يمكن لبعض الأطفال الأكبر سناً ، و ليس كلهم بالتأكيد ، أن يمتلكوا رغبة داخلية في أن يكونوا قدوة يحتذى بها في الرعاية و الحكمة و المحبة لإخوتهم الصغار.
و هناك أيضاً احتمال أن ينظر الأطفال الصغار بطبيعتهم إلى أخوتهم أو أقاربهم الأكبر سناً بهذه النظرة.
و في حين أن مسؤولية أن تكون نموذجاً رائعاً تقع في النهاية على شخصية الأب أو الأم، في حياة الطفل ، فلا بأس من تشجيع الرغبة الموجودة بالفعل في أن يكون الأطفال الأكبر سناً قدوة يحتذى بها.
فيما يلي حددنا خمس استراتيجيات فعالة يمكنك استخدامها للمساعدة في تعزيز تلك الديناميكية بطريقة صحية و مثمرة.
1. قدّم ما يبدو أنه قدوة "جيدة"
اتفق كل من المعالجين الذين تحدثنا إليهم حول هذه المشكلة على أن الطريقة الأكثر فعالية لتعليم الأطفال الأكبر سناً كيف يكونوا قدوة عظيمة هي أن تكون أنت قدوة عظيمة. تقول راشيل رايت Rachel Wright، المؤسس المشارك لمركز Wright Wellness:
"يتعلم الأطفال من مشاهدة السلوك أكثر من أي شيء آخر ، لذلك إذا كان شقيقهم الأكبر سناً يمثل نموذجاً يحتذى به، و لكنك كوالد ليس كذلك ، فهذا أمر محير" .
على سبيل المثال ، إذا كنت ترغب في أن يكون أطفالك أكثر صبراً مع أشقائهم الصغار ، فمن الضروري أن تقدم لجميع أطفالك نفس السلوك ، كما تقول أمبر تروبلود Amber Trueblood ، مؤلفة و أم لأربعة أطفال.
و ينطبق الشيء نفسه مع تقديم المساعدة عند الحاجة إليها (أو حتى عندما لا تكون كذلك) ، و تقديم التأكيدات و التشجيعات اللفظية ، و إعطاء الكثير من المودة الجسدية الجيدة.
كما تؤكد ليندا سنيل Linda Snell ، من New Method Wellness, أنه:
"يرغب معظم الآباء في أن ينضج أطفالهم ليصبحوا أفراداً يتمتعون بالصحة و السعادة، و يظهرون الاحترام و التقدير لبعضهم البعض داخل الأسرة و خارجها.
و لا يمكن تعليم هذه الصفات الشخصية المرغوبة شفهياً فقط ؛ إنهم بحاجة إلى أن يكونوا من ذوي الخبرة ، و لهذا من المهم أن يقوم الآباء بدور هذا النموذج الإيجابي لأطفالهم ".
و تضيف سنيل، "إن الطفل القادر على أن يحذو حذو أحد الوالدين الذي يصوغ سلوكيات اجتماعية إيجابية يكون قادراً على تبني عادات و وجهات نظر يمكن أن تستمر مدى الحياة."
و بعض الصفات الأخرى التي يمكن للوالدين أن يحتذى بها عن قصد تشمل:
- الصدق
- و النزاهة
- والرحمة
- والاعتمادية على الذات
- و التفاني
- و الوعي الذاتي
- و الكفاءة الذاتية
- و أهمية التواصل مع الآخرين
- و الأسرة
- و الشعور بالانتماء
- و القيم الشخصية.
2. أحط عائلتك بنماذج إيجابية أخرى
"أعتقد أن معظمنا يوافق على أن الأطفال يتعلمون من النماذج التي يحتذى بها، و من سلوكيات هؤلاء الأشخاص الذين يحبونهم" هذا ما تؤكده سنيل.
و على الرغم من أنك ، الوالدين ، بمثابة القدوة الأساسية في حياة أطفالك ، سيكون للأصدقاء و أفراد العائلة الذين يقضون وقتاً معهم تأثيراً معتبراً أيضاً. لهذا السبب ، من المهم الحفاظ على جودة المحيط.
و من الجيد أيضاً إجراء محادثات مدروسة حول السلوكيات البغيضة التي قد يشهدها أطفالك على طول الطريق إما داخل عائلتك و دائرتك الاجتماعية، أو في الأماكن العامة. و بدلاً من حماية عيون أطفالك ، فكر في استخدام فرص التعلم هذه اللحظات غير المريحة.
و في هذه السيناريوهات ، من المهم استدعاء السلوك نفسه مقابل ترسيخ عقلية "جيدة" و "شريرة". فلا يوجد إنسان كامل ، و قابلية الخطأ لا بأس بها ، و تقبل المسؤولية و الاعتذار عن السلوك السيء يتيح مجالاً للنمو و التطور الشخصي.
3. ناقش ما يعنيه أن يكون المرء قدوة
عزز الحوار الصحي حول موضوع كونك نموذجاً يحتذى به.
إنه ليس شيئاً يجب أن تفكر فيه و لكن إجراء محادثات مدروسة طوال حياة طفلك حول هذا الموضوع يمكن أن يساعدك.
و هنا تلاحظ راشيل رايت أن "كل شخص لديه فهم مختلف لما يعنيه النموذج الأعلى".
و تضيف رايت "لهذا السبب ، فإن توضيح هذا أمر مهم للغاية لوضوح و فعالية و طول عمر السلوك الإيجابي الذي يحتذى به".
و لكن قبل إجراء هذه المحادثات ، من المفيد أيضاً التأكد من أن لديك إحساساً راسخاً بما هو دور نموذج يحتذى به كوالد و كأخ أكبر ، و كيف يمكن أن يختلف هذان الأمران.
و قد يكون من المفيد أيضاً معرفة الشكل الذي تبدو عليه علاقتك المثالية بين أطفالك الأكبر و الأصغر سناً.
و تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في التحدث مع شريكك أو والديك الآخرين ، و تقول رايت أن "كتابة اليوميات يمكن أن يساعد أيضاً في تحقيق هذا الوضوح".
4. عزز الترابط الصحي بين أطفالك
تقول سنيل: "لزيادة الاستفادة من الدور الإيجابي للطفل الأكبر سناً ، من الضروري أن يقوم الآباء بتعزيز علاقة داعمة بين الأطفال منذ البداية".
و يمكنك القيام بذلك من خلال تعليم أطفالك أن يكونوا دعماً لبعضهم البعض (بالإضافة إلى الوالدين)."
و هذا يعني:
- احترام جميع الاحتياجات الفردية لأطفالك ،
- و تجنب الميل إلى مقارنة طفل بآخر ،
- و وضع قواعد أساسية
- و محاسبة كل طفل بنفس الصفة ،
- و إظهار الحب المتساوي للجميع ،
- و توقع و تحديد ديناميات الأسرة الصعبة والصراعات و العمل المدروس، من خلالهم معاً.
- و يعني أيضاً قضاء وقت ممتع معاً كوحدة عائلية و تشجيع أي سلوكيات و مشاعر إيجابية تراها بين الأشقاء.
5. إظهار التقدير للسلوك المتميز الذي يحتذى به
تقول تروبلود: إن أحد أهم الإجراءات التي يمكنك تنفيذها هو الاعتراف بحق، و إظهار اعتزازك و تقديرك عندما يُظهر الأشقاء الأكبر سناً أي تلميحات لسلوك قدوة عظيمة.
و تضيف: "بدلاً من الإشارة إلى ما لا تحبه ، حاول التركيز قدر الإمكان على ما يفعله طفلك الأكبر (أطفالك) بشكل إيجابي.
و يمكنك السماح لهم بسماع المديح عند التحدث على الهاتف مع الجدة أو صديق قديم أو إخبارهم مباشرة ".
و لا تنسَ أن تذكر مدى إعجابك عندما رأيت طفلك الأكبر يساعد أخيه الأصغر في أداء واجباته المدرسية ، أو مدى تفكير طفلك عندما كان شقيقه يشعر بالضيق ، أو كيف كان الطفل على رأس الأعمال المنزلية، و كيف كان مثل هذه المساعدة في حياتك منزلية.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
المبادئ الثلاثة لتربية أطفالنا ليكونوا سعداء و أحرار
الإكتئاب لدى الأطفال أو المراهقين وما المساعدة التي يجب تقديمها
هذا هو المبرر العلمي وراء كره الأطفال للأطعمة الخضراء ( الخضروات )
التعامل مع حالات الغضب لدى الأطفال : 7 طرق لمساعدة الطفل الغاضب