الأخبار الكاذبة او المعدلة التي تتنشر عبر أرجاء الفيسبوك والواتساب. وخاصةً أثناء الأحداث البارزة مثل الهجمات الإرهابية، أو حوادث الاغتصاب، أو غيرها من المواضيع المثيرة.
يتحمس الناس سريعاً في مثل هذه المواقف ولا يقومون بالتحري عن صحة الأخبار الكاذبة قبل نشرها. يمكن لكل ذلك أن يزيد من توترك وارتباكك.
قم بمتابعة هؤلاء الذين يضحكونك
توجد العديد من الصفحات على الفيسبوك وتويتر والتي تختص فقط بنشر الأشياء المرحة. وكذلك هناك العديد من الفيديوهات الخاصة بالحيوانات والأطفال متاحة على الإنترنت، والتي بوسعها أن تمنحك الهدوء والاسترخاء. و يمكنك البحث عن فيديوهات الطهي أيضاً.
فباستطاعة ذلك منحك النشاط الذهني الضروري لراحتك الكلّية. و ننصحك بالتركيز على النكات والدعابات. حيث أنها طرقٌ رائعة لتقليل الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
إدارة التوتر الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي ( السوشال ميديا)
يمكن أن يؤدي التوتر الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
قوة و تأثير شبكات التواصل الاجتماعي : الناس بشبكات اجتماعية أكبر يكونون أكثر تحضراً و تمدناً