إن ممارسة الامتنان لا يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة و الاطمئنان، و السلام و حسب، بل إنه ايضاً يساعدك على تحسين قدرتك على مشاركة هذا الحب و هذا السلام الداخلي مع الآخرين.
و بالفعل فإن الامتنان يعتبر طريقة سريعة لتحسين مزاجك و لتحسين جودة الحياة بشكلٍ سحري.
أن تكون شخصاً بالغاً مسؤولاً فإنه أمرٌ ليس بالجيد، و ربما يكون أمراً سيئاً.
عندما كنت شاباً صغيراً في الثلاثينيات من عمري ، بدأت أواجه المزيد و المزيد من المسؤولية التي كنت أتوق إليها -من قبل- بشكل مبالغ فيه.
و بالعودة إلى الطفولة ، فقد أتذكر شعوراً بالرحابة و السهولة في الحياة لم يكن الوقت فيها موجوداً.
فقد خلقت تلك الساعات التي أمضيتها في اللعب في الخارج و الركض في الجوار تجربة مزدهرة لم تعرف سوى أن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل من خلال صراخ معدتي أو غروب الشمس البرتقالي.
و على الرغم من أنني لم أدرك هذا الأمر على هذا النحو في ذلك الوقت ، في ذلك الجو الممتع و اللطيف ، و لكنني قد ذقت طعم الحرية وقتها.
أما الآن و بحكم عملي فإنني أتنقل من خلال قائمة المهام الخاصة بي،
و أشعر بالضغط و التوتر بخصوص أداء مهامي اليومية على مستوى عالٍ من الجودة كل يوم.
و للأسف أقوم بتحويل هذا السباق بشكل فعال إلى ماراثون.
لقد قللت هذه العقلية -بشكل تدريجي و ببطء- الوقت الذي أمضيه في السكون و الهدوء. و هذا ما يجعل ممارسة الامتنان أكثر أهمية بالنسبة لي.
فعندما تعتاد على الأداء على مستوى عالٍ ، فإنك تبدأ في التغاضي عن الأشياء الصغيرة التي تجعل حياتك تستحق العيش.
بالتأكيد لقد فشلتَ في تقدير النعم التي تجعل الماراثون يستحق الركض. و أنت بشكلٍ دائم تنسى أن تستمتع بكل لحظة مع أحبائك.
و أنك بدأت تشعر بأهمية الامتنان في التخلص من التوتر.
و يمكنك معرفة المزيد عن ذلك من خلال قراءة مقالنا فوائد تنمية الامتنان لتخفيف التوتر
إن التوقف للتأمل، و الشعور بالتقدير الحقيقي لملايين الأشياء التي تحصل بشكل جيد في حياتك اليومية، يعتبر أحد أهم الممارسات التي يمكنك القيام به بشكلٍ يومي.
و بالتأكيد فممارسة الامتنان لا يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة و السلام الداخلي فقط ، و لكنه أيضاً يحسِّن قدرتك على مشاركة هذا الحب مع الآخرين.
رد الجميل.. و قل شكراً.. و أعد الالتزام بقيم قلبك.
فيما يلي بعض التمارين التي يمكنك كتابتها أو إكمالها بصوت عالٍ. و يمكنك ايضاً استخدام كل تمرين كممارسة فردية أو يمكن دمج جميع التمارين السبعة في تمرين واحد.
فيما يلي 7 تمارين امتنان سهلة تجعل الجميع - حتى أكثر الناس تشاؤماً - يشعرون بالسعادة:
1. حدد 3 أشياء تشعر بالامتنان لها و أنك تقدرها في حياتك.
يمكن أن تستند هذه الأشياء على الماضي أو الحاضر أو المستقبل. فلا توجد فئة أو شيء كبير جداً أو صغير جداً لتقديره ، و لكن بالتأكيد، قد يكون من المفيد أن تكون محدداً.
2. حدد 3 أشياء تعتبرها أمراً مفروغا منه و لكنك في الواقع ممتنٌ و شاكرٌ جداً لها.
جميعنا لديه أشياء يأخذها كأمر مسلم به. و لكن قد جاء الوقت المناسب للتفكير و اكتشاف أيها أكثر قيمة لك. فبالنسبة لي ، و في هذه اللحظة ، إنها الصحة الجسدية.
3. حدد 3 أشياء تقدرها حول نفسك.
اختر أشياء ذات معنى كبير بالنسبة لك. يمكن أن يشمل ذلك شخصيتك ، أو صفاتك ، أو أفعالك ، أو أي شيء آخر مرتبط بك مباشرة.
4. حدد 3 أشياء تشعر بالامتنان لها حيال حاضرك - الآن – تجربتك الحالية.
كن هنا و الآن.. الآن ، ما الذي يمكن أن تقدره عن تجربتك؟ فكر في المحيط من حولك ، و الوقت الذي تقضيه من أجل صحتك ، و الكرسي الذي تجلس عليه ، و أي شيء يتعلق الآن.
5. حدد 3 أشخاص لهم أثر كبير و إيجابي في حياتك.
يمكن أن يكون هؤلاء مدربين أو موجهين أو أساتذة أو رؤساء أو أفراد عائلة أو أي شخص آخر. استحضر هؤلاء الناس في ذهنك و فكر في الكيفية التي احدثوا فيها فرقاً مهماً في حياتك.
6. اكتب رسالة شكر لهؤلاء الأفراد الثلاثة.
هناك طريقة مبهجة للشعور بالتقدير و هي التفكير في إرسال رسالة شكر.
إذ يمكنك كتابة رسالة فعلية، و إرسالها إذا أردت ، أو ببساطة أكتب رسالة و تخيل إرسالها لهؤلاء الأشخاص.
و لا تنسَ أن ترتبط أنت بهذا التقدير أثناء التفكير في رسالتك.
و لو أحببت الاطلاع على بعض عبارات الامتنان الملهمة فيمكنك قراء مقالنا 28 عبارة ملهمة عن الامتنان ستغير يومك.
7. حدد الشيء الأول الذي تقدره أكثر (بناءً على القائمة أعلاه) و اشعر به في قلبك.
الهدف الأساسي من هذه التمارين هو الشعور بها.
و إذا كنت تجد أحد التمارين السابقة ذو أثر كبير في نفسك و يبرز أكثر في شعورك - توقف و تنفس و تعمّق فيه.
و اسمح لهذا الدفء و الحب و التقدير و الامتنان أن يغسل قلبك و يلتف بهالته حولك.
و بالتأكيد سيؤدي القيام بهذه الممارسات البسيطة إلى زيادة الشعور بالامتنان الذي تشعر به. و هذا الشعور بالتقدير لا يحسن علاقاتك فحسب ، بل سيساعدك أيضاً على جلب المزيد من الحب إلى حياتك اليومية.
إن ممارسة الامتنان يمنحك طعماً من براءة الطفولة التي افتقدناها و نفتقدها جميعاً. إنه يساعدنا على إعادة الاتصال ، و لو للحظة ، بالمرح الذي غلف أيامنا في الشمس.
فكلما مارسنا الامتنان ، كلما ارتبطنا أكثر بالخالدين. بالمقدس. بالعميق. و برهبة أن نكون على قيد الحياة.
و للحظة فقط ، انسَ مسؤولياتك و تناغم مع قلبك. و بالفعل فإنه بدون التوقف لتقدير ما يصون حياتنا و يعطيها حيويتها ، سيصبح كل شيء عنصراً آخر في قائمة مهامك اليومية.
و بالتأكيد فالحياة هي أكثر بكثير من التزامات البالغين.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ما هو الامتنان ، ولماذا نمارسه ، وكيف نزرعه ؟