المسامحة و الغفران : لماذا يجب أن تسامح نفسك - حتى و لو كان ذلك مؤلماً؟

الغفران
المسامحة و الغفران : لماذا يجب أن تسامح نفسك - حتى و لو كان ذلك مؤلماً؟

في بعض الأحيان ، يكون جدوى التسامح و الغفران forgiveness الأكثر أهمية، هو ذلك الغفران الذي تقدمه لنفسك.

تقول ميلا بورن Mila Bron: إنه "من أجل الشفاء الذاتي، يجب أن نغفر. . . وأحيانا ً يكون الشخص الأكثر أهمية لنغفر له هو أنفسنا. "

إنني هذا الأسبوع ، شعرت بإغراء شديد لعدم مسامحة نفسي على الأشياء التي قمت بها والأشياء التي لم تكن لدي الشجاعة للقيام بها.

لقد ارتكبت أخطاءً ظننت أنني قد تجاوزت الحدود فيها، وفشلت في فعل ما أعرف أنه يجب أن تكون لدي القوة للقيام به، في هذه المرحلة من حياتي. لقد شعرت بالخجل – و بالعار ، و قد ضربت نفسي أكثر و أكثر.

نعم، إن هذا ليس هو ما كان ينبغي علي أن أفعله.

أنا أسامح و أغفر لنفسي

فالحياة هي نسيج دائم التغير ، و مع الأسف ، كثيراً ما نرى أنها متقلبة. وعندما نشعر بهذا الألم ، يكون من الصعب -في بعض الأحيان- أن ندعه يذهب ، وأن ننظر إلى أنفسنا بعين العذر و المغفرة، والابتسام. إننا نجد من الصعوبة أن نقول هذه الكلمات:

'أنا أسامحكِ يا نفسي'

فكثيراً ما يُطلب منا أن نسامح الآخرين ، وأن ندير الخد الآخر ، وأن نكون لطفاء ورحيمين وفاضلين مع الآخرين. ولكن ماذا عن أنفسنا؟! و كيف يجب أن نتصرف معها عندما تخطئ؟

يبدو أننا نتعامل بطريقة "الشرط" و لذلك نكون صارمين مع / على أنفسنا ، ولسنا رحماء معها. 

وبالفعل إنني أعرف – وكيف- أتعامل مع نفسي... نعم إنه بطريقة "الشرط".

ولكنني رأيت هذا الأسبوع ، وقد فهمت - ربما للمرة الألف – أن مثل هذا المسار هو جنون، و بالتالي و من أجل أن:

  • نعيش الحياة بشكلٍ صحيح
  • من أجل أن ننمو و نتطور
  • و من أجل أن نكون سعداء
  • من أجل الوصول إلى أعلى، على الرغم من أن ماضينا يلقي بظلاله الثقيلة علينا.. 

يجب علينا أن نسامح أنفسنا.

لذلك اسمحوا لي بأن أقول لكم ، كما قلت لنفسي:

  • أنت ، تماماً مثل أي شخص آخر ، تستحق الغفران و المسامحة، تستحق أن تغفر لنفسك.
  • ليس ذلك فحسب ، ولكنك -أيضاً- بحاجة إلى الغفران، و الأهم من ذلك كله ، هو الغفران و المسامحة من نفسك.

إننا قساة للغاية على أنفسنا ، و صارمين جداً مع توقعاتنا ومعاييرنا و كذلك مع عقوباتنا. 

فكم عدد المرات التي نخبر فيها أنفسنا "لن أسامح نفسي أبداً لذلك الأمر" ، عندما نفشل أو نرتكب خطأ أو نؤذي شخصاً آخر؟

و بالتأكيد فإن ذلك لا يساعد على الإطلاق. فكل شيءٍ لا يعلمنا كيف نسامح أنفسنا ، يترك في انفسنا حملاً ثقيلاً يبطئنا ، ويقيدنا إلى الماضي ، ويحد من قدرتنا على التحرك إلى الأمام، و عيش الحياة.

و بالتأكيد فإن السير باتجاه الحياة، و المضي قدماً، هو بالضبط ما يجب أن نفعله. و خلاف ذلك ، سوف نشعر دائماً بأننا لسنا نحن.

و كما قالت كورتيس سيتينفيلد Curtis Sittenfeld ، "كلنا نرتكب أخطاء ، أليس كذلك؟ ولكن إذا كنت لا تستطيع مسامحة نفسك و الغفران لها ، فستظل دائماً في المنفى و ستبقى غريباً في حياتك الخاصة."

الغفران هو بداية الشفاء وحب الذات 

"إن أحزاننا وجروحنا تلتئم فقط عندما نلمسها بالرحمة." - بوذا

فنحن جميعاً نرتكب الأخطاء، و نحن جميعاً نقصِّر. و بالتأكيد يمكننا -جميعاً- أن نعثر على شيء ما في ماضينا يجعلنا نكره أنفسنا.. نعم عن هذا سهلٌ للغاية.

و لكن الجزء الصعب ، وبالتأكيد الجزء النبيل ، هو أن نحب أنفسنا رغم أخطائنا. وكما قال المهاتما غاندي ذات مرة ، إن المغفرة تستلزم قوة حقيقية - وأحياناً لا تزيد عن، المغفرة التي نقدمها لأنفسنا.

و لابد لنا هنا من أن نذكر كلام المبدع واين داير Wayne Dyer إذ يقول: "يمكنك الجلوس هناك إلى الأبد ، معرباً عن أسفك إزاء مدى سوء حالتك ، والشعور بالذنب حتى تموت. و لكن بالتأكيد فلن تؤدي شريحة صغيرة واحدة -من هذا الشعور بالذنب- إلى تغيير شيء واحد في الماضي. فما عليك إلا أن تسامح نفسك و تغفر لها ، ومن ثم تابع! ".

و بالتأكيد فإن عدم المسامحة، يؤدي إلى زيادة الشعور بالذنب، و هذا بالطبع غير مفيد لصحتك. فصحتك ، وحياتك ،-حقاً- تعتمد على قدرتك على المسامحة و الغفران.

و من جهة أخرى فإن مسامحة أنفسنا و الغفران لها، يعتبر تحدٍ كبيرٍ ، ولكنه يعيد لنا السيطرة على حياتنا التي استسلمنا حيالها، عندما رفضنا (و نرفض) أن نغفر لأنفسنا ، و من هنا فقط يبدأ الطريق إلى الشفاء الحقيقي. 

إن مسامحة نفسك ، كما يكتب نيكلاس جوك Niklas Göke ، هو جزءٌ مهمٌ مما يجعل النجاح الحقيقي ممكناً.

ما يتيحه لنا الغفران (و خصوصاً الغفران لأنفسنا)

  • إن الغفران يتيح لنا بعض التحرر من الآلام التي قد تسحقنا.
  • و الغفران يسمح لنا بأن نداوي جراحنا التي تسببنا فيها لأنفسنا.
  • يتيح لنا الغفران مجالاً مهماً و واسعاً للنمو مرة أخرى ، مجالاً إلى تعبيرٍ أعلى و أعمق عن أنفسنا.

فالألم لا يختفي دائماً ، و لا حتى ذكرياته ، و لكن يمكننا -جميعاً- أن نسمح للألم بالرحيل، هو و ذكرياته. وهناك شيء مهم للغاية في ذلك، و هو مجرد ، المضي قدماً (الانطلاق نحو الأمام). 

نعم، إنك في غفرانك لذاتك ، فأنت تدخل في إعادة تأسيس أهم علاقة في حياتك و هي: علاقتك مع نفسك

لذا ، عندما تنطلق في يومك، اليوم ، تذكر أنه ليس فقط الآخرين الذين يجب أن تكون طيباً معهم ، ولكن أيضاً، هناك شخصٌ في غاية الأهمية -إن لم يكن الأهم- هو نفسك.. كن طيباً و لطيفاً مع نفسك. 

فمهما فعلت ، أو فشلت في القيام به ، و مهما كنت قد آذيت نفسك ، و بغض النظر عن الندم الذي تسعى إلى جرِّ نفسك إلى ضباب الماضي ، تذكر دوماً و لا تنسى أبداً.. أنك تستحق الغفران أيضاً.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن