الأطفال
الأطفال كيفية تعليمهم التعبير عن مشاعرهم

اطلب من الأطفال أن يقوموا باستخدام كلماتهم عوضاً عن السلوكيات لإظهار شعورهم

تعتبر المشاعر أمراً معقداً ، و خاصة بالنسبة إلى طفل يبلغ من العمر 4 سنوات لا يفهم لماذا لن تسمح له بتناول قطعة أخرى من البسكويت ، و بالنسبة إلى طفل عمره 8 سنوات منزعج لأنك استدعيت إلى العمل وعليك ترك الملعب على نحو مبكر.

و لا شك أنه من الصعوبة بمكان تعليم الأطفال عن المشاعر، و ذلك لأنها فكرة مجردة إلى حد ما.

فمن الصعب عليك أن تصف شعورك بالحزن أو الخوف أو الإثارة.

و لذلك ، من المهم أن تبدأ في تعليم الأطفال عن مشاعرهم في أقرب وقت ممكن ، لأن مشاعرهم تؤثر على كل خيار يتخذونه.

ذلك أن الأطفال الذين يفهمون عواطفهم هم أقل عرضة لاستخدام نوبات الغضب Temper tantrums ، و التعدي aggression   ، و الجموح defiance للتعبير عن أنفسهم.

فالطفل الذي يمكن أن يقول ، "أنا غاضب منك" ، هو أقل تعرضاً للضرب.

كما أن الطفل الذي يمكن أن يقول ، "إن ما تقوم به يؤذي مشاعري" ، هو أفضل استعداداً لحل النزاع بسلام.

لذلك فإن تعليم طفلك عن عواطفه سيساعده على أن يصبح قوياً من الناحية العقلية.

فالأطفال الذين يفهمون عواطفهم ولديهم مهارات التأقلم للتعامل معهم سيكونون واثقين من أنهم قادرون على التعامل مع كل ما تلقي به الحياة في طريقهم.


علم طفلك كلمات بسيطة يعبر بها عن مشاعره  :

الأطفال

قم بتعليم طفلك في المرحلة التي تسبق المرحلة الدراسية  كلمات الشعو الأساسية مثل السعادة (سعيد) ، و الغضب (غاضب) ، والحزن (حزين) والخوف (خائف) .

إذ بإمكان الأطفال الأكبر سناً أن يستفيدوا من تعلم كلمات شعور أكثر تعقيداً مثل الإحباط (محبط) ، وخيبة الأمل (خائب الأمل ) والعصبية(عصبي).

وتتمثل إحدى الطرق الرائعة لمساعدة الأطفال في التعرف على المشاعر في مناقشة ما قد تشعر به شخصيات مختلفة في الكتب أو البرامج التلفزيونية.

حيث بإمكاننا أننا نتوقف مؤقتاً لنسأل ، "كيف تعتقد أنه يشعر الآن ؟" ثم ، ناقش مختلف المشاعر التي قد تكون الشخصية أحست بها وأسبابها.

و مما لا شك فيه فإن الحديث عن مشاعر الآخرين يعلم أيضاً التعاطف. حيث يعتقد الأطفال الصغار أن العالم يدور حولهم ، لذا فقد تكون تجربة رائعة بالنسبة لهم لتعلم أن الآخرين لديهم مشاعر أيضاً.

فإذا عَلِم طفلك أن دفع صديقه إلى الأرض قد يجعل صديقه غاضباً و حزينًا ، فسيكون احتمال أو إمكانية قيامه بذلك أقل . 


خلق الفرص للحديث عن المشاعر:

أظهر للأطفال كيفية استخدام كلمات الشعور في مفرداتهم اليومية. وقم بتوضيح كيفية التعبير عن مشاعرك من خلال استغلال الفرص لمشاركة مشاعرك معهم .

إذ بإمكانك أن تقول على سبيل المثال : "أشعر بالحزن لأنك لا ترغب في مشاركة ألعابك مع أختك اليوم . أراهن أنها تشعر بالحزن أيضاً بسبب ذلك . "

و  اسأل طفلك كل يوم : "ما هو شعورك اليوم؟" .

و استخدم مع الأطفال الصغار ، مخططاً بسيطاً ذا وجوه مبتسمة إذا كان ذلك يساعدهم على اختيار شعور ثم ناقشوا هذا الشعور معاً.

كما أنصح بأن تقوم بالتحدث عن أنواع الأشياء وأنماطها التي تؤثر على مشاعر طفلك.

كما عليك أن تقوم بالتصريح و التوضيح عندما تلاحظ أن طفلك قد يشعر بشعور خاص.

وعلى سبيل المثال ، قل ، "أنت سعيد حقاً لأننا سنأكل الآيس كريم" ، أو "يبدو أنك تشعر بالإحباط من اللعب بهذه الكتل (المجموعات)".


علم طفلك كيف يتعامل مع المشاعر:

يحتاج الأطفال إلى تعلم ذلك ،إذ  لمجرد أنهم يشعرون بالغضب لا يعني أنه يمكنهم ضرب شخص ما.

وهم يحتاجون عوضاً من ذلك ، إلى تعلم مهارات إدارة الغضب حتى يتمكنوا من حل النزاع بسلام.

لذلك ، قم بتعليم طفلك بشكل استباقي كيفية التعامل مع المشاعر غير المريحة.

و من المفيد أن تقوم بتشجيع طفلك على أخذ مهلة ذاتية  self-time out (فترة قصيرة يجلس بها مع نفسه ).

كما عليك أن تشجعه على الذهاب إلى غرفته أو مكان هادئ آخر عندما ينزعج . فهذا بإمكانه أن يساعده على أن يهدأ قبل أن يخرق قاعدة ويتم إرساله إلى تلك المهلة.

و لا تنسى أن تعلم طفلك طرقاً صحية للتعامل مع مشاعر الحزن أيضاً. فإذا شعر طفلك بالحزن لأن صديقه لن يلعب معه ، فتحدث عن الطرق التي يمكنه بها التعامل مع مشاعره الحزينة.

ففي كثير من الأحيان ، لا يعرف الأطفال ما يجب عليهم فعله عندما يشعرون بالحزن ، الأمر الذي يقودهم في نهاية المطاف لأن يسلكوا سلوكاً عدوانياً أو يقوموا بسلوك ما في سبيل البحث عن الاهتمام و الانتباه .

 

تعزيز الطرق الإيجابية للتعبير عن المشاعر:

قم بتعزيز السلوك الجيد بنتيجة إيجابية  positive consequence . وامدح طفلك على التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة اجتماعياً بقول أشياء مثل: "أنا حقاً أحب الطريقة التي استخدمت بها كلماتك عندما أخبرت أختك أنك غاضب منها".


نموذج من الخيارات الصحية :

إذا أخبرت طفلك أن يستخدم كلماته عندما يكون غاضباً ولكنه يشاهدك و أنت ترمي هاتفك بعد إجرائك لمكالمة هاتفية ، فلن تكون كلماتك فعالة.  إذ أن نموذج طرق صحية موجه للتعامل مع المشاعر غير المريحة.

لذلك أشر إلى الأوقات التي تشعر فيها بالغضب أو الإحباط و قلها بصوت عالٍ. قل ، "آه ، أنا غاضب من تلك السيارة التي تم سحبها أمامي للتو .

" ثم خذ نفساً عميقاً أو صمم مهارة صحية أخرى حتى يتمكن طفلك من تعلم كيفية التعرف على المهارات التي تستخدمها عندما تشعر بالغضب .


ابحث عن لحظات مناسبة للتعليم :

الأطفال

ستحتاج إلى العمل مع طفلك على العواطف طوال فترة  طفولته بأكملها ، بما في ذلك سنوات المراهقة.

ومن المهم أيضاً أن تستمر في إجراء محادثات مستمرة حول كيفية التعامل مع المشاعر بطريقة صحية.

وعندما يرتكب طفلك خطأً ، و ذلك من خلال قيامه بتحطيم شيء بسبب غصبه  أو من خلال الاستسلام عندما يكون محبطاً ، فاعتبرها فرصة لتعليمه كيفية القيام بعمل أفضل في المرة القادمة.

و ابحث عن اللحظات المناسبة للتعلم (وتذكر أنه سيكون هناك الكثير منها) لمساعدته في العثور على طرق صحية للتعامل مع مشاعره.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

التعامل مع حالات الغضب لدى الأطفال : 7 طرق لمساعدة الطفل الغاضب

اضطراب السلوك conduct disorder لدى الأطفال واختلافات التوصيلات الدماغية المحددة

الإكتئاب لدى الأطفال أو المراهقين وما المساعدة التي يجب تقديمها


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل