السعادة : كيف يمكنك أن تكون سعيداً ؟

لقد قضى علماء السلوك الكثير من الوقت في دراسة السعادة happiness ، و ما يجعلنا سعداء (و ما لا يفعل ذلك).

فنحن نعلم أن السعادة يمكنها التنبؤ بالصحة و طول العمر و يمكن استخدام مقاييس السعادة  لقياس التقدم و التطور الاجتماعي، و نجاح السياسات العامة.

و لكن السعادة ليست شيئاً يحدث لك فقط. فكل شخص لديه القدرة على إجراء تغييرات صغيرة في سلوكنا ، و محيطنا و علاقاتنا، و التي يمكن أن تساعد في وضعنا في مسار حياة أكثر سعادة.

انطلق من العقل

غالباً ما تأتي السعادة من الداخل. عليك أن تتعلم كيفية ترويض الأفكار السلبية و التعامل معها كل يوم بطريقة أكثر تفاؤلاً.

التغلب على التفكير السلبي

يميل جميع البشر إلى أن يكونوا أكثر استجابة للتجارب السيئة أكثر من التجارب الإيجابية.

إنه تكيف تطوري – إذ أن الإفراط في التعلم من المواقف الخطيرة أو المؤلمة التي نواجهها خلال الحياة (التنمر ، الصدمات ، الخيانة) يساعدنا على تجنبها في المستقبل، و يساعدنا في التفاعل بسرعة في الأزمات.

و لكن هذا يعني أن عليك العمل بجد أكبر لتدريب عقلك على التغلب على الأفكار السلبية. 

إليك الطريقة:

• لا تحاول إيقاف الأفكار السلبية: إن إخبار نفسك بأنه "يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا" ، يجعلك تفكر في الأمر أكثر و أكثر. و بدلًا من ذلك ، امتلك مخاوفك. و عندما تكون في حالة من الأفكار سلبية ، اعترف بذلك. على سبيل المثال "أنا قلق بشأن المال." "أنا مهووس بالمشكلات في العمل".
• عامل نفسك كصديق: عندما تشعر بالسلبية حيال نفسك ، اسأل نفسك عن النصيحة التي قد تقدمها إلى صديق يشعر بمشاعر سلبية، و الآن حاول تطبيق هذه النصيحة لك.
• تحدَّ أفكارك السلبية: التساؤل السقراطي هو عملية تحدي الأفكار اللاعقلانية و تغييرها. تظهر الدراسات أن هذه الطريقة يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب. و الهدف من ذلك هو نقلك من عقلية سلبية ("أنا فاشل") إلى عقلية أكثر إيجابية ("لقد حققت الكثير من النجاح في مسيرتي. هذه مجرد نكسة واحدة و ستنتهي، و أنا أستطيع أن أتعلم منها و أن أكون أفضل. ").

 إليك بعض الأمثلة على الأسئلة التي يمكنك طرحها على نفسك لتحدي التفكير السلبي.

في البداية ، اكتب أفكارك السلبية ، مثل "أواجه مشاكلاً في العمل و أنا هنا أريد الجواب من خلال قدراتي".

• ثم اسأل نفسك: "ما هو الدليل على هذه الفكرة؟"
• "هل أنا اعتمد  على حقائق؟ أم على مشاعر؟ "
• "هل من الممكن أنني أسيء تفسير الموقف؟"
• "كيف يمكن للآخرين أن ينظروا إلى هذا الوضع بشكل مختلف؟
• "كيف يمكنني مشاهدة هذا الموقف إذا حدث لشخص آخر؟"

و  خلاصة القول: يحدث التفكير السلبي لنا جميعاً ، و لكن إذا أدركنا ذلك و تحدينا هذا التفكير ، فنحن نتخذ خطوة كبيرة نحو حياة أكثر سعادة.

التنفس المتحكَّم به

لقد بدأ العلم للتو في تقديم دليل على أن فوائد هذه الممارسة القديمة حقيقية و لها نتائج مهمة.

فقد وجدت الدراسات ، على سبيل المثال ، أن ممارسات التنفس  يمكن أن تساعد في الحد من الأعراض المرتبطة بالقلق و الأرق و اضطراب ما بعد الصدمة و  الاكتئاب واضطراب ضعف الانتباه.

و لعدة قرون استخدم اليوغيون التحكم في التنفس، لتعزيز التركيز و تحسين الحيوية. و للعلم فقد دعا بوذا إلى تأمل التنفس breath-meditation كوسيلة للوصول إلى التنوير enlightenment.

أعد كتابة قصتك

إن الكتابة عن النفس و عن التجارب الشخصية - ثم إعادة كتابة القصة - يمكن أن تؤدي إلى تغييرات سلوكية و إلى تحسين السعادة.

 و نحن نعلم بالفعل أن الكتابة التعبيرية يمكن أن تحسن اضطرابات المزاج و تساعد على تقليل الأعراض بين مرضى السرطان ، من بين الفوائد الصحية الأخرى.

و تشير بعض الأبحاث إلى أن الكتابة في مذكرة شخصية لمدة 15 دقيقة في اليوم يمكن أن تؤدي إلى تعزيز السعادة و الرفاهية العامة ، و يعود ذلك جزئياً إلى أنه يسمح لنا بالتعبير عن عواطفنا ، و أن نكون واعين بظروفنا و نحل صراعاتنا الداخلية. 

و يمكنك اتخاذ الخطوة التالية و التركيز على تحدٍ معين تواجهه في حياتك، و تبدأ بكتابة هذه القصة و إعادة كتابتها.

و بالتأكيد فلدينا جميعاً رواية شخصية تشكل رؤيتنا للعالم و رؤيتنا لأنفسنا. و لكن في بعض الأحيان لا يتحدث صوتنا الداخلي بشكل صحيح.

و بالفعل من خلال كتابة قصصنا الخاصة ثم تحريرها ، يمكننا تغيير تصوراتنا لأنفسنا، و يمكننا أيضاً تحديد العوائق التي تقف في طريق رفاهنا الشخصي. 

إليك تمرين على الكتابة:

1. اكتب قصة مختصرة عن تجربتك في الحياة (ربما تجربة محددة). على سبيل المثال "لدي مشاكل مالية"، أو "أجد صعوبة في تكوين صداقات في مدينة جديدة" أو "لن أجد الحب أبداً" أو "أنا أتقاتل مع زوجي".

2. اكتب الآن قصة جديدة من وجهة نظر مراقب محايد ، أو مع نوع التشجيع الذي تقدمه لصديق.

• بالتأكيد يشكل المال تحدياً ، و لكن يمكنك اتخاذ خطوات لتكون بحالة مادية جيدة.

• نحن نعلم جميعاً أن معظم الناس يكافحون في عامهم الأول لدى وصولهم لمدينة جديدة... خذ بعض الوقت.. و انضم إلى بعض المجموعات الموجودة في المدينة.

• لا تركز على إيجاد الحب، و إنما ركز على مقابلة أشخاص جدد و استمتع بالعلاقات الجديدة، و بالتأكيد سيتبع الحب ما بدأت به.

• نعم جميع الأزواج يتجادلون... نعم هذا ما يبدو عليه وضعك كمراقب محايد.

تظهر العديد من الدراسات أن الكتابة و إعادة كتابة القصة، يمكن أن تخرجك من عقليتك السلبية و تدفعك باتجاه نظرة أكثر إيجابية للحياة.

يقول جيمس بينيباكر James Pennebaker، أستاذ علم النفس في جامعة تكساس ، و الذي كان رائداً في الكثير من الأبحاث حول الكتابة التعبيرية:

"إن الفكرة هنا هي جعل الناس يتصالحون مع من هم ، و إلى أين يريدون الذهاب". و يضيف "أنا أفكر في الكتابة التعبيرية كتصحيح لمسار الحياة".

استمر بالحركة و التقدم

عندما ينهض الناس و يتحركون ، و لو قليلاً ، فإنهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة مما كانوا عليه عندما يكونوا ساكنين.

لقد وجدت دراسة تعقبت حركة و حالة مستخدمي الهواتف المحمولة أن الأشخاص أبلغوا عن أقصى درجات السعادة إذا كانوا قد تحركوا في الدقائق الـ15 الماضية مما كانوا عليه عندما كانوا جالسين أو مستلقين، و لم يكن ذلك من خلال نشاطٍ مجهد

و لكن مجرد المشي و الحركة البسيطة تركتهم في مزاج جيد. و بالطبع ، لا نعرف ما إذا كان الحركة يجعلك سعيداً أم أن الأشخاص السعداء يتحركون أكثر ، و لكننا نعلم أن المزيد من النشاط يسير جنباً إلى جنب مع صحة أفضل و سعادة أكبر.

تدرب على التفاؤل

إن التفاؤل هو جزء وراثي ، جزء تم تعلمه. حتى لو ولدت في عائلة مكتئبة ☹، فلا يزال بإمكانك العثور على شعاعك الداخلي. و بالتأكيد فالتفاؤل لا يعني تجاهل حقيقة الوضع الصعب. 

و بالفعل بعد فقدان الوظيفة ، على سبيل المثال ، قد يشعر الكثير من الناس بالهزيمة و يفكرون ، "بأننا لن نتعافى من هذا أبداً".

و من وجهة نظر المتفائل فهو يعترف بالتحدي بطريقة أكثر تفاؤلاً ، قائلاً ، "سيكون هذا صعباً ، و لكنها فرصة لإعادة التفكير في أهداف الحياة، و العثور على عمل يحقق السعادة حقاً".

و بالتأكيد فالتفكير في الأفكار الإيجابية و إحاطة النفس بالأشخاص الإيجابيين يساعد حقاً.

و يمكن أن يكون التفاؤل ، مثل التشاؤم ، معدياً، لذا حدد وقتاً للتسكع مع المتفائلين.

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

السعادة – لويز هاي

كيف تجد السعادة ؟

كيف تصنع السعادة ؟ سبع طرق صادقة لخلق حياة أكثر سعادة