عزز مزاجك و صحة قلبك برسم الابتسامة على مُحياك.
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط الشديد، و تشعر بالرغبة الشديدة في صك أسنانك حاول أن ترسم ابتسامة على شفتيك، بدلاً من ذلك.
إذ ان الدراسات تشير إلى أن الابتسام ليس جيداً لك من الناحية النفسية فحسب ، بل إنه مفيدٌ من الناحية الفيزيولوجية أيضاً.
و من المثير للدهشة أن الابتسامة لها سر خاص ،فيمكن أن تجلب لك فوائد صحية حتى لو لم تكن نتيجة للسعادة.
فقد شرع فريق من علماء النفس من جامعة كانساس University of Kansas لاكتشاف ما إذا كانت حالة وجهك في وضع مبتسم يمكن أن يقلل من التوتر.
و في دراستهم التي نشرت في مجلة علم النفس journal Psychological Science ، أراد الباحثان سارة بريسمان Sarah Pressman و تارا كرافت Tara Kraft اختبار القول المأثور القديم "فقط ابتسم و لا تشتكي" لتحديد ليس ما يجعل الشخص يبتسم ، و لكن ما يمكن أن تفعله الابتسامة ، من فوائد صحية كثيرة ، بمجرد رسمها على الشفاه.
مجريات البحث
تم تحديد مجموعة من المواضيع من خلال بضع مهام مختلفة معروفة بأنها مثيرة للتوتر ، بما في ذلك تبع لعبة باليد بدون التحكم الجيد باليدين، و إغراق اليد في وعاء من الماء المثلج لمدة دقيقة.
و قد قام المشاركون في الدراسة بأداء المهام بثلاث طرق مختلفة: بدون ابتسام ، مع ابتسامة معتدلة، و اخيراً مع ابتسامة عريضة.
و كل ذلك أثناء حمل عود طعام بين الأسنان حسب تعليمات الباحثين. و قد تم إعطاء أعطى عود الأكل طريقة لتوحيد تعبيرات الوجه ، لمقارنتها و لخلق ابتسامة مصطنعة.
الابتسامة العريضة ، أو ما يسمى بابتسامة دوتشين Duchenne smile - سميت على اسم طبيب الأعصاب الفرنسي الذي وثق تعابير الوجه في ستينيات القرن التاسع عشر - لا تجذب العضلات حول الفم فحسب ، بل حول العين أيضاً.
و قد تم تدريب الأشخاص الذين يبتسمون دوتشين على إشراك تلك العضلات أيضاً ، على الرغم من عدم مطالبهم صراحة بالابتسام.
نتائج الدراسة و ما وجده الباحثون
تم قياس مستويات التوتر بطريقتين: من خلال أخذ قياسات معدل ضربات القلب و سؤال الأشخاص عن مدى التوتر الذي يشعرون به أثناء أداء المهام الصعبة.
و قد أفاد جميع المشاركين ، بغض النظر عن تعبيرات الوجه ، أنهم يشعرون بنفس الدرجة من التوتر أثناء المهام. و لكن ما اختلف هو مدى سرعة عودة معدل ضربات قلب المجموعات المختلفة إلى طبيعتها:
إذ أنه استغرق معدل ضربات القلب للأشخاص الذين يعانون من تعبير محايد (بدون ابتسامة) وقتاً أطول للتعافي.
في حين تعافى معدل ضربات قلب الأشخاص في المجموعة ذات الابتسامة العريضة بشكل أسرع ، و كان أولئك الذين لديهم ابتسامة معتدلة أو ما يسمى بابتسامة قياسية بينهم ، لا يزالون يعانون من تحسن معدل ضربات القلب أفضل من أولئك الذين لديهم وجه محايد.
و تدعم هذه النتائج دراسات سابقة، و التي وجد فيها الباحثون الذين استخدموا أقلام الرصاص للتلاعب بتعبيرات الوجوه برسمها بوجوه كرتونية أكثر مرحاً، عندما تكون وجوههم في حالة وضع مبتسم، بالمقارنة مع حالة الوجوه عندما كانت تعابيرها محايدة.
و تستشهد كلاً من بريسمان و كرافت أيضاً بالبحث السابق الذي وجد أن مناطق مماثلة من الدماغ تبدو نشطة ، سواءً أكانت الابتسامة عفوية (نتيجة لمشاعر جيدة) ، أو إذ تم رسمها (على الوجه) عن قصد ، دون تلك العواطف.
سواءً أكانت الابتسامة عفوية، أو إذ تم رسمها على الوجه ، دون تلك العواطف، لها تأثير حيوي على الدماغ.
تصنَّع الابتسامة حتى تصبح حقيقية
إذ كنت تتظاهر بالسلوك السعيد ، فهل ستشعر بتوتر أقل؟ إن الأمر يعتمد على أشياء كثيرة.
يكشف البحث المنشور في عام 2007 في مجلة علم نفس الصحة المهنية Journal of Occupational Health Psychology أن الموضوعات في محاكاة مركز اتصال خدمة العملاء الذين قيل لهم أنهم متحمسون و يخفون الإحباط كانوا أكثر استنفاداً، و ارتكبوا المزيد من الأخطاء في الوظيفة.
و يستشهد المؤلفون بتكلفة الطاقة التي يشعر بها العمال الذين يحاولون التظاهر بالمشاعر، عندما لا يكونون كذلك.
و على الرغم من ذلك ، يكتب الباحثون أن التركيز على الأفكار الإيجابية أو إعادة تقييم موقف صعب يمكن أن يساعد في تحسين المشاعر بمرور الوقت.
إن التزييف "المتعمق" للشعور بالسعادة أمر مرهق، و لكن التركيز على الإيجابيات يمكن أن يؤدي في النهاية إلى نظرة أكثر إيجابية.
ومن ناحية أخرى، و كما تؤكد بريسمان، فقد يكمن المفتاح -لتخفيف التوتر- في المدة التي يستمر فيها الوضع المثير للتوتر.
تقول بريسمان: "إن الابتسام ليس علاجاً لكل نوع من أنواع التوتر ، خاصة بالنسبة للضغوط طويلة المدى"
مثل التعامل بشكل متكرر مع العملاء العدائيين أو الأشخاص الصعبين الآخرين ، و لكنه قد يوفر الراحة "للضغوط القصيرة والحادة ، و قد يعمل -فقط- لفترات قصيرة، أو يمكن أن يكون ترياق لمزاج سلبي عابر ".
لذا في المرة القادمة التي تكون فيها عالقاً في ازدحام مروري، أو أن الشخص الذي أمامك في طابور التسوق يستغرق وقتاً طويلاً ، فكر في الابتسام و برسم بسمة عريضة على وجهك. فقد يجعلك ذلك تشعر بتحسن، و ربما سيخفض معدل ضربات قلبك أيضاً.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
كيف تخلق السعادة : تصنَّع الابتسامة حتى تصبح حقيقة