من الصعب أن تعمل على تطوير نفسك عندما تكذب عليها بسبب الخوف ثم تلوم الآخرين على إخفاقاتك.
بالأمس كنت جالساً في مكتبي منزعجاً لأن بعض العلاقات التجارية الرئيسية قد ساءت، و كنت أحاول أن أجد جواباً لسؤال دائماً ما أفكر فيه "لماذا يفعلون ذلك بي؟"
، و قد استمرت المعركة في رأسي لساعات، و لم أستطع مشاهدة التلفاز و تعكر مزاجي،
فتحدثت إلى أصدقائي للحصول على النصيحة فقالوا لي: "هم السبب و ليس أنت" و لكن لم يبدو هذا الجواب حلاً لمشكلتي، فكلما شعرت بأني أكرر ما قالوه لي، أحاول أن أكسر هذا النمط بفكرة: ربما أكون أنا السبب.
و عندما بدأت أفكر بهذه الطريقة قرأت على وسائل التواصل الاجتماعي اقتباساً فشعرت كأنه صفعني على وجهي الصغير البريء، كان الاقتباس لعالم النفس البريطاني، روبرت هولدن، حيث قال:
"علاقتك بنفسك تحدد نغمة كل علاقاتك"
إن هذا الاقتباس يلخص و بشكل جيد، كيف أن علاقتنا مع أنفسنا تحدد علاقتنا مع الآخرين.
عندما تكون خائفاً، فإنك تلوم الآخرين
أسرع طريقة لتدمير العلاقة مع شخص ما هي معاملته بطريقة خاطئة بسبب الخوف الخفي،
حيث يظهر الخوف الخفي على هذا النحو: أنت مستاء من أدائك في العمل، و بالتالي تلوم شخصاً آخر لعدم إنهاء العمل كمبرر لخوفك و للتستر على تقصيرك.
إن إفساد العلاقة يخفي عيوبك و يمنعك من معالجتها، و هذا هو سبب أهمية سلامة علاقتك مع نفسك.
حيث أنك عندما تهتم بتلك اللحظات التي تشعر فيها بالخوف، و تتحمل مسؤولية حلها، فإنك تحسن علاقتك بنفسك.
إذ أنه من الصعب العمل على تطوير نفسك عندما يدفعك خوفك للكذب عليها، و لوم الآخرين على إخفاقاتك.
إحباطاتك يمكن أن تتسبب في إفساد علاقاتك
أواجه بعض التحديات في الوقت الحالي نتيجة الكتابة على الإنترنت لمدة ست سنوات ما جعلني محبطاً بعض الشيء.
و أحياناً أشعر بالإحباط من نفسي لأنني غالباً ما أرغب في المزيد بالرغم من عدم حاجتي إليه، وهذه العلاقة المحبطة مع نفسي تسربت إلى علاقاتي الأخرى واستنزفت وقتي، فلقد كنتُ أقسى من المعتاد تجاه هذه الطلبات.
و قد أزعج ذلك شخصاً واحداً على الأقل يهمني أمره، فإذا كنتَ مُحبطاً من نفسك فسوف تشعر بالإحباط تجاه الآخرين، و ستضر بالعلاقات التي تهمك.
الشخصية القلقة تفسد كل شيء
لقد عانيت من القلق الشديد لسنوات عديدة، و بدلاً من أن أفعل شيئاً حيال ذلك، لقد كنت ألوم نفسي على هذه المشكلة، و لم أطلب المساعدة، و علاقتي مع نفسي على هذا الشكل، كانت نوعاً من العذاب.
و كنتُ أعامل الآخرين بالطريقة ذاتها، و أجعلهم يشعرون بما كنتُ أشعر به.
إن هذا الاضطراب الذهني يمكن أن يكسر علاقتك مع نفسك، و أن يوجد مسافة و فرقاً بين ما تريد أن تكون عليه و بين ما أنت عليه فعلاً.
مع أنه يمكن علاج أمراض القلق و الاكتئاب و أن تبقى ضمن الحالة الطبيعية، فإذا تعلمت ملاحظة أفكارك و تحليلها، و يمكنك اكتشاف أي اضطراب ذهني قد يصيبك.
و المفتاح بعد ذلك هو طلب المساعدة المهنية حتى لا تفسد العلاقة مع نفسك، و من ثم تفسدها مع الآخرين.
ابذل جهداً لتعامل نفسك بشكل أفضل
أعتبر "ذاتي" كالطفل الذي يحتاج إلى الرعاية و التسامح و العديد من الدروس للتعلم منها.
و ها أنا قد ركزتُ انتباهي على ألا أكون قاسياً على نفسي، و اتَقَبُل أن الأمور ستسير بشكل سيء في بعض المناسبات.
إذ أن نمط التفكير المتسق مع العشوائية هو تذكير مهم بأن "ذاتي" ليست مسؤولة عن كل شيء.
و يمكنك معاملة نفسك بشكل أفضل باتباع الآتي:
- ظن بنفسك خيراً عندما تخطئ
- كن لطيفاً مع نفسك من خلال أفكارك
- لا تصر على فكرة إيجاد سبب كل ما يحدث لك
الحياة عبارة عن علاقة
منذ أن بدأتُ أتعامل مع نفسي بشكل مختلف وجدت أن معاملتي مع الآخرين قد تغيرت.
- لقد بذلت قصارى جهدي لبناء علاقات مع المحررين، و أصحاب المطبوعات، و زملائي الكتاب، و الأشخاص الآخرين في العمل،
- و أكدت لهم مدى أهمية العلاقات بالنسبة لي،
- و عبّرت لهم عن امتناني لكل ما يفعلونه من أجلي،
و أياً كان ما تريده في هذه الحياة، و مهما كانت أهدافك فلا يمكنك تحقيق ذلك بدون علاقات، فالعلاقات تخلق الفرص.
و عندما يفكر أولئك الذين أتعامل معهم في العلاقة التي تربطهم بي، أريدهم أن يتذكروا الجانب الإيجابي الذي يساعد في خلق فرصٍ أكثر بيننا. و ليس بالجانب السلبي الذي يدمر الفرص:
- فالمؤلف يحتاج إلى علاقات صداقة مع الناشر،
- و يحتاج المدون إلى علاقة مع منصة نشر، أو منصة تواصل اجتماعي.
- و يحتاج رائد الأعمال إلى علاقة مع شركاء العمل أو الموظفين.
- و يحتاج قائد العمل إلى علاقة مع فريقه،
- و أيضاً يحتاج الرسام إلى علاقة مع متجر المستلزمات الفنية،
- كما يحتاج الموسيقي إلى علاقة مع متجر بيع الآلات الموسيقية.
و عندما تلاحظ أن العلاقات هي جوهر كل ما تفعله فلديك فرصة للعمل على تلك العلاقات، ويبدأ هذا بتطوير العلاقة مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين، لأنك إذا كنت غاضباً من نفسك، فستكون غاضباً جداً من الآخرين و ستدمر علاقاتك المهمة.
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
المسامحة و الغفران : لماذا يجب أن تسامح نفسك - حتى و لو كان ذلك مؤلماً؟