النزاهة هي تلك الأرضية الصلبة التي يقف عليها الإنسان وهي الأساس المتين للكيان الداخلي..
ما هي النزاهة؟
حسناً ، لو أنني سألت قلبي وروحي عن مفهوم النزاهة ،لأجابا أنها هي الأرض الثابتة التي يقف عليها الإنسان ، وهي الأساس المتين لكيانه الداخلي.
ولا يمكن أن تكون النزاهة شيئاً يمكن تحقيقه، وإنما هي صفة يجب أن يطورها الفرد من خلال التعلم التجريبي والحكمة.
كيف يكون الشخص نزيهاً؟
أن تكون شخصاً يتمتع بصفة النزاهة يعني أن تعلم أن قوانين الطبيعة وقوانين الحياة لن تفلت منك، وأنك - في الوقت نفسه - لا يمكنك التغلب عليها.
وأن تعلم الوصول إلى النجوم في فضاء من الكرامة والحقيقة والاعتراف بالذات، عليك أن تعرف ذلك فقط. وإنه مثل تعلم التعرف على الحقيقة وعلى الأكاذيب،
فبمجرد أن تعرف تلك القوانين والأمور حينها ستدرك كيف يكون الشخص نزيهاً.
إن النزاهة هي عملية لبناء الشخصية، ويجب على المرء أن يمر بها في حياته وفي دروس الحياة وفي ظروف الحقيقة الواضحة.
وبالتأكيد فإن هناك من الناس من يفهم معناها بشكل أسرع، في حين أن البعض الآخر يستغرق حياته بكاملها للوصول إليها.
ولكن النزاهة موجودة هناك -دائماً- في القلب والروح في الأعماق.
إنه أمر مخيف للبعض، وغامض للآخرين أن يكون المفهوم ( النزاهة) جزءاً من "الذات" ؛ والذي يشمل العقل والجسد والروح والقلب.
وأنا أعتقد أن النزاهة هي العمود الفقري (الأساس) لأي عملٍ تجاري أو أي مشروعٍ ناجحٍ.
ولا يعني ذلك أنه لا يمكن لأي شخص الوصول إلى القمة دون تمتعه بالنزاهة، ولكن هذه النجاحات تعتبر صغيرة نسبياً، فحتى لو كنت قد حصلت على راتب من ست خانات، فمن سيهتم؟
إذا لم يتم بناء العمود الفقري (الأساس) لعملك على أساس من الأرضية الصلبة وإحداها النزاهة سواء في هذا العمر أو في المستقبل فستتحمل عبئاً ثقيلاً.
و إذا نحيّت الأشخاص جانباً في سعيك لتحقيق النجاح، فستتحمل عبئاً ثقيلاً، وإذا لم تكن جديراً بالثقة وصادقاً في مساعيك فستتحمل عبئاً ثقيلًا سواءً،
أأدركت ذلك أم لم تدركه. لأن علامة نجاح المرء هي في مسائل القلب والروح، وليست في الراتب المكون من ست خانة أو خانة واحدة.
وبالطبع يتم قياس علامة النجاح من حيث القيمة والجدارة، وليس بالمقدار المادي و النقدي.
ووفقاً لقاموس كامبردج للغة الإنجليزية Cambridge English dictionary فإن النزاهة تعني
" أن تتحلى بسمة الصدقhonest وأن يكون لديك مبادئ أخلاقية قوية ترفض أن تغيرها"
وعلى الرغم من أن الكثيرين قد كذبوا بأمور هم أصلاً يعرفون بأنها خطأٌ سعياً منهم للوصول إلى مراكز السلطة, فإن هذا الشيء لم أستوعبه أبداً.
لأنني أعتقد أنه في مرحلة ما في حياة الشخص سيدرك تماماً هذا التضليل وعدم النزاهة، وربما في حياة أخرى من يعرف؟
ولكن فقدان ضمير الإنسان في أمور العالم المادي لا معنى له ولربما سأضيف أيضاً أنه غير مناسبٍ.
إن المزاوجة بين عوالم الروحانية والفلسفة والمشاريع الحقيقية في العالم، سواء أكانت سياسية أو مشاريع تجارية،
فإن النزاهة تتيح للمرء إدراك الإنجاز والنجاح باستخدام متغيرات مختلفة عن القضايا العادية.
لأنه كما أشرت من قبل يمكنك تطوير كفاءتك لرؤية آثار خيانة الأمانة، وخيبة الأمل أثناء البحث عن معاني أعمق من أي طرفٍ للكسب أو السعي.
و يقول المؤرخ ثيودور روزفلت (الرئيس الأمريكي) Theodore Roosevelt - وقد كان خطيباً مهماً وكاتباً منتجاً وفائزاً بجائزة نوبل للسلام أيضاً - رأيه بخصوص النزاهة (عند سؤاله عن ذلك) يقول روزفلت
"ما لم يكن المرء سيداً في روحه، فإن جميع أنواع السيادة الأخرى لا تكاد تذكر"
(ليديز هوم جورنال Ladies’ Home Journal, January 1917 ، يناير 1917 ).
لذلك يمكن القول أن النزاهة هي الأساس الذي تقوم عليه كل الأشياء الدائمة. و بالتأكيد، فمن الممكن أن يكون المنزل بجوار الشاطئ تملؤه الرفاهية والرومانسية،
ولكن في نهاية المطاف سيبدأ هذا الأساس في التلاشي أو التصدع من الداخل، و كذلك هي خيانة الأمانة.
وإذا لم يتم بناء الصدق والنزاهة في الأساس الذي يقوم عليه الإنسان، فهناك القليل جداً من الأشياء التي يمكنه فعلها.
هنا بالطبع نحن نتحدث مجازياً، لأن الإنسان (هو أو هي) قد يدير العالم.
لكن الفراغ الموجود في داخله والذي يفتقر إلى النزاهة هو الثمن الذي يتعين عليه دفعه، سواء في نهاية حياته أو أثنائها، أو إذا كنت تؤمن، فربما في الحياة اللاحقة.
لذا ما الذي يتعين على المرء فعله لكي يكون شخصاً يتمتع بالنزاهة؟
لا شيء...
وكل شيء.
إن أرواحنا تعرف مسبقاً بأننا قد ولدنا بهذه الطريقة إلا أننا مشروطون من خلال الحياة للاعتقاد أو التفكير بطريقة أخرى.
وكما هي طبيعة الحياة ، فإن المرء يتعرف على الحقائق "الداخلية" الطويلة في الحياة، إما عند نهاية حياته أو أثناؤها، ويعتمد ذلك فعلياً على الفرد نفسه.
في اعتقادي أننا خلقنا لأن نكون أفراداً نتمتع بالنزاهة.
إن أنظمة القيمة Value Systems لدينا لا علاقة لها مع هذا الموضوع، وبالنسبة لي مرة أخرى فأنه إذا لم تكن تلك الأنظمة مصحوبة بميزة في شخصية الفرد فإن النزاهة هي المفتاح.
ولربما قد أسألك سؤالاً جوهرياً:
ماذا لو كنتَ قد حققتَ كل شيء في قائمة أهدافك التي رغبت في تحقيقها في حياتك، فما الثمن الذي دفعته لقاء ذلك؟
هذا هو السؤال الذي يمكن للمرء أن يتوقع أن يطرحه على نفسه في نهاية حياته، وإن لم يكن ذلك بديهياً بما يكفي للتفكير طيلة حياة المرء.
إن النزاهة هي مفتاح النجاح.
- و هي ضرورية لجميع مكونات النجاح المخلصة، و بالتالي هذا الذي يهم تماماً.
- و النزاهة هي الغذاء للروح و بالتالي فإن كل شيء في خصوصها يعد مهماً.
و بالتالي تتمحور النزاهة حول ثلاثة جوانب مهمة من الذات:
- ما تقوله/ و ما تفكر به
- ما تشعر به / و تعتقده
- ما تفعله / و ما تقوم به
لذلك دع أفعالك و كلماتك و معتقداتك تعكس نزاهتك ؛ أي لابد للإنسان من أن يكون صادقاً و وفياً .
لأنه في نهاية المشوار، إذا أمكن للمرء أن يستلقي و يشعر بالرضا عما فعله، و كيف تصرف، و ما آمن به من قبل، فهذا يشير إلى علامة النجاح و الرضا.
فنحن كبشرٍ نتعرض لأقوى نقاط الضعف والتأثيرات وهذا جيد تماماً، و هذا معنى أن تكون إنساناً.
و لكن إذا لم تكن قد فكرت كثيراً في النزاهة في معادلة السعادة أو في جوهرها، أثناء تصرفاتك وأعمالك وكلماتك وأفعالك، فإنني سأطلب منك أن تفكر في ذلك.
فإن أعظم العقول قد خاطرت بالغوص إلى عمق النفس (القوة الداخلية)، فلماذا أنت لا تفعل ذلك؟
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
عقلية أفضل من أجل إنجاز العمل : القاعدة الذهبية للإنتاجية الحقيقية
تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟