لا شك أن الأشخاص المرنين Resilient people يدركون المواقف،و ردود أفعالهم العاطفية، و كذلك يدركون سلوك من حولهم.
و في الوقت الذي يختلف فيه الأشخاص بشكل كبير في مهارات التأقلم التي يستخدمونها عند مواجهة الأزمات ، فقد عمد الباحثون إلى تحديد بعض الخصائص الرئيسية للمرونة resilience .
إذ من الممكن تطوير العديد من هذه المهارات و تعزيزها ، تلك المهارات التي يمكنها تحسين قدرتك في التعامل مع نكسات الحياة .
و من أجل إدارة مشاعرنا، فإنه من الضروري بمكان أن نفهم ما الذي يتسبب في حدوثها و لماذا.
و يمكن للأشخاص المرنين الحفاظ على السيطرة على الموقف و التفكير في طرق جديدة لمعالجة المشاكل، و ذلك من خلال بقائهم مدركين لما يدور حولهم، و على دراية بالتفاصيل.
و من خصائص الأشخاص المرنين الأخرى، أنهم يفهمون أن الحياة مليئة بالتحديات.
ففي حين أنه من الممكن لنا أن نتجنب العديد من هذه المشاكل ، إلا أنه باستطاعتنا أن نبقى منفتحين و مرنين و مستعدين للتكيف مع التغيير.
و إليك فيما يلي عزيزي القارئ بعضاً من الخصائص الأخرى للأشخاص المرنين، الذين يمتلكون مهارات قوية في التأقلم.
1- الشعور بالسيطرة :
هل تلمس في نفسك ميزة امتلاكك لزمام التحكم بحياتك الخاصة؟
أم أنك تلوم مصادر خارجية معينة على الفشل و المشاكل التي تحصل في حياتك ؟
بشكلٍ عام ، يميل الأشخاص المرنون إلى امتلاك ما يسميه علماء النفس مكاناً داخلياً للسيطرة internal locus of control .
فهم يعتقدون أن الإجراءات التي يتخذونها ستؤثر على نتيجة الحدث.
و بالطبع ، فإن هناك بعض العوامل هي ببساطة خارجة عن سيطرتنا الشخصية ، مثل الكوارث الطبيعية.
و بما أننا قد نمتلك القدرة في إلقاء بعض اللوم على الأسباب الخارجية ، فمن المهم أن نشعر كما لو كانت لدينا القدرة على اتخاذ الخيارات التي ستؤثر على وضعنا ، و قدرتنا على التأقلم ، و على مستقبلنا.
2- مهارات قوية في حل المشكلات :
تعتبر مهارات حل المشاكل أمراً ضرورياً . فعندما تظهر أزمة ما ، يكون باستطاعة الأشخاص المرنين اكتشاف الحل الذي سيؤدي إلى النتيجة الآمنة.
و في المواقف الخطرة ، يصاب الأشخاص أحياناً بما يسمى برؤية النفق tunnel vision .
إذ أنهم يفشلون في ملاحظة التفاصيل المهمة أو الاستفادة من الفرص.
بالنسبة للأشخاص المرنين فإنهم يكونون قادرين على النظر إلى المشكلة بهدوء و عقلانية، و يكون لديهم تصور واضح للحل الناجح لها.
3- لديهم علاقات اجتماعية قوية :
عندما تتعامل مع مشكلة ما ، فمن المهم أن يكون لديك أشخاص يمكنهم تقديم الدعم عند الحاجة.
كما أنه من الممكن أن يكون التحدث عن التحديات التي تواجهها طريقة ممتازة للوصول إلى وجهة نظر معينة أو البحث عن حلول جديدة أو ببساطة التعبير عن مشاعرك.
و يمكن أن يكون الأصدقاء و أفراد الأسرة و زملاء العمل و مجموعات الدعم عبر الإنترنت مصادر محتملة للتواصل الاجتماعي .
4- ينظرون إلى أنفسهم على أساس أنهم ناجون و ليسوا ضحايا :
عند التعامل مع أي أزمة محتملة ، فمن الضروري أن تنظر إلى نفسك على أنها ناجية من المشكلة أو الخطر .
كما عليك أن تتجنب التفكير كضحية للظروف المحيطة بك. و بدلاً من ذلك ، ابحث عن طرق لحل المشكلة. ففي حين أن الموقف قد يكون لا مفر منه ، إلا أنه يمكنك الاستمرار في التركيز على النتيجة الإيجابية.
5- القدرة على طلب المساعدة :
تعتبر الحيلة جزءاً مهماً من المرونة ، و من الضروري أيضاً معرفة متى عليك أن تطلب المساعدة. حيث يمكن للناس خلال الأزمات ، الاستفادة من مساعدة علماء النفس و المستشارين المدربين. خصيصاً للتعامل مع حالات الأزمات.
و تشمل مصادر المساعدة المحتملة الأخرى ما يلي:
- الكتب: يمكن أن تكون القراءة عن الأشخاص الذين عانوا من مشكلة مماثلة، و تغلبوا عليها محفزة وجيدة للأفكار حول كيفية التأقلم.
- منصات الرسائل عبر الإنترنت: يمكن للمجتمعات عبر الإنترنت توفير الدعم المستمر و توفير مكان للحديث عن المشكلات مع الأشخاص الذين سبق أن كانوا في وضع مشابه.
- مجموعات الدعم: يعد حضور اجتماعات مجموعات الدعم طريقة رائعة للتحدث عن التحديات التي تواجهها والعثور على شبكة من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم التعاطف والدعم.
- العلاج النفسي Psychotherapy : إذا كنت تواجه مشكلة في التعامل مع موقف متأزم ، فمن الممكن أن تساعدك استشارة أخصائي صحة نفسية مؤهل في مواجهة المشكلة ، وتحديد نقاط قوتك ، وتطوير مهارات جديدة في التأقلم.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :