صورة لأم و أب و طفلين
المهارات الاجتماعية للأطفال: أهم 7 مهارات اجتماعية

تسمح المهارات الاجتماعية الجيدة للأطفال بالاستمتاع بعلاقات أفضل مع أقرانهم.

و لكن فوائد المهارات الاجتماعية القوية تتجاوز بكثير القبول الاجتماعي و حسب.

و من المرجح أن يجني الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية أفضل فوائد كبيرة مباشرة. على سبيل المثال ، وجدت إحدى الدراسات أن المهارات الاجتماعية الجيدة قد تقلل من التوتر لدى الأطفال الذين هم في أماكن الرعاية النهارية.

الفوائد من المهارات الاجتماعية

يمكن تعريف المهارات الاجتماعية على أنها مجموعة من المهارات التي تحتاج إلى تحسين مستمر مع تقدم أطفالك في العمر. و هي ليست شيئاً يمتلكه الطفل أو أنه لا يمتلكه. و بشكل مبسط يمكنك إيجاد اللحظات المناسبة للتعليم حيث يمكنك مساعدة أطفالك على أداء أفضل. 

وفي الواقع ، بعض المهارات الاجتماعية معقدة للغاية - مثل فهم أنه من المهم أن تكون حازماً عندما يتعرض صديق لك للمضايقة ، أو فهم التزام الصمت عندما لا تكون موافقة على طلب للحكم حيال أمر ما.

و في الوقت نفسه ، من المرجح أن يكون الأطفال الذين لديهم مهارات اجتماعية قوية و يمكنهم التعايش بشكل جيد مع أقرانهم تكوين صداقات بسهولة أكبر.

و للتأكيد فقد أشارت دراسة نشرت في الموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية و السلوكية International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences، إلى أن صداقات الطفولة جيدة للصحة العقلية للأطفال.

و بالفعل فإن الصداقات تمنح الأطفال  أيضاً فرصاً لممارسة مهارات اجتماعية أكثر تقدماً ، مثل حل المشاكل و فض النزاعات.

و يمكن للمهارات الاجتماعية الجيدة أيضاً أن تساعد الأطفال في الحصول على مستقبل أكثر إشراقاً و أكثر وضوحاً.

و وفقاً لدراسة نشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة American Journal of Public Health، فقد تكون المهارات الاجتماعية و العاطفية للطفل في رياض الأطفال أكبر مؤشر للنجاح في مرحلة البلوغ .

و كذلك وجد باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا و جامعة ديوك، أن الأطفال الذين كانوا أفضل في المشاركة والاستماع و التعاون و اتباع القواعد في سن الخامسة كانوا أكثر إمكانية للوصول إلى الكلية الجامعية المناسبة. كما أنهم كانوا أكثر عرضة للعمل بدوام كامل بحلول سن الخامسة و العشرون.

أما الأطفال الذين كانوا يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية و العاطفية فقد كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل تعاطي المخدرات و قضايا العلاقات و المشاكل القانونية. كما أنهم كانوا أكثر عرضة للاعتماد على المساعدة العامة.

و بالمثل ، فإن عدم امتلاك المهارات الاجتماعية للتفاعل مع الآخرين هو سبب محتمل قد يؤدي إلى تفاقم التوتر. و على سبيل المثال ، فالابتعاد عن العائلية يؤدي إلى التوتر و الضغط لدى الأطفال.

و عندما يكونون غير قادرين على التواصل الفعال مع الآخرين ، سيصبح الأمر أسوأ. و لكن ، وجد الباحثون أن الأطفال عانوا من انخفاض في هرمون الكورتيزول (و هو هرمون يتم إطلاقه خلال المواقف العصيبة) بمجرد تعلمهم مهارات اجتماعية جديدة.

و الخبر السار هو، أنه يمكن تعليم المهارات الاجتماعية.

و لا يجب الاعتقاد بأنه من السابق لأوانه أن تبدأ في تعريف الأطفال بكيفية التعامل مع الآخرين، في مراحل مبكرة من أعمارهم. و بالتأكيد لا يفوت الأوان أبداً لشحذ مهاراتهم الاجتماعية أيضاً. 

ما عليك (أيها الأب / الأم) إلا أن تبدأ بالمهارات الاجتماعية الأساسية أولاً، و من ثم تستمر في شحذ مهارات طفلك بمرور الوقت. و فيما يلي أهم المهارات الاجتماعية للأطفال لتبدأ بتعليمها إياهم، و كيف يمكنك المساعدة في تعليمهم ذلك.

المشاركة

إن الرغبة في مشاركة وجبة خفيفة أو مشاركة لعبة يمكن أن تقدم الكثير جداً، في مساعدة الأطفال على تكوين صداقات و الحفاظ عليها في نفس الوقت.

و وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة علم النفس Psychological Science، فقد يُظهر الأطفال في سن الثانية رغبة في المشاركة مع الآخرين – و لكن يكون ذلك عادةً عندما تكون مواردهم وفيرة.

و مع ذلك ، غالباً ما يكون الأطفال بين سن الثالثة و السادسة أنانيون selfish عندما يتعلق الأمر بمشاركة الموارد التي تأتي بتكلفة.

و على سبيل المثال ، قد يحجم الأطفال الذين لديهم قطعة حلوة واحدة، عن مشاركة النصف مع صديق، لأن ذلك يعني أنه لديهم مقدار أقل للاستمتاع. و من ناحية أخرى ، قد يشارك هؤلاء الأطفال بسهولة لعبة لم يعودوا مهتمين باللعب بها.

 و بشكلٍ عام ، تظهر الدراسات أن الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم هم قابلية للمشاركة. فالمشاركة أيضاً تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم. لذا فإن تعليمهم المشاركة قد يكون مفتاحاً لتعزيز احترامهم لذواتهم.

كيفية ممارسة "المشاركة"

على الرغم من أنك قد لا ترغب في إجبار طفلك على مشاركة ألعاب معينة أو مع أطفال معينين ، يمكنك الإشارة بانتظام إلى المشاركة عندما تراها. امدح طفلك على المشاركة ووضح كيف يشعر الآخرون. قل شيئًا مثل ، "لقد اخترت مشاركة وجبتك الخفيفة مع أختك. أراهن أنها تشعر بالسعادة حيال ذلك. هذا شيء جميل للقيام به ".

التعاون

إن التعاون يعني العمل معاً لتحقيق هدف مشترك. و الأطفال الذين يتعاونون يتسمون بالاحترام عندما يطلب منهم الآخرون المساعدة أو التعاون. كما أنهم يساهمون و يشاركون و يساعدون.

و بالتأكيد فمهارات التعاون الجيدة ضرورية للنجاح داخل المجتمع الذي يعيشه الطفل. و بالفعل سيحتاج طفلك إلى التعاون مع زملائه في الملعب و كذلك في الفصل الدراسي. و التعاون مهم أيضاً للشخص بالغ.

فمعظم بيئات العمل تنمو و تزدهر بمقدار قدرة الموظفين على العمل معاً كفريق. و كذلك فالتعاون هو المفتاح السحري في العلاقات الرومانسية.

يمكن للأطفال الصغار في سن الثالثة و النصف تقريباً ، البدء في العمل مع أقرانهم لتحقيق هدف مشترك.

و بالنسبة للأطفال ، قد يشمل التعاون أي شيء من بناء برج ألعاب معاً، إلى لعب لعبة تتطلب المشاركة من الجميع.

و قد يأخذ البعض منصباً قيادياً، بينما يشعر الآخرون بمزيد من الراحة بعد اتباع التعليمات. و في كلتا الحالتين ، يعد التعاون فرصة رائعة للأطفال لمعرفة المزيد عن أنفسهم.

كيفية ممارسة التعاون

يمكن للآباء التحدث -مع أطفالهم- عن أهمية العمل الجماعي و كيف تكون المهام أفضل عندما يشارك الجميع فيها.

و يمكن للآباء خلق الفرص لجميع أفراد الأسرة للعمل معاً، سواء بتخصص مهمة معينة لكل شخص أثناء إعداد وجبة الطعام، أو من خلال تعيين أعمال معينة تكون جزءاً من الأسرة.. و خلال كل تلك الإجراءات يمكن للآباء  التأكيد -دوماً- على أهمية التعاون.

الاستماع

إن الاستماع لا يتعلق فقط بالهدوء بل يعني استيعاب ما يقوله الشخص الآخر. و الاستماع أيضاً عنصر حاسم للتواصل الصحي.

و بعد كل شيء ، يعتمد الكثير من التعلم في المدرسة على قدرة الطفل على الاستماع إلى ما يقوله المعلم.

و بالفعل يصبح فهم و استيعاب الدروس و تدوين الملاحظات و التفكير في ما يُقال أكثر أهمية مع تقدم الطفل أكاديمياً.

و من الضروري أن يكبر طفلك و هو يعرف كيف يستمع إلى المدير و الشريك الرومانسي و الأصدقاء.

و قد تكون هذه المهارة مهارة أكثر صعوبة من حيث الاتقان، في عصر الأجهزة الرقمية لأن الكثير من الناس يميلون إلى التحديق في هواتفهم الذكية عندما يشاركون في المحادثة.

كيف يمكن ممارسة "الاستماع"

عند قراءة كتاب لأطفالك ، توقف دورياً و اطلب منهم إخبارك بما تقرأه.

توقف مؤقتاً لبرهة و قل: "أخبرني بما تتذكره عن القصة حتى الآن".

و ساعدهم في سد أي ثغرة يفقدونها من المعلومات التي طرحتها، و شجعهم على مواصلة الاستماع أثناء المتابعة. و بالإضافة إلى ذلك ، لا تسمح لهم بمقاطعة الآخرين عندما يتحدثون.

اتباع التعليمات

من المرجح أن يواجه الأطفال ، الذين يجهدون أنفسهم من أجل اتباع التوجيهات، مجموعة متنوعة من العواقب.

ابتداءً من الاضطرار إلى إعادة واجباتهم المدرسية إلى الوقوع في مشاكل بسبب سوء السلوك.

و بالتأكيد فإن عدم اتباع التوجيهات يمكن أن يكون مشكلة كبيرة.

و سواءً أكنت توجه أطفالك لتنظيف غرفهم أو تخبرهم بكيفية تحسين مهاراتهم في كرة القدم ، فمن المهم للأطفال أن يكونوا قادرين على فهم التوجيه المطلوب منهم، و اتباع التعليمات.

و على سبيل المثال ، لا تعطي الطفل أكثر من اتجاه واحد في كل مرة. فبدلاً من قول "التقط حذائك ، ضع كتبك بعيداً، و اغسل يديك" ، انتظر حتى يتم رفع الحذاء قبل إعطاء الأمر التالي.

و هناك خطأ آخر يجب أن يتجنبه الآباء، و هو صياغة التوجيهات (الاتجاهات) كسؤال. إذ يمكن أن تسال الأم ، "هل يمكنك التقاط لعبك الآن من فضلك؟" و هذ يعني بالنسبة للطفل أن لديه خيار الرفض. 

و ما يتوجب عليك هو أنه بمجرد إعطاء أطفالك التوجيهات ، اطلب منهم تكرار ما قلته. و اسألهم "ماذا يفترض أن تفعل الآن؟" و انتظرهم حتى يشرحوا ما سمعوه منك.

و من الطبيعي أن يتشتت انتباه الأطفال الصغار ، أو أن يتصرفوا بتهور ، أو أن ينسوا ما يفترض أن يفعلوه. اعتبر كل خطأ فرصة لمساعدتهم على صقل مهاراتهم.

كيفية ممارسة "اتباع التعليمات"

امدح طفلك على اتباعه التوجيهات بقول أشياء مثل:

"شكراً لك على إيقاف تشغيل التلفزيون في المرة الأولى التي أخبرتك بذلك.

و إذا كان أطفالك لا ينصاعون بسهولة للتوجيهات و يجدون صعوبة في ذلك، فامنحهم الفرص لممارسة اتباع الأوامر البسيطة.

و هنا يمكنك قول أشياء مثل "أرجو إعطائي هذا الكتاب " ، و من ثم امدح طفلك فوراً لاتباعه توجيهك.

احترام المساحة الشخصية و الحيز الشخصي

بعض الأطفال لهم طريقة غير مريحة بالوقوف أو الاقتراب ممن يتحدثون معهم Close talker. و البعض الآخر يتمطون قريباً من الآخرين، دون أي فكرة عن شعور الشخص الآخر بعدم الارتياح. و بالتأكيد فمن المهم تعليم الأطفال كيفية احترام المساحة الشخصية للآخرين.

و لابد للوالدين من خلق قواعد منزلية تشجع الأطفال على احترام المساحة الشخصية للآخرين. فمثلاً "قرع الأبواب المغلقة" و "ابق يديك بالقرب منك" هي مجرد أمثلة قليلة على ذلك.

و على الآباء تحديد العواقب التي تترتب على انتزاع الطفل للأشياء من أيدي الناس أو دفعها بغضب عند نفاد صبره و انزعاجه. و إذا جلس طفلك في حضن أحد المعارف أو وقف قريباً جداً من الناس أثناء التحدث ، فاجعل ذلك فرصة للتعليم. خذ طفلك جانباً و وضح له بعض الأمور حول قضايا المساحة الشخصية.

كيفية ممارسة "احترام المساحة الشخصية"

علم أطفالك أن يقفوا على مسافة بعيدة عن الناس عندما يتحدثون. و عندما يقفون في الطابور ، تحدث معهم عن مدى قربهم من الشخص الذي أمامهم و تحدث عن إبقاء أيديهم بجانبهم. و يمكنك تطبيق سيناريوهات مختلفة لمساعدتهم على التدرب على وصف المساحة الشخصية المناسبة.

التواصل البصري

التواصل البصري الجيد، جزء مهم جداً من التواصل الاجتماعي. و للأسف يجد بعض الأطفال صعوبة كبيرة للنظر إلى الشخص الذي يتحدثون إليه. و سواءً أكان طفلك خجولاً، و يفضل التحديق في الأرض، أو أنه ببساطة لا ينظر للأعلى عندما ينغمس في نشاط آخر ، أكد على أهمية التواصل البصري الجيد.

و إذا كان طفلك يعاني من التواصل البصري ، فقدم تذكيرات سريعة بعد حصول الموقف. و بصوت لطيف ، اسأل ، "أين يجب أن تركِّز عينيك عندما يتحدث إليك شخص ما؟"، إذ أنك لا تريد أن تسبب قلقاً إضافياً لطفلك الخجول. و يمكنك مدحه و الثناء عليه، عندما يتذكر طفلك أن ينظر إلى الناس عندما يتحدثون.

كيفية ممارسة التواصل البصري

يمكنك أيضاً أن تُظهر لأطفالك ما يمكن أن يشعر به الشخص عند محادثة مع شخص لا يتقن التواصل البصري. و اطلب منهم مشاركة قصة أثناء التحديق في الأرض ، أو إغلاق عينيك ، أو صرف العينين في كل مكان باستثناء الشخص المتحدث. ثم ادعُهم إلى رواية قصة أخرى و إجراء اتصال بصري مناسب أثناء الحديث. و بعد ذلك ، ناقش كيف شعر كل واحد منهم في كل سيناريو.

التعامل بسلوك جيد و عادات حميدة

قولك من فضلك و شكراً، و استخدامك للأسلوب الجيد، يمكن أن يساعد طفلك -بشكلٍ كبير- الانتباه للأسباب الصحيحة. فبالتأكيد سيحترم المعلمون و الآباء الآخرون و الأطفال الآخرون، الطفل حسن السلوك.

و بالطبع ، يمكن أن يكون تعليم العادات الحميدة، و كأنه معركة شاقة في بعض الأحيان. فبدءاً من التجشؤ بصوت عالٍ على الطاولة، إلى عدم الامتنان ، فإن جميع الأطفال سيخرجون بعاداتهم و أخلاقهم غير الحميدة إلى خارج المنزل.

و مع ذلك ، من المهم أن يعرف الأطفال كيف يكونوا مهذبين و محترمين - خاصة عندما يكونون في منازل الآخرين أو في المدرسة.

كيفية الممارسة

كن قدوة حسنة بعاداتك و أخلاقك لأطفالك. و هذا يعني أن تقول لطفلك

"لا ، شكراً لك" 

و "نعم ، من فضلك" بشكل منتظم. 

و تأكد من التعامل بأخلاقك عندما تتفاعل مع الآخرين. و قدم تذكيرات عندما ينسى أطفالك استخدام الأخلاق الحميدة ، و لا تنسى بأن تمدحهم و تثني عليهم عندما يكونون مهذبين.


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

أطفالي غير مثاليين: توقف عن جعل كل شيء مثالي لطفلك

التنمر : كيف يمكنك أن تساعد طفلك على تجنب و (التعامل مع) التنمر

أحد أهم الأسباب للسماح لـ الأطفال باللعب خارجاً في الهواء الطلق


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل