تشير دراسة جديدة على العلاقات الزوجية ، إلى أن الأزواج الذين يعربون عن الامتنان gratitude يكونون أكثر ارتياحاً لعلاقتهم.
تخيل أنك شرعت في مهمة لتكون أكثر امتناناً. فأنت هنا تدون بشكل مفصل عن الأحداث السعيدة في يومك ، و تقوم بتدريب عقلك على ملاحظة الإيجابيات بعناية.
و كذلك أنت تلاحظ، و تبدأ في تقدير كل الأشياء الصغيرة و الامتنان لها، مثل تلك الأشياء التي يقوم بها شريكك من أجلك ، بدءاً من تحضير قهوة الصباح إلى السماح لك باختيار الفيلم الذي تريد مشاهدته.
و يمكن أن يكون هذا مفيداً لعلاقتك (فقط)، أليس كذلك؟
و لكن وفقاً لدراسة جديدة ، فإن الأمر يعتمد على ما إذا كان شريكك ممتناً أيضاً أم لا.
ففي حين ثبت أن الامتنان نعمة للأفراد - مما يجعلك أكثر سعادة و صحة و نجاحاً – فإنه لا يُعرف إلا القليل عن كيفية عمل الامتنان في العلاقات ، حيث تتصادم الشخصيات و العادات لخلق تفاعلات متحركة و معقدة.
كيف تساعد ممارسة الامتنان العلاقات؟
للتعمق أكثر فيما إذا كان الامتنان يساعد العلاقات بطريقة ما، قام عالم النفس بجامعة ولاية فلوريدا جيمس ك. ماكنولتي James K. McNulty و المؤلف ألكسندر دوغاس Alexander Dugas بالطلب من 120 من الأزواج الجدد لملء الاستبيانات.
في البداية ، أفادوا بمدى سعادتهم و رضاهم عن زواجهم و شريكهم ، و كم الامتنان الذي شعروا به و أعربوا عنه لشريكهم، و كذلك الأشياء اللطيفة التي فعلوها.
و قدد كرر الباحثان، مسح الامتنان بعد عام واحد، و مسح الزواج كل أربعة أشهر، و ذلك لمدة ثلاث سنوات.
و قد أعطى هذا الباحثين لمحة عن كيفية تغير امتنان كل شريك و رضا العلاقة الزوجية بمرور الوقت. و وجدوا أن الأزواج أثروا بشدة على بعضهم البعض.
يقول ماكنولتي: "الامتنان الكبير ليس حلاً سحرياً يجعل الجميع سعداء بكل شيء طوال الوقت".
إذ تشير النتائج إلى أنه إذا كان رفيقك قليل الامتنان ، فيبدو ذلك أنك تفوت بعض الفوائد في أن تكون شخصاً ممتناً بنفسك.
و قد بدأ الأشخاص الأكثر امتناناً أكثر رضى عن زيجاتهم و كذلك كانوا أكثر رضاً لمدة ثلاث سنوات – و لكن -فقط- إذا كان الشريك مرتفعاً في الامتنان أيضاً.
و من خلال النتائج فقد انخفض الرضا الزوجي بشكل طبيعي لدى الأزواج بمرور الوقت ، لكنه انخفض بشكل أكثر حدة بالنسبة للامتنان لأولئك لمتشبثين بالاعتراف بالجميل.
و في الحالات القصوى ، عندما أظهر الشريك القليل من الامتنان ، بدا أن الشعور بالامتنان قد أضر بسعادتهم الرومانسية.
و هذا الشيء قد عمل في الاتجاه المعاكس أيضاً.
إذ عادة ما يجعل الشركاء الممتنون حياتنا أفضل ، و لكن قد لا نستفيد كثيراً إذا لم نشعر نحن بالامتنان أيضاً.
فيميل الأشخاص الذين لديهم شركاء أكثر امتناناً إلى البدء بمزيد من الرضا عن زيجاتهم و لا يزالون أكثر ارتياحاً بعد ذلك بثلاث سنوات – و لكن فقط إذا كانوا ممتنين للغاية. حيث أن الشريك الممتن قد ساعد في درء التدهور الطبيعي في الرضا الزوجي للناس بمرور الوقت – و لكن مرة أخرى فقط للامتنان الشديد.
إذ أنه عندما كان الناس جاحدين للغاية ، بدا أن شكر شريكهم كان له نتائج عكسية.
فنقاط الضعف بين الأشخاص حتى في عند طرف واحد من الزوجين ، ربما بشكل خاص تلك التي تظهر على أنها منخفضة الالتزام بالمعايير المجتمعية ، تكون كافية لتعطيل رضا العلاقة لكلا الطرفين ، مما يجعل كل شريك حلقة ضعيفة محتملة في رباط العلاقة. . . . حتى أنه في العلاقات ، قد يكون الطرف السيء أقوى من الطرف الخيِّر ".
الشركاء الناكرون لا يفقدون لحظات حقيقية من الإيجابية و التواصل فحسب ، بل قد يكون نصفهم الآخر أقل استعداداً للمساهمة في العلاقة الزوجية، إذا لم يتم التعرف و الاعتراف بجهوده.
و إذا كنت يوماً تأمل في الحصول على تقدير أكبر من شريكك ، فيمكنك أن تتخيل كيف تعمل هذه الديناميكية.
إذ لا يفقد الشركاء الناكرون لحظات حقيقية من الإيجابية و التواصل فحسب ، بل قد يكون نصفهم الآخر أقل استعداداً للمساهمة في العلاقة، إذا لم يتم الاعتراف بجهوده. و قد يترتب على ذلك الشعور بالظلم و حتى الشعور بالاستياء.
مواضيع ذات صلة
و المثير للدهشة
أن الدراسة اقترحت أن شريكين أقل امتناناً قد يكونان أكثر سعادة من الشركاء الذين لديهم مستويات امتنان غير متطابقة.
يقول ماكنولتي: "أظن أن عدم التطابق في الامتنان مقلقٌ، لنفس الأسباب التي يمكن أن يكون فيها عدم التوافق في الشخصية مقلق أيضاً – أي أن الشريكان ليسا على نفس السوية من حيث كيفية التعامل مع بعضهما البعض".
و هل يعني ذلك أننا يجب أن نلوم شركائنا على كل مشاكل علاقتنا ، أو نجبرهم على قول "شكراً" أكثر؟
ليس بالضرورة. إذ أن ما تم ذكره هو دراسة واحدة ، و قياس الامتنان بطريقة معينة ، كما تشير إلى ذلك الباحثة في رفاه العلاقات، آمي جوردون Amie Gordon: فسؤال الناس عن تقديرهم الخاص ، لا يعني عدم سؤال الشريك الآخر عن مدى تقدير امتنانهم بالفعل.
إذ قد تؤدي الطرق المختلفة لقياس الامتنان إلى نتائج مختلفة - بما في ذلك الموقف الذي يمكن فيه للتعبير عن شكرنا أن يؤثر على شريكنا ، مما يجعله أكثر امتناناً بدوره.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن الامتنان هو جزء واحد فقط من لغز العلاقة – و ممارسة الامتنان له الكثير من الفوائد الأخرى على حياتنا. و في نهاية المطاف ، فإنه بالنسبة للكثيرين منا ، قد يكون من المفيد محاولة رؤية الخير في الشخص الذي نحبه.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
7 أخطاء في العلاقة مع الشريك يتوجب على الرجال التوقف عن فعلها
التفاؤل و الحياة الزوجية : وجود الشريك المتفائل قد يمنع التدهور المعرفي
دع شريكك يخضع لهذا الاختبار بهدوء، أكثر7 سمات مرغوبة في الشريك