يقوم جهاز الآيفون iPhone الخاص بك بمشاركة معلوماتك الشخصية بمعدل ينذر بالخطر ، و ذلك على الرغم من وعد شركة آبل Apple بالحفاظ على خصوصيتك.
أجرى أحد محرري صحيفة واشنطن بوست Washington Post اختباراً يوضح فيه أن جهاز الآيفون iPhone الخاص بك يشارك معلوماتك الشخصية على نحو أكثر بكثير مما كنت تعتقد. و إليك ما يجب أن تعرفه عن هذا.
فقد قدم جيفري فاولر Geoffrey Fowler ، كاتب عمود ومحرر في صحيفة واشنطن بوست ، تقريراً يفيد بأنه أجرى اختباراً يوضح أنه في ليلة عادية ، أرسل هاتفه الآيفون iPhone بيانات إلى أكثر من خمسة آلاف 5,000 متتبع. و قد حصل كل ذلك بينما كان نائماً.
و بالنظر إلى أن أحد أكبر الوعود التي قطعتها شركة آبل Apple هو أن تحمي خصوصيتك، و أن تقوم بتقييد انتقال معلوماتك الشخصية من هاتفك المحمول ، فهذه بيانات كثيرة.... و كما أنه، أمر مقلق و مزعج و خاصة عندما تدرك ما يتم إرساله من هاتفك. حيث تقوم خدمات جهات خارجية أو ما يسمى بخدمات طرف ثالث third-party services بناءً على برنامج التعقب ، بجمع المعلومات مثل عنوان IP وعنوان البريد الإلكتروني وبصمة الجهاز ورقم الهاتف وحتى إحداثيات GPS.
و بمجرد معرفتك ذلك ، فمن المخيف حقاً التفكير في ما يجري داخل هاتفك ، ومقدار معلوماتك الشخصية التي تتسرب منه.
التطبيقات تستهلك معلوماتك الشخصية :
من الواضح أن العديد من التطبيقات التي تستخدمها كل يومٍ، تتطلب بعض هذه المعلومات من أجل أن تعمل. كما أنه من الواضح أن خدمة توصيل الطلبات DoorDash هي بحاجة إلى معرفة مكان وجودك، لتزويدك بخيارات التسليم. ولكن ماذا عن أجهزة التتبع التسعة التي يقول فاولر Fowler أنها كانت ترسل البيانات إلى أماكن مثل جوجل Google وفيسبوك Facebook ؟
وتستخدم الشركات، هذه المعلومات بهدف الإعلانات و من أجل قياس فعاليتها. فعلى سبيل المثال ، قد يعرض لك DoorDash إعلانات على الفيسبوك Facebook ، و هو يستخدم متتبعات trackers لقياس ما إذا كنت قد قمت بالنقر فوق أحد هذه الإعلانات أم لا ، أو فيما إذا كان قد عرضت عليك واحدة من هذه الإعلانات قبل فتح التطبيق.
و قد يستهدفك أيضاً فيما بعد، بإعلانات على الفيسبوك Facebook بناءً على طلبك الأخير.
إنني أعتقد أن معظمنا يدرك أن الإعلانات جزء مقبول من تطبيقات الهواتف الذكية والإنترنت بشكل عام ، ولكن كم عدد الأشخاص المرتاحين – منا - للخدمات التي لم نسمع بها من قبل، لمعرفة أشياء مثل مكاننا ، ومن نحن (هويتنا)؟
لقد كان أحد الأسباب الكبرى وراء هذه القصة هو أن شركة آبل Apple قد أوضحت منذ فترة طويلة أن خدماتها لا تحتاج إلى معلوماتك الشخصية حتى تعمل. إلا أن تشفير آبل بيه Apple Pay ورسائل وتشفير آي كلاود iCloud على الجهاز تحدث داخل الجهاز ، وتبقى معلوماتك الخاصة على جهازك.
إن هذا شيءٌ عظيمٌ ، و لكن من المؤكد أن آبل Apple يمكنها أن تقوم بالمزيد على جبهتين.
ما يجب أن تفعله شركة آبل :
أولاً :
يجب أن تقوم شركة آبل بعمل أفضل لتثقيفك بشأن المعلومات التي يتم استخدامها. إذ أن مطالبة مطوري التطبيقات app developers بالإفصاح عن الوقت الذي يتم فيه استخدام أجهزة التتبع من شأنه أن يجعل الكثيرين منا يفكرون مرتين، فيما إذا كان تناول الغداء يجب أن يحوِّل خصوصيتنا إلى خدمة غير معروفة تابعة لجهة خارجية أو طرف ثالث . وخاصة أننا لا نمتلك وسيلة للمحاسبة على هذه التسريبات .
ثانياً :
يجب أن تقوم شركة آبل بعملٍ أفضل، من خلال منحك خيارات للتحكم في بياناتك. و هذا يسمح لك بالفعل بإيقاف تشغيل "تطبيق تحديث الخلفية" Background App Refresh ، وهو ما يسمح أيضاً للتطبيقات بإرسال البيانات حتى عندما لا تستخدم التطبيق . كما أنه وبالإضافة إلى التحكم بشكل أفضل في تدفق المعلومات ، فإن إيقاف تشغيل هذا أيضاً، يؤدي إلى حفظ البيانات التي يمكن أن تضيف ما لم تكن في خطة غير محدودة مع مشغل شبكة الجوّال.
كما تمنحك شركة آبل خيار إيقاف تشغيلها على مستوى العالم ، أو اختيار التطبيقات التي لديها القدرة على إرسال المعلومات أثناء وجودها في الخلفية.
و أنا شخصياً (و الكلام لكاتب المقال جاسون آتن Jason Aten) أقوم بإيقاف تشغيل معظم التطبيقات ما عدا بعض التطبيقات مثل، البريد الإلكتروني أو تطبيقات مزامنة الملفات "ملف التطبيقات المزامنة " file sync apps.
و تتيح لك آبل أيضاً "تقييد تتبع الإعلانات limit ad tracking " ، و ذلك على الرغم من أن الخيار مخفي في الإعدادات ، تحت خيار " الخصوصية Privacy " ، ثم " الإعلانات Advertising " . و تقوم هذه الميزة بالتقليل من قدرة المعلنين على استهدافك استناداً إلى نشاطك داخل تطبيقات الجهاز وعبر الإنترنت ، وذلك على الرغم من أنك ستظل ترى الإعلانات.
وأخيراً ، فقد أجرى فاولر Fowler الاختبار مع شركة الخصوصية دسكونيكت Disconnect ، التي تجعل تطبيق Privacy Pro VPN يعرض لك ما يحاول المتتبعون إرساله من معلوماتك إلى تلك الجهات. كما يوفر لك خيار حظرها وتمكين الإعدادات العامة للتحكم في المعلومات المرسلة إلى الخدمات العامة من فيسبوك Facebook وغوغل Google وحتى بصمة الجهاز.
و لابد أن أذكر هنا أنني قد جربت التطبيق أثناء كتابة هذا المقال ، و خلال الوقت القصير الذي استغرقه الأمر لكتابة ما يزيد قليلاً عن ثمانمائة 800 كلمة ، قام التطبيق بحظر أكثر من أربعين 40 متعقب (متتبع trackers).