الأطفال
هذا هو المبرر العلمي وراء كره الأطفال للأطعمة الخضراء ( الخضروات )

إذا كان الآباء يعرفون كيفيه التعامل مع تلك المشكلة.. فسوف يكون من السهل تعليم الأطفال الصغار حب الخضروات.

إن الفلسفة الغذائية للأطفال بسيطة: إذا لم يستمتعوا بتناول الطعام فلن يأكلونه..

و هو ليس النهج الذي يترك مجالاً للحجج حول فوائد الخضروات – الكثير من مشاعر الإحباط تتملك أولئك الآباء والأمهات، الذين يحاولون دعم أطفالهم بنظام غذائي متوازن، فهم يجدون أنفسهم يزيلون القرنبيط الذي لم يتناوله أطفالهم من الحوض أو يجمعون البازلاء من زوايا المطبخ.

و قد تبدو أن مساءلة الرضا عن تناول الطعام أمر بالغ الصعوبة لمختلف الأعمار، ولكن وجدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يصعب إرضاءهم، يأكلون الخضروات باستمرار أقل من نظرائهم المنفتحين، فسنوات العمر الصغيرة -نسبياً- صعبة بشكل خاص حيث يطور الأطفال المزيد من الحكم الذاتي و يبدأون في الشعور بمشاعر قوية حول ما يوضع في صحن الطعام

و وفقاً لـ كلازين فان دير هورست Klazine van der Horst ، باحث التغذية في بيرن جامعه العلوم التطبيقية University of Applied Sciences في سويسرا "فإن كل الأطفال يمرون بنوع من مرحلة الأكل صعبة الإرضاء في سن الثانية".

و ربما قد يبدأ جزء من المشكلة عند الولادة، و يقول بولين ايميت Pauline Emmett ، عالم التغذية في جامعة بريستول University of Bristol ، إن من طبيعة الأطفال الانجذاب نحو الأذواق الحلوة (مثل حليب الأم) والأطعمة المالحة التي يمكن أن تتحول في الفواكه والخضروات.

و بشكل خاص من الممكن أن تحتوي الخضروات ( الأغذية الخضراء) على ملاحظات مريرة، وبالتالي قد يكون هذا هو السبب -في كثير من الأحيان- في أن بيع الجزر أسهل من بيع اللفت.

و يضيف ايميت، يتم تعلم التقدير من النكهات الحامضة والمريرة مع مرور الوقت، ولكن بعض الأطفال قد يمانعون ذلك -بطبيعة الأمر- أكثر من غيرهم.

المسألة -ببساطة- جينية 

 و قد وجدت دراسة من جامعه إلينوي University of Illinois في اوربانا - شامباين عام 2017، أن اثنين من الجينات البديلة المرتبطة بتذوق النكهات المريرة كانت أكثر شيوعاً في مرحلة ما قبل المدرسة

و تقول ناتاشا تشونغ كول Natasha Chong Cole ، مؤلفة الدراسة الرئيسية ، وهي الآن باحثة تغذية في كلية بايلور للطب Baylor College of Medicine: أن "الجينات التي ترتبط بالذوق أو الإدراك الكيميائي قد تلعب دوراً في كيفية تناول الأطفال لطعامهم" ، والتي ينبغي أن توفر بعض الراحة للآباء والأمهات.. فهي ليست غلطتهم!.

تفاقم المشكلة سببها الآباء

و في الوقت نفسه ، تضيف  تشونغ كول ، أن الكثير من البحوث أظهرت أن الآباء يمكن أن يكونوا وراء تفاقم حالة صعوبة إرضاء الطفال اتجاه الطعام.

و يمكن اعتبار أكبر مشكلة -في هذا السياق- هي الضغط علي الأطفال لتناول الطعام الموجود أمامهم، وقد ربطت الدراسات السيطرة علي السلوكيات وقت الطعام ، بما في ذلك:

  • تشجيع الأطفال علي تناول الطعام أكثر 
  • واستخدام الغذاء كمكافأة، للطعام الذي من الصعب إرضاءه. 

و بالطبع ، فإن الآباء قد يضغطون علي أبنائهم لأنهم يرفضون عشائهم ولكن البحث يشير إلى "حلقة مفرغة" و قد "يصعب إرضاء الأطفال في تناول طعامهم، و يقدم الآباء رشوة لهم لتناول الطعام ؛ وبالتالي يتعلم الأطفال أن يكرهوا الوجبات" كما تؤكد تشونغ كول ذلك.

وقد أيدت دراسة لآلاف الأسر في المملكة البريطانية هذه الفكرة، إذا كان اختيار الطفل في عمر الـ 15 شهراً- وإذا قالت والدة الطفل بأنها قلقة جداً حول هذا الأمر- فإن الطفل لديه فرصه أكبر بكثير في أن يكون "من الصعب إرضاءه " في سن الثالثة مما لو كانت الأم لم تكن قلقة بشأن عادات الأكل في وقت سابق.

بالإضافة إلى ذلك فلم تجد الدراسات أدلة ثابتة على أن الطعام الصعب الإرضاء يؤثر على نمو الطفل على المدى الطويل، و تقول كول: "إنهم لن يتضوروا جوعاً"، وتضيف أنه في حالات نادرة ، يكون لدى الأطفال مثل هذا الطعام المقيد الذي تحتاج عائلاتهم إلى المساعدة من الطبيب ، ولكن الأطفال الذين يعانون من الانتقاء سيتفوقون عليه بشكلٍ عام.

لا تضغط على طفلك، ولا تستسلم له حتى يصل الأمر لصنع جبنة مشوية بدلاً من ذلك ، وبالتأكيد لا تقم برشوه بالحلوى.

إن طفلك قد يكون أيضاً أقل إرضاء مما تعتقد.. 

وجدت دراسة أجريت على الأطفال الرضع الصينيين والأطفال الصغار أن أوصاف الآباء والأمهات لعاداتهم الغذائية الصعبة لا تتطابق مع الواقع ، و أن وصف الأطفال بأنه من الممكن إرضاءهم بقدر الأطفال غير أولئك الأطفال الصعب إرضاءهم.

 ,يقول فان دير هورست: "غالباً لا توجد فروق واضحة في مأخذ المغذيات" بين الأكلات التي يقال أنها صعبة الإرضاء أو العكس، فليس لدينا حتى تعريف موضوعي للأكل الصعب إرضاءه حيث تعتمد معظم الدراسات علي تصورات الوالدين.

و بغض النظر عن كيفية اختيار طفلك حقاً ، يقدم الخبراء المشورة لتشجيع الأطفال على تناول الطعام على نطاق أوسع- بما في ذلك الخضروات.

و بمجرد أن يبدأ الأطفال الرضع في تناول الأطعمة الصلبة ، حوالي ستة أشهر ، يجب عليك أن تعرضهم لمجموعه متنوعة من الأذواق و مجموع ة مختلفة من قوامات الأطعمة. يقول إيميت: "لا تقلق إذا ظهرت على وجوه أطفالك الصغيرة علامات الاقتضاب كرد فعل ، و يمكن أن يجعل الانتظار -بضعة أشهر- لإعطاء الأطفال الفواكه والخضار، من الصعب بالنسبة لهم أن يتعلموا مثل تلك النكهات.

إشراك الأطفال في اختيار الخضروات

عندما يصبح الأطفال أكبر سناً ، اسمح لهم بالمشاركة والمساعدة في اختيار الخضروات من محل البقالة ، ويقول فان دير هورست إنها فكرة جيدة لإشراكهم في اختيار وصفات وإعداد الطعام والحد من الوجبات الخفيفة لضمان أن طفلك ياتي إلى طاولة الطعام جائع.

أما في أوقات الوجبات ، وكلما كان ذلك ممكناً ، اجلس مع طفلك وتناول نفس الطعام الذي تريد أن ياكل طفلك منه، "فلا يمكنك أن تتوقع منهم أن يتعلموا كيفية تناول الطعام بشكلٍ صحيح إذا لم يكن لديهم أي مثال أمامهم"  كما يقول ايميت.

و ذلك تؤكد كول: "عائلة واحدة ، وجبة واحدة" ، يجب أن ياكل الجميع نفس الشيء ". إذ أنه يمكنك جعل وجبات الطعام مناسبة لطفلك من خلال البدء بالأجزاء الصغيرة وتقديم اختيار واحد ، مثل اثنين من الخضروات بدلاً من واحدة.

و إذا كان طفلك ليس من محبي ما قمت بإعداده ، فحاول أن لا تجتهد، و قد يستغرق الأمر عشرات المرات أو أكثر من عرض الطعام قبل أن يرغب الطفل في تناوله.

و تقول كول.. في هذه الاثناء ، لا تضغط على أطفالك، ولا تستسلم لهم حتى يصل الأمر لصنع جبنة مشوية بدلاً من ذلك ، وبالتأكيد لا ترشوهم بالحلوى.

وتقر كول بأنه قد يكون من السهل على الباحثين إملاء قواعد الأكل عندما لا يكون لديهم أطفال.

أما الآن وقد أصبح لديها (كول) طفل يبلغ من العمر 16 شهراً في المنزل ، فإنها تؤكد أن لديها تقديراً أعمق لما يواجهه الآباء: "فعندما تصلون إلى الخنادق ، سيكون الأمر صعباً للغاية". 

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن