إن أكثر المحادثات أهمية و صعوبة هي تلك التي لابد من إجرائها مع النفس ، ففي بعض الأحيان ، نكون - نحن - أعظم أعدائنا
تقول كاتبة المقال أنه: قبل إجازة عيد الفصح هذا العام، كانت السيدات في المكان الذي أعمل فيه مشغولات بأعمالهن. و بالنسبة لمن ليس لديهم دراية بمعنى هذا، إليكم بعض المقتطفات حول الانكفاء على العمل (و التركيز فيه) في الشركات:
" فالشركات هي مكان يمكن أن تكون فيه المرأة طموحة بشكل غير اعتيادي، حيث يمكننا -نحن معشر النساء- إعطاءُ صوتٍ واضح لأحلامنا، والعثور على التشجيع لبدء مطاردة تلك الأحلام. و تعتبر ايضاً المكان المناسب لتبادل الأفكار واكتساب المهارات وطلب المشورة وإظهار التضامن. و الأهم من ذلك كله، تعد الشركات مكاناً نساعد فيه بعضنا البعض من أجل أن نكون الأفضل. فأياً كان هدفك - وسواء كنت تعمل من أجل ترقية، أو بناء ثقتك، أو إعادة إدخال القوة العاملة، أو بدء عمل تجاري - فإن الشركة الخاصة بك ستساعدك على الوصول إلى هناك".
أنا أعمل في شركة هندسية ونحن تقريباً نحو خمسة عشرة 15 سيدة في الشركة. و قد كانت مهمتنا في هذا الشهر هي التركيز على المشاركة حول إجراء محادثات صعبة و ما هو سبب أهميتها. وبعد مناقشتنا، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن وجود محادثات صعبة - في أي سياق سواء كان ذلك في مكان العمل وفي الصداقات وعلاقاتنا مع أنفسنا - يساعدنا في الحصول على عقل أكثر انفتاحاً، وأكثر حرية، والذي بدوره يخفف من التوتر. و هذا -طبعاً- من شأنه أن يجعل نوايانا معروفة وواضحة، وعلى العكس من ذلك تتيح مجالاً للوضوح في مسألة ما. فعندما نختار بأننا نريد المشاركة في أي شيء، فنحن نسمح -بذلك- لأنفسنا بالاستمتاع بنشاط محدد، لأننا نسعى الآن إلى الفهم وطرح الأسئلة بدلاً من الحفاظ على منظور حدي و غير قابل للنقاش، و إجراء مناقشات مثمرة في النهاية حيث نكون مستعدين وقادرين على امتلاك دورنا، بل -و على العكس تماماً- في دور التحسين والشفاء.
في نهاية المطاف، فإن أهم المحادثات الصعبة هي تلك التي تكون مع النفس.
خلال السنوات القليلة الماضية، علقت في رحلتي الروحية و صداقاتي والمواعدة وحياتي العملية الأخيرة (التي بدأت قبل خمسة 5 أشهر فقط بعد تخرجي) بسبب بعض المشاكل التي رفضت معالجتها. فأنا أتجنب الجلوس مع نفسي بسبب الخوف من مواجهة نفسي بسمات شخصية أعلم أنها تتسبب في حدوث إخفاق في حياتي، فالحديث مع النفس هو ما يكشف العيوب و المشاكل.
و بالتأكيد فنحن جميعاً في أعماق أنفسنا ، يمكننا التعرف على العيوب في شخصياتنا التي تسبب لنا البقاء عالقين.
إلقاء اللوم على الآخرين هو الطرف الآخر لعدم الإصغاء إلى النفس
فإذا بحثنا بعمقٍ كافٍ، فيمكن لنا -في الواقع- أن نتعرف على بعض الأنماط التي تتكرر في حياتنا، على سبيل المثال في كل مرة تفشل فيها في الاختبار في كل فصل دراسي ، لا تجد نفسك إلا و أنت تضيع وقتك بقضايا غير مهمة مع أصدقائك وينتهي بك الأمر للفوضى، أو أنك تقضي الكثير من الوقت في النوم، وهذا قد يقف في طريق إنتاجيتك في العمل لأنك تستيقظ متأخراً. و ربما في كل مرة تواجه فيها حتى أدنى مقاومة في الحياة ، تجد نفسك غارقاً في دوامة من الاكتئاب قبل أن تركز قليلاً لتأخذ خطوة للوراء و لو كانت متأخرة- لإصلاح ما فسد. و بالتأكيد عندما نتجنب هذه المحادثات مع النفس، فإننا نميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين أو حتى على الأشياء و الظروف- باستثناء أنفسنا بسبب الفوضى التي ارتكبناها.
لا تلقِ باللوم على غيرك
بالنسبة لي لقد انتهيت من إلقاء اللوم على أي شخص إلا أنا. لقد مر ما يقرب من أسبوعين منذ أن كنت مستغرقاً بالعمل، و بدأت بمقابلة نفسي - مرة واحدة على الأقل كل يومين، أو في كل مرة ألاحظ فيها ظهور نمط جديد – و في كل مرة أقابل بها نفسي، أسأل الشخص الموجود في المرآة "لماذا؟".
و بهذه الطريقة حددت عدد ليس بالقليل من المشاكل التي أواجهها بنجاح، و منها؛ الكسل، و المماطلة التسلسلية، و الأنانية، وضعف مهارات الاتصال التي أعرضها على الآخرين. لقد أدركت -تماماً- أنني (أنا) من أقف في طريقي فيما يتعلق بمقابلاتي، حيث أنني اعتقدت -دائماً- أن محاوري -في الطرف الآخر- كان سيئاً ، في الوقت الذي كنت بحاجة إلى بذل الكثير من العمل على نفسي في هذا المجال أيضاً. الحمد لله على سمة التسامح !
لابد من التعامل مع النفس بكل جدّية
بالنسبة لي، و فيما يتعلق بحياتي العملية، أصبحت أواجه وجهاً لوجه حقيقة أنني كنت أتعامل معها (مع نفسي) بتكاسل شديد. مع الأخذ بعين الاعتبار العديد من الفرص التي حصلتُ عليها ولم يحوزها أي من الخريجين الجدد. ففي السابق كنت أخرج من العمل كل مساء متعبةً، وأشتكي من العمل غير المجدي، أو عدمه، إذ أن هذا يعتبر أمراً -بالنسبة لي- غير عادل مع العلم أنني أملك معرفة أكثر في العمل.
لنجرب الحديث الهادئ مع النفس
و على الرغم من أنني لم أكتشف مشاكلي كلها حالياً إلا أنني كل يوم أتعامل مع مشكلة صغيرة وأضع إشارة بجانبها حتى أعالجها خلا الأسبوع. فعندما نصبح جيدين بـ "الجلوس" مع أنفسنا، و عندما نصغي لها بإنصات، حينها يمكننا دفع أنفسنا إلى العمل بشكل أفضل وأن نكون أفضل.
ها أنا العشرينيات من العمر، وهناك شيء لم أتطرق إليه هنا وهو أنني أدرك جيداً أنني ما زلت لا أعرف كيف تسير هذه الحياة ، و لكن على الأقل يمكنني الآن الحديث مع نفسي (و الإصغاء لها) أثناء رسم رحلتي ، وتكوين صداقة قوية مع الشخص (معها) الذي يحتمل أن يكون أكبر عدو لي.