على الرغم من أن الغفران و المسامحة تجلب العديد من الفوائد ، و خاصة بالنسبة للشخص "المُسامِح" ، فإن الغفران لا يعتبر دائماً أمراً سهلاً .
و في الواقع ، فإن هناك الكثير من الناس الذين يرغبون في التخلص من الغضب و أن يغفروا يدور في ذهنهم السؤال المهم حول كيفية التسامح و كيف يمكنهم الغفران للآخرين .
و في حين قد يكون لدى الجميع منظور فريد حول كيفية التسامح و الغفران ، فقد أثبتت الاستراتيجيات التالية فعاليتها لمجموعة متنوعة من الأشخاص.
عبر عن نفسك :
عند التفكير في كيفية مسامحة شخص ما ، فمن الممكن أن يساعدك التعبير عن مشاعرك للشخص الآخر و قد لا يفعل ذلك .
فإذا كانت العلاقة مهمة بالنسبة لك وترغب في الحفاظ عليها ، فقد يكون من المفيد جداً أن تخبر الشخص الآخر - بلغة لا تشكل تهديداً له - بكيفية تأثير أفعاله عليك .
أما إذا لم يعد هذا الشخص موجوداً في حياتك ، أو إذا كنت تريد قطع العلاقة ، أو إذا كان لديك سبب للاعتقاد بأن الأمور ستزداد سوءاً إذا قمت بمعالجة الموقف مباشرة ، فقد تحتاج فقط إلى كتابة رسالة وتمزيقها (أو حرقها) والمضي قدماً
.إذ ما يزال من المفيد أن تقوم بإفراغ مشاعرك في الكلمات كجزء من غفرانك و مسامحتك له .
و من المهم معرفة أن الناس لا يحتاجون إلى معرفة أنك قد سامحتهم ؛ إذ أن المغفرة أمر خاص بك و يتعلق بك أكثر من الشخص الآخر.
ابحث عن الأمر الإيجابي :
يمكن أن يساعدك التدوين حول موقف تعرضت فيه للأذى أو الظلم على معالجة ما حدث والمضي قدماً ؛ ومع ذلك ، فإن الطريقة التي تكتب بها عن ذلك وما تختار التركيز عليه يمكن أن يحدث فرقاً في مدى سهولة المسامحة.
و تُظهر الأبحاث أن كتابة يوميات حول الفوائد التي حصلت عليها من موقف سلبي - بدلاً من التركيز على العواطف التي أحاطت بالحدث ، أو الكتابة عن شيء غير ذي صلة - يمكن أن يساعدك في الواقع على المسامحة والمضي قدماً بسهولة أكبر.
لذلك قم بالتقاط قلمك وابدأ الكتابة في المرة القادمة حول الجانب المضيء التي تجد فيها شخصاً يقوم بانتقادك ، أو احتفظ بمذكرة امتنان مستمرة و مارس التسامح قليلاً كل يوم.
ازرع التعاطف و شجعه :
في حين أنك لست مضطراً إلى الموافقة على ما فعله الشخص الآخر بك ، إلا أنه و عند العمل على كيفية التسامح والغفران ، فإن ذلك غالباً ما سيساعدك على وضع نفسك في مكان الشخص الآخر.
و قد أظهر البحث أن التعاطف ، خاصة مع الرجال ، مرتبط بالغفران ، و بإمكانه أن يجعل العملية أسهل .
و بدلاً من رؤيتهم على أنهم "العدو" ، حاول أن تفهم العوامل التي كانوا يتعاملون معها.
و بإمكانك أن تتساءل على سبيل المثال : هل مروا بوقت صعب بشكل خاص في حياتهم؟ هل سبق لك أن ارتكبت أخطاء مماثلة؟
وحاول أن تتذكر الصفات الجيدة للشخص الآخر ، وافترض أن دوافعه لم تسبب لك الألم عن قصد (إلا إذا كان لديك مؤشرات واضحة بخلاف ذلك) ، وقد تجد أنه من الأسهل أن تسامح و تغفر .
احمِ نفسك وامض قدماً في حياتك :
من المحتمل أنك سمعت المقولة : "المرة الأولى ، عار عليك ؛ أما المرة الثانية ، فهي عار علي".
إذ مما لا شك فيه أنه و في بعض الأحيان يكون من الصعوبة بمكان المسامحة و ذلك إذا شعرت أن الصفح سيتركك عرضة لتكرار المعاملة السلبية ذاتها في المستقبل .
فمن المهم أن تفهم أن التسامح ليس مثل التغاضي عن الفعل المسيء ، ومن المقبول (وأحياناً يعتبر أمراً حيوياً) تضمين خطط الحماية الذاتية للمستقبل كجزء من عملية التسامح.
و على سبيل المثال ، إذا كان لديك زميل في العمل يسرق أفكارك باستمرار ، أو يقوم بالتقليل من شأنك أمام المجموعة ، أو يثرثر عنك ، فقد يكون من الصعب مسامحة مثل هذا السلوك السلبي المستمر.
ومع ذلك ، فإنه بإمكانك وضع خطة لمعالجة السلوك بالموارد البشرية ، أو الانتقال إلى قسم آخر ، أو تبديل الوظائف للخروج من الموقف السلبي.
و لا يعتبر الغفران الشامل Blanket forgiveness لشخص ما يواصل إيذائك بالضرورة فكرة جيدة لصحتك العاطفية.
إلا أن ترك غضبك ومحاولة المسامحة سيعود عليك بفوائد المغفرة دون أن تكون عرضة للمزيد من الإساءات .
و ذلك لأنك لا تحتاج للضغينة من أجل حماية نفسك .
الحصول على المساعدة إذا كنت في حاجة إليها:
في بعض الأحيان قد يكون من الصعب نسيان الماضي والتسامح ، خاصة إذا كانت الأفعال المسيئة مستمرة أو مؤلمة. فإذا كنت لا تزال تواجه صعوبة في معرفة كيفية مسامحة شخص أساء إليك بشكل كبير ، فقد تحقق نجاحاً أفضل في العمل مع معالج نفسي يمكنه مساعدتك في التغلب على مشاعرك على مستوى أعمق ودعمك شخصياً خلال سير العملية.
عزيزي القارئ :
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
المسامحة و الغفران : لماذا يجب أن تسامح نفسك - حتى و لو كان ذلك مؤلماً؟