لماذا يجب ألا تجبر طفلك على المشاركة
من المؤكد أن معظم الآباء قد واجهوا ظروفاً مزعجة و أوضاعاً غير مريحة حيث قام طفلهم برفض مشاركة لعبته مع الطفل آخر في الملعب أو أثناء موعد اللعب.
و كثيراً ما نجلس هناك ونحاول إقناع طفلنا بالتخلي عن الشيء الذي كان يستمتع به لأن طفلاً آخر أبدى اهتمامه به.
و لكن : لماذا نقوم بهذا؟
إن أحد مبادئ تعليم الطفولة المبكرة هو تعليم الأطفال اللعب مع الآخرين بشكل جيد ، و الذي يفترض العديد من الآباء أنه يعني تعليم أطفالهم المشاركة. و لكن ، ما الهدف من تعليم أطفالنا المشاركة؟
و هل نعتقد أن تعليم أطفالنا للمشاركة، سيساعدهم على الاندماج و الانسجام مع الآخرين ؟
و هل نريد تدريب أطفالنا على النمو ليصبحوا كرماء من خلال تلبية احتياجات الآخرين؟ أ
م لأننا نريد أن يرى الكبار الآخرون أننا نتبع المعايير الاجتماعية ، وللتأكد من أنهم لا يعتقدون بأننا آباء أنانيون أو مهملين؟
بالتأكيد أسئلة كثيرة في هذا الخصوص ، سنحاول الإجابة عن جوهر الموضوع.
من المعلوم أنه و خلال سنوات التكوين الأولى ، يتعلم الأطفال كيفية تلبية احتياجاتهم الخاصة.
حيث تعتبر مفاهيم من مثل المشاركة والإقراض والاقتراض أموراً معقدة للغاية بحيث لا يستطيع الأطفال الصغار فهمها.
إذ أن الأطفال الصغار لا يزالون في مرحلة عمرية لم يصلوا فيها إلى تطوير مسألة التعاطف بعد و لا يمكنهم رؤية الأشياء من منظور طفل آخر.
لذلك فإن إجبار طفلك على المشاركة لا يعلم المهارات الاجتماعية التي نريد أن يتعلمها الأطفال الصغار ؛ و بدلاً من ذلك ، فقد يرسل العديد من الرسائل التي لا نريد إرسالها ، وقد يزيد في الواقع ذلك من عدد المرات التي ستُدخل الأطفال الصغار في نوبة غضب.
فرض المشاركة يعطي رسالة خاطئة :
وفقاً للدكتورة لورا مارخام Laura Markham من موقع Ahaparenting.com ،فإنه و بدلاً من تعليم الأطفال التحدث عن أنفسهم ، فإن المشاركة القسرية ستعلمهم بالفعل بعض الدروس الخاطئة ، مثل:
البكاء بصوت عالٍ سيساعد الطفل في الحصول على ما يريد.
الآباء مسؤولون عن الأشخاص الذين سيحصلون على أشياء معينة ومتى يحصلون عليها.
يجب على الأطفال دائماً مقاطعة ما، أو التوقف عما يعملون عليه و ذلك من أجل إعطاء شيء لطفل آخر لمجرد أن الطفل الآخر يسأل.
بالتأكيد إن هذه ليست هي الرسائل التي ننوي تقديمها لأطفالنا ، ولكن للأسف ، و عندما يتم إجبار الطفل على المشاركة ، فإن هذا هو في الغالب ما يستقبله الأطفال و يستوعبونه .
زود طفلك بالأدوات :
ما الذي يمكن أن يفعله الآباء بدلاً من إجبار أطفالهم على المشاركة؟
تقول د. ماركام Markham أنه يجب إعطاء الأطفال الأدوات اللازمة للتعامل مع هذه المواقف ، ومن واجبنا كأبوين توفير هذه الأدوات.
فالهدف هو أن يلاحظ طفلنا متى يرغب الطفل الآخر بدوره أن يلعب بشيئ يلعب هو به ، و أن تضمن أن يحصل الطفل على شيئ آخر في المقابل .
و عندما يكون لدى طفل آخر عنصرأو شيء يريده طفلنا ، فإننا نأمل أن يتمكن طفلنا من التحكم في دوافعه وليس مجرد الاستيلاء على العنصر ، لذلك يجب علينا أن نقدم مثالاً يحتذى به في الصبر .
كما أننا نأمل أن يستخدم طفلنا كلماته لحل الموقف مع الطفل الآخر حتى يتمكن من اللعب بالعنصر أو الشيء في المستقبل.
لذلك يجب أن نزوده باللغة المناسبة.
تعليم الأطفال الدفاع عن أنفسهم :
إننا، و من خلال تعليم الأطفال استخدام كلماتهم ، و الدفاع عن أنفسهم ، و التوصل إلى تفاهم معين من أجل الأشياء مع الأطفال الآخرين أو حل مشاكلهم مع الأطفال الآخرين ، نقوم بتعليمهم مهارات حياتية مهمة.
إذ أن الأطفال لا يحتاجون إلى إخبارهم أن وقتهم انتهى وهم لا يحتاجون إلى مشاركة ألعابهم مع الآخرين على الفور.
أما إذا كان الكبار يتدخلون دائماً أو يضعون حدوداً ، فسيفقد الأطفال القدرة على التعلم من التجربة.
و ذلك لأن الأطفال يحتاجون إلى تعلم كيفية التحدث عن أنفسهم بطريقة لطيفة ومحترمة.
شجع التنظيم الذاتي :
من الأهمية بمكان أن يكون الأطفال قادرين على اللعب بحرية ، وأن يشعروا بالرضا من خلال تجربتهم ، ومن ثم أن يكونوا قادرين على تسليم اللعبة عند الانتهاء.
حيث تشجع هذه الطريقة التنظيم الذاتي والانضباط الذاتي والقدرة على معرفة متى يشعر المرء بالرضا.
كما أنه يعزز الكرم.
كما أن ذلك سيجعل الأطفال يستمتعون بجعل الأطفال الآخرين سعداء ، و عندما يكونون قادرين على القيام بذلك في وقتهم الخاص و ليس عندما يضطرون ، سيتعلمون كيف يكونون طيبين و معطائين.
لذلك يجب عليك تعليم طفلك كيفية طلب دور ، و كيفية الانتظار ، و كيف أن التناوب في نهاية المطاف هو عبارة عن تجربة تعليمية.
و من الأهمية بمكان معرفة أنه، و عندما لا يتم إجبار الأطفال على المشاركة ، ستكون النتيجة النهائية هي ذلك الطفل الذي يتعلم الصبر و التعاطف
و ذلك الطفل الذي يكون قادراً على التعامل مع المواقف الأكثر تعقيداً عاطفياً عندما يكبر .
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
توجيه طفلك : 5 أخطاء يرتكبها الآباء عند توجيه أطفالهم
توجيه الأطفال : كيف تجعل أطفالك يستمعون و يستجيبون من توجيهك الأول؟
الإكتئاب لدى الأطفال أو المراهقين وما المساعدة التي يجب تقديمها