آبل - ستيف جوبز
فلسفة وضعها ستيف جوبز لبناء شركة بقيمة تريليون دولار

ثق في الأشخاص الذين توظفهم.. هذا ماير أراد أن يوصله ستيف جوبز لمن كانوا حوله.

كان ستيف جوبز Steve Jobs صادقاً جداً، صعب المراس، كما لم يكن تواجده دوماً أمراً ممتعاً لمن حوله،

ولكن هناك شيئ واحد لا يمكننا نسيانه أبداً بخصوصه و هو  : كانت لديه قدرة مذهلة على تغيير رأيه عندما يكون مخطئاً.

ففي عام 1992، أصدرت شركة آبل  OpenDoc، و هو إطار عمل مفتوح لمهام المكتب - office، على أمل أن يقوم المطورون ببناء أدوات للمستخدمين للتعاون بشكل أفضل عبر الأنظمة، على حد قول صفحات آبل و ميكروسوفت وورد .

ولكن لسوء الحظ، كان البرنامج ثقيلاً ، وبطيئاً في التحميل، وكانت الملفات كبيرة جداً. وكان هذا يتناقض بشكل مباشر مع فلسفة "آبل" المتعهدة بتجربة سلسة للمستخدم - و لذلك ألغى ستيف  الأمر.


المرونة في التغيير

في عام 2007، عندما أعلن ستيف عن جهاز الآي فون  iPhone لأول مرة،و لم يُسمح بوجود تطبيقات  من طرف ثالث في متجر التطبيقات الخاص به – إذ أعلنت آبل أنها ستقوم بإنشائها جميعاً بنفسها.

و بعد عام واحد، غيّر ستيف جوبز  رأيه تماماً قائلاً : أن تطبيقات الطرف الثالث ستكون مفتاح نجاح iPhone.

ولقد كان محقاً في هذا الأمر. إذ لم يكن بإمكان آبل أبداً إنشاء 2.2 مليون تطبيق بمفردها، وكان من الأسهل كثيراً جني جزء من الأرباح.

لقد كان من الممكن حتى لعميل واحد -حرفياً عميل واحد- أن يغير رأي ستيف جوبز


ففي واحدة من رسائل البريد الإلكتروني العديدة التي كان يتبادلها مع العامة، اشتكى رجل من إزالة التطبيق الهزلي لكاتب هزلي حائز على جائزة بوليتزر Pulitzer-prize من المتجر.

و قد رد عليه ستيف قائلاً : "لقد كان هذا خطأ.

و سيكون في المتجر قريباً ". و بعد أيام قليلة، كان كذلك.

مما لاشك فيه ، فقد كان ستيف جوبز من أصعب الشخصيات بالفعل، و لكن ، و لو إذا حدث و أن وجد فكرةً ما جيدة، فعندها يمكن لأي شخص، حرفياً أي شخص، تغيير رأيه.

و على الرغم من أن هذه مهارة جديرة بالثناء، إلا أنها ليست سمة سحرية لعبقرية ستيف جوبز التي لا يمكن الوصول إليها دائماً- إنها الفلسفة التي بُني عليها كيان آبل بالكامل، وهذا هو السبب في أنها أصبحت الشركة الأكثر قيمة في العالم.

و لحسن الحظ يمكن لأي شخص تبني هذه الفلسفة، ويمكن لأي شخص بناء شركته على أساسها. ومع ذلك، و إذا لم تفعل هذا، فمن غير المرجح أن تترك شركتك بصمة كبيرة في العالم. و كما يقول ستيف جوبز: "لن تترك أبداً تأثيراً في الكون".

لقد أوضح ستيف ذات مرة كيف ستكون النتيجة بالضبط عندما تنجح في فعل هذا الأمر بشكل صحيح. "هذا التحول الفردي هو كل شيء"


الفلسفة الحقيقية لـ شركة آبل 

في عام 1991، تمت استضافة ستيف جوبز  في مقابلة من أجل فيلم وثائقي يتحدث عن جوزيف جوران Joseph Juran ، و الذي كان المهندس و المبشر المبكر لإدارة الجودة. حيث زار  جوران  شركة NeXT، التي كان يديرها ستيف في ذلك الوقت، كمستشار عدة مرات.

و سأل المحاور، ستيف جوبز عما فعله بشكل مختلف نتيجة لنصيحة جوران ، و لم تكن إجابة ستيف مفيدة فحسب، بل كانت أيضاً معاينة لما سيحدث بمجرد عودته إلى آبل :

فقد أجاب ستيف: في معظم الشركات، إذا كنت جديداً ، و بدأت تسأل،

"لماذا يتم هذا الأمر بهذه الطريقة؟"

عندها سيكون الجواب على النحو الآتي:

"لأن هذه هي الطريقة التي نتبعها هنا"، أو "لأن هذه هي الطريقة التي يتم بها الأمر دائماً ".

و يتابع ستيف قوله :" في رأيي، إن أكبر مساهمة في الجودة تكمن في التعامل مع طرق عمل الأشياء بطريقة علمية، حيث توجد دوماً نظرية وراء سبب قيامنا بها، و هناك وصف لما نقوم به، و الأهم من ذلك، هناك فرصة للتساؤل دائماً عما نفعله ".

و لابد أن هذا النهجٌ  في العمل مختلف تماماً عن النهج التقليدي - "لأنه يتم دائماً على هذا النحو" - وهذا التحول الفردي هو كل شيء في رأيي، لأنه في هذا التحول توجد دوماً جوانب متفائلة وهائلة حول الأشخاص الذين يعملون في الشركة.

" هؤلاء الناس أذكياء للغاية. فهم ليسوا بيادق. بل هم أشخاص أذكياء للغاية، و إذا أتيحت لهم الفرصة للتغيير و التحسين، فإنهم سيفعلون ذلك. و سيحسنون العمليات إذا كانت هناك آلية لذلك" هذا ما أكده ستيف جوبز دائماً.


و هذه النزعة الإنسانية المتفائلة، أجدها جذابة للغاية - و أعتقد أن لدينا أمثلة ناجحة لا حصر لها على هذا.

لقد كانت هذه فلسفة آبل الحقيقية. و هذا هو السبب في أنها أصبحت الشركة الأكثر قيمة في العالم. إذ لم يكن جوبز، كما لم يكن الآي فون  iPhone.

وإنما الإيمان بالأشخاص الذين يعملون هناك. و هذا هو "السر"، وهو متاح لأي شخص يقوم ببناء أي شركة على الإطلاق، فقط إذا تجرأ على طرح سؤال بسيط على نفسه.

 

هل ستثق في الأشخاص الذين توظفهم؟

للوهلة الأولى، قد يبدو من المضحك أن ستيف قد أجاب على سؤال حول الجودة بحجة فلسفية حول الموارد البشرية، ولكن عند التفكير لمرةٍ ثانية، سنجد أن كل سؤال هو سؤال حول الموارد البشرية - لأن الناس هم الذين يدفعون أي شركة للأمام.

و لابد أن أقول لكم أصدقائي أنه و في نهاية اليوم، لا يوجد شيء آخر. لا في العمل ولا في الحياة. 

إذ بمجرد أن أدرك ستيف هذا الأمر، تمكن من بناء شركة آبل بالقوة التي لا يمكن إيقافها كما هي اليوم، وقد فعل ذلك من خلال توظيف أشخاص رائعين، والاستماع إليهم عندما تحدوا الوضع الراهن، ودفعهم إلى بذل قصارى جهدهم أثناء بذل قصارى جهده أيضاً لتشكيل مسار واضح أمام الشركة.


و الآن عزيزي القارئ :

هل ستثق في الأشخاص الذين توظفهم؟ هذا هو السؤال.

إذا لم تفعل ذلك، فلماذا توظف أحداً منذ البداية؟

ذلك أن  الثقة طريق ذو اتجاهين، و لكن يجب على شخص ما أن يبدأ بالثقة. وإذا كنت الرئيس، فالأمر متروك لك لتقديم الثقة.

و هذا ما يتعيّن عليك فعله في كل مرة تقوم فيها بتعيين شخص ما.

و لحسن الحظ، فإن مميزات الثقة تتضاعف  وتنتشر في أنحاء الشركة بكاملها، و هي تخلق روح التفاؤل التي لا هوادة فيها والتي كان يتحدث عنها ستيف.

إنها  و كما يقول ستيف : "وجهة نظر تبعث على التفاؤل بشأن الأشخاص الذين يعملون في الشركة".

و بدون وجهة النظر المتفائلة هذه، لم تكن آبل لتتطور إلى شركة تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار، و لن تتسبب شركتك أبداً في إحداث تغيير على النطاق الذي تري
ده.

ليس من السهل الوثوق بالناس. حيث  يتطلب الأمر الشجاعة و الثقة و المرونة، دائماً و حتى النهاية.


و الأهم من ذلك كله، أن الأمر يتطلب الاستعداد لفتح عقلك والشجاعة لتغيير رأيك عندما تكون مخطئاً.

و تلك الأشياء يمكنك أن تجدها في داخلك فقط، ولكن إذا فعلت ذلك، فستغدو أجزاءاً  لا يمكننا سلبها منك أبداً -و ذلك  بغض النظر عما يحدث لشركتك.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


   ننصحك بقراءة المقالات التالية :

أغرب 6 أشياء لم تكن تعرفها عن آبل Apple

هل يمكن لشركة هواوي التغلب على شركة آبل و سامسونغ ؟

وعود شركة آبل بخصوص المعلومات الشخصية: هاتفك الآيفون يشاركها بسهولة


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل