- 17 May 2020
- تنمية ذاتية
تركواز بوست- 1162
لا تكمن الاختلافات بيننا في الشكل الذي تتخذه المصاعب أو المعاناة فحسب ، بل أيضاً في كيفية استجابتنا لها .
و أود أن أسألك هنا عزيزي القارئ : هل تجد نفسك مثقلاً بسبب الكثير من الأشياء السيئة في حياتك؟
هل تتبنى النضال و تحتضن الصراع كطريقة للرد على ذلك ؟
يمكننا تعريف المرونة على أنها القدرة في التعامل مع الشدائد واستخدام التحديات لصياغة القوة والازدهار.
و لا يعني امتلاك المرونة أنك لا تكافح أو ترتكب الأخطاء أو تحتاج إلى طلب المساعدة.
فالأشخاص المرنين يستمرون في العمل بجد حتى عندما يصبح الوضع قبيحاً أو مرهقاً .
و هم يتعلمون من مصائبهم و الحوادث المزعجة التي تحصل لهم ، ويعتمدون على الآخرين بثقة و إيمان .
ويبقى النمو ممكناً حتى عندما تقع المأساة و المصائب.
و تسمى التغييرات الإيجابية الناتجة عن تجربة صادمة بالنمو بعد الصدمة post-traumatic growth .
حيث من الممكن أن تتضمن هذه التغييرات تقديراً أعمق للحياة ، وإحساساً معزّزاً بقدرات المرء ، وعلاقات أقوى بالآخرين.
و سواءٌ أكانت الصعوبات التي تواجهها تتجلى في كونها عبارة عن صدمات أو نكسات يومية ، فإن كونك شخص يتمتع بالمرونة سيساعدك على اكتساب سلطة و تحكماً أكبر في مسارك الخاص وإحداث تغيير إيجابي.
حيث يمكن لهذه الإستراتيجيات الأربع أن تبني احتياطي المرونة لديك.
1- أعد صياغة تفسيراتك :
يجد الأشخاص المرنون طريقة لشرح مواقفهم في ضوء أكثر إيجابية في الوقت الذي لا يزالون فيه يقبلون بالواقع.
ولك أن تتخيل بثاً إخبارياً يقابل ضحايا كارثة طبيعية بعد ذلك بعام.
حيث سيقول البعض منهم مكتئباً: "لن نستعيد حياتنا أبداً ".
و هناك آخرون سيرون الجانب المشرق إلا أنهم سيبادرونك بالقول :
" لقد كان هذا أسوأ شيء حدث لي على الإطلاق ، إلا أن هذا المجتمع قد تظافر معاً وأظهر قوته في العديد من الطرق التي لا تصدق".
إننا بلا شك نمتلك القدرة على تقرير كيف سنفسر الشدائد التي نواجهها.
فنحن عندما نعمل للعثور على تقدير لما حصلنا عليه أو اكتسبناه أثناء المثابرة ، نطور نهجاً أكثر امتناناً للعيش.
تمنحنا المصاعب التي تخيفنا و تشتد علينا، الحكمة و الثقة بالنفس.
و هنا أنصحك بأن توسع وجهة نظرك عندما يكون كل ما تراه سلبياً من خلال طرح السؤال التالي على نفسك :
"ما الخير الذي تحقق أو حصلت عليه نتيجة مروري بهذه المحنة؟"
2- حدد ما يمكنك التحكم به أو السيطرة عليه :
يعتبر الأشخاص المتفائلين من بين الأكثر مرونة منا ، و هم ينجحون بحكم تركيز اهتمامهم على كيفية تحسين أوضاعهم.
فعند مواجهة تحدٍ معين ، فإنه من المرجح أن يكون المفكرون المتشائمون غافلين عن الفرص لإحداث تغييرات إيجابية.
و باختصار ، فهم يتبنون عقلية الضحية.
أما المتفائلون فهم يحافظون على رؤية أكثر دقة للتحكم الذي يملكونه بالفعل تجاه الموقف الحاصل .
و لنأخذ محاكمات الأدميرال جيمس ستوكديل James Stockdale كأسير حرب في فيتنام.
و مصطلح ستوكديل المتناقض Stockdale Paradox ، هو مصطلح صاغه المؤلف جيم كولينز Jim Collins
و هو بمثابة وصفة للمرونة تجمع بين التقييم القاسي والموضوعي للواقع ("فأن تكون أسير حرب لهو أمر مروع")
مع الثقة والإيمان اللذين يقودان الأمل ("سيتحسن هذا الوضع ويمكنني أن أجعله أفضل").
فعلى الرغم من تعرضه للحبس الانفرادي ، فقد طور ستوكديل Stockdale وزملاؤه من السجناء نظاماً نقرياً system of tapping للتواصل مع بعضهم البعض.
و بمجرد أن يتمكنوا من التواصل ، يمكنهم دعم بعضهم البعض .
و يحدد التفاؤل الواقعي نقاط التحكم - و في هذه الحالة هي القدرة على التواصل - ويستفيد منها.
حيث تعتبر المرونة فعل اتخاذ خطوة إلى الأمام على الرغم من الظروف الصعبة.
عندما نبحث بشكل جدي عن شيء يمكننا التحكم فيه ، فإننا بذلك نشق الطريق لأنفسنا.
عندما تشعر بأنك عالق أو متورط في الشدائد أو المصاعب ، ابحث عن شيء واحد يمكنك التحكم فيه واتخذ إجراء بشأنه.
3- اطلب الدعم :
هناك العديد من الصور في ثقافتنا عن البطل الوحيد المعتمد على الذات و الذي توفر إرادته الشخصية قوة كافية لتحمل أي عقبة.
و لكن و في الوقت الذي تعتبر فيه أن القوة الشخصية أمراً مهماً للغاية ، إلا أنه و في نهاية المطاف هي عبارة عن شعور المجتمع الذي يتيح المرونة الحقيقية.
و قد وجدت الدراسات المتعلقة بالأطفال الذين يعانون من مصاعب كبيرة أن الأطفال الذين لديهم واحد بالغ في حياتهم يوفر الاستقرار والدعم هم أكثر عرضة للأداء الجيد من الأطفال الذين لا يملكون ذلك.
إذ أن القدرة على ربط ومعالجة صراع الفرد في سياق علاقة آمنة تعمل على تهدئة و صقل العديد من الآثار السلبية المحتملة لصدمة الطفولة .
وتمتد فوائد العلاقة لتشمل البالغين.
و لننظر إلى ستوكديل ورفاقه السجناء مرة أخرى . إذ أن نظام الاتصالات لديهم قد عزز عقلية "نحن في هذا معاً".
فمعرفة أن هناك شخصاً آخر يهتم أمر لا يقدر بثمن عندما نواجه المصاعب و الشدائد .
إن الاعتناء بأهم علاقاتك عندما تكون الأوقات جيدة يبني الثقة و الحميمية التي ستساعد تلك العلاقات على البقاء قوية عند حدوث الشدائد.
4- احتضان التحدي و الفشل :
يعتبر الفشل أمراً يصعب تقبله على الكثير منا. فنحن نفضل أن نتراجع عن موقف صعب بدلاً من المخاطرة بأن نخدع أنفسنا.
ولكن عندما نتبنى وجهة النظر القائلة بأن التحدي يمكن أن يقوينا ، و يمكننا أن نتعلم من كل من النجاحات والفشل ، فإننا بذلك كله نمرن عضلات المرونة لدينا .
و هذا لا يعني أننا يجب أن نسعى خلف المصاعب أو الشدائد. و لكن إيجاد طرق صغيرة يسهل التعامل معها لتحدي نفسك يبني الثقة.
و ما عليك إلا أن تتولى ذلك الفصل الدراسي الذي كنت مهتماً به. و قم بإجراء المكالمة الهاتفية التي كنت تتجنبها.
و وسع حدودك شيئاً فشيئاً وتبنى وجهة نظر للاستكشاف والفضول. و سواء أكنت تحلق أو تتحطم وتحترق ، فأنت تكتسب المعرفة و البصيرة .
و في نهاية المطاف ...فإن التعرف على عمق المحاولة و التجربة ، وليس على النتائج ، هو نهج بناء المرونة في الحياة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
المصادر
الوسوم
المؤلف
هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،
