التفاؤل و الحياة الزوجية : وجود الشريك المتفائل قد يمنع التدهور المعرفي

التفاؤل
التفاؤل و الحياة الزوجية : وجود الشريك المتفائل قد يمنع التدهور المعرفي

كيف يؤثر التفاؤل لدى الشريك، على الصحة العقلية طويلة الأجل، له و للطرف الآخر من العلاقة الزوجية ؟، نحاول في أن نسلط الضوء على الإجابة من خلال البحث الجديد.

قد يعني الشريك السعيد حقاً حياة سعيدة ، و لكن ماذا لو ساعد في الصحة البدنية و العقلية بخصوص الشيخوخة و أمراضها أيضاً؟ تشير دراسة جديدة إلى أنه بإمكانه القيام بذلك.

هل يرى شريك حياتك أن نصف الكأس ممتلئ أو  أن نصفه فارغ؟ 

هل يميل شريكك إلى توقع أن تتحول الأمور إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟

لقد وجد الباحثون في جامعة ولاية ميشيغان Michigan State University في إيست لانسنج East Lansing أنه من خلال نظرة متفائلة ، يمكن للشخص (الزوج أو الزوجة) أن يساعد في تحسين الصحة الجسدية و العقلية لعمر أطول لشريكه.

و تكمن قوة التفاؤل power of optimism في أنه يمكن أن يساعد في تجنب مخاطر المشاكل الصحية المختلفة ، مثل التدهور المعرفي cognitive decline، و الخرف dementia، و مرض ألزهايمر Alzheimer’s disease، حيث يكبر الزوجان معاً.

و تعتبر هذه نعمة كبيرة (العيش لمدة أطول)، و ذلك بالنظر إلى أن معظم المجتمعات الصناعية تتقدم في العمر. و وفقاً لمكتب المراجع السكانية (PRB Population Reference Bureau) ، في الولايات المتحدة وحدها ، بلغ عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق مستوى مرتفعاً جديداً إذ بلغ العدد 52 مليوناً في عام 2018. و يتوقع PRB أن يتضاعف هذا العدد تقريباً بحلول عام 2060.

ليس ذلك فحسب ، بل هناك 5.8 مليون شخص في الولايات المتحدة يعيشون مع مرض ألزهايمر -و هو أكثر أشكال الخرف شيوعاً – و يصاب شخص واحد -بالمرض- كل 65 ثانية.

و يقول الدكتور ويليام تشوبيك William Chopik المؤلف المشارك للدراسة الجديدة، و التي تظهر نتائجها في مجلة الشخصية Journal of Personality: "إن العديد من المجتمعات الصناعية تتقدم في العمر بسرعة كبيرة. و هذا يمثل الكثير من التحديات الفريدة التي قد لا نكون مستعدين لها على المستوى الصحي و الاجتماعي."

و بالإضافة إلى ذلك ، أشار تشوبيك إلى أن الناس يعيشون حياة أطول من أي وقت مضى ، "و هذا يترجم إلى عدد كبير من الأفراد يعانون من ضعف الإدراك و الخرف".

و أضاف : "كنتيجة لذلك ، كنا متحمسين لمعرفة ما يتنبأ به التدهور المعرفي ، و اكتشفنا أن الكثير منه يتعلق بك ، و لكن البعض منه يتعلق أيضاً بـ الشريك الرومانسي".


تحديد الصلة

لقد اتبعت الدراسة 4,457 من الأزواج من جنسين مختلفين من خلال دراسة الصحة و التقاعد لمدة تصل إلى ثماني 88 سنوات.

و قد أظهرت الدراسة أن هناك صلة محتملة بين الزواج من المتفائل (الشريك) و منع التدهور المعرفي.


و لكن كيف يؤثر التفاؤل - التوقعات العامة بأن الأشياء الجيدة ستحدث في المستقبل – لدى الشريك، على الصحة العقلية طويلة الأجل؟

يقول ال تشوبيك "إن المتفائلون يقومون بكل أنواع الأشياء الصحية"... "إنهم أكثر نشاطاً بدنياً ، ويحافظون على وجبات صحية ، و يتجنبون الأشياء الضارة [مثل المخدرات والكحول]."

و يؤكد الدكتور وليام تشوبيك أن "الكثير منها لا يتعلق فقط بتفكير المتفائلين بأن هذه الجهود سوف تترجم إلى نتائج جيدة، و لكن أيضاً لديهم سيطرة على هذه الأشياء أيضاً. فالمتفائلون هم أولئك النوع من الأشخاص الذين يعتقدون أن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يستحق كل هذا العناء ، لذلك غالباً ما يواصلون القيام بذلك! "


و كذلك فإن الشريك المتفائل يقضي وقتاً طويلاً مع شريكه، يضيف تشوبيك.

و قد وجد الباحثون أنه عند النظر إلى المتنبئين بمرض ألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف ، فإن الكثير يدور حول خيارات نمط الحياة.

يقول الدكتور تشوبيك "تعد الصحة المهدورة في وقت مبكر من الحياة ، إلى جانب بعض العوامل الوراثية ، من بين أكبر عوامل الخطر التي يمكن الوقاية منها من أجل التدهور المعرفي".

"لذلك ، وفي الأساس ، فنحن نعرف أن تكون حالتك الجسدية أكثر صحةً (أي أن تكون أكثر نشاطا بدنياً ، و أن تتناول نظاماً غذائياً صحياً ، وأن تكون أكثر تنقلاً ، و أكثر بعداً عن الأمراض الرئيسية) يرتبط بتقليل خطر التدهور المعرفي" يؤكد تشوبيك.

و لكننا كنا مهتمين أكثر بما يتنبأ بالحياة الصحية. و اتضح -جلياً- أن التفاؤل بالمستقبل يساعد كثيراً في ذلك ".


هل يمكن أن يصبح الناس أكثر تفاؤلاً ؟

بينما يبدو التفاؤل قابلاً للتوريث ، يشير الدكتور تشوبيك إلى أن بعض الدراسات أظهرت أن للناس القدرة على تغيير شخصيتهم من خلال الانخراط في أشياء تجعلهم يتغيرون ، على افتراض أن لديهم الإرادة للقيام بذلك.

و "يمكن للناس أن يتغيروا باتجاه التفاؤل قليلاً" ، يقول الدكتور تشوبيك.

و "يمكنهم تجربة تغييرات كبيرة خلال حياتهم، خاصةً بعد أحداث الحياة المهمة. و هناك بعض الأبحاث الأولية التي تشير إلى أنه يمكن زيادة التفاؤل من خلال التدخلات و الإشكالات. و مع ذلك ، لا يزال هذا العمل في مهده ".

و السؤال الذي يبحث عنه الباحثون هو: ما الذي يجعل التفاؤل أمراً خاصاً؟

يجيب الدكتور تشوبيك، "نعتقد أن الأمر يتعلق بالشعور بأنك تتحكم بحياتك ( وأنها ستحقق نتائج جيدة). و  "ربما بدلاً من زيادة التفاؤل ، يمكننا محاولة زيادة تصورات الناس عن السيطرة و التحكم بحياتهم".

"وبالمثل ، كيف تشجع الزوج على العيش بأسلوب حياة أكثر صحة؟ 

هناك طرق محتملة تترجم إلى النجاح ، و هناك طرق أخرى من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية على نطاق واسع و تؤذي العلاقة مع الشريك! بيد أن المفتاح هو إيجاد -بالضبط- الكيفية التي يمكن للزوجين من خلالها دفع بعضهما البعض للعيش حياة أكثر صحة ".

و أخيراً يستنتج العلماء في بحثهم أن إجراء مزيد من البحوث سيساعد على تحويل التفاؤل إلى تدخل مفيد للبالغين الذين يرغبون في الحفاظ على صحة معرفية جيدة مع تقدمهم في العمر.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى. 


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

7 أخطاء في العلاقة مع الشريك يتوجب على الرجال التوقف عن فعلها

7 طرق لتحسين علاقتك مع الشريك من دون إخباره

ست طرق صغيرة لإظهار اهتمامك بـ الشريك


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل