التسامح و الغفران : ثمانية مفاتيح للتسامح

 في بعض الأحيان يكون الأذى عميقًا جدًا ، على سبيل المثال عندما يخون أحد الزوجين أو أحد الوالدين أو أحد المقربين ثقتنا ، أو عندما نكون ضحايا للجريمة ، أو عندما نتعرض للتنمر بقسوة.  يعرف أي شخص عانى من أذى نفسي أنه عندما نتأذى بشدة يكون من الصعب تفادي الشعور بالألم والأذى. 

 التسامح قد يكون دواء مناسباً لذلك الشعور. عندما تضربنا الحياة بقوستها ، لا يوجد شيء فعال مثل التسامح لمداواة الجروح النفسية العميقة. 

 كثير من الناس لديهم مفاهيم خاطئة حول ما يعنيه التسامح حقًا.

قد يرغب الآخرون في المسامحة ، لكنهم يتساءلون عما إذا كانوا يستطيعون حقًا أم لا.  الغفران لا يأتي  بسهولة.  ولكن من الممكن أن يحقق لنا الكثير، إذا كانت لدينا الأدوات المناسبة ولدينا الاستعداد لبذل الجهد.

1. اعرف ما هو التسامح ولماذا هو مهم

 المغفرة هي ماهية الخير ، حول منح الرحمة لمن أساء إلينا ، حتى لو لم يستحقوا ذلك.  لا يتعلق الأمر بإيجاد أعذار لسلوك الشخص المخالف أو التظاهر بأنه لم يحدث.  ولا توجد صيغة سريعة يمكنك اتباعها للشعور بالتسامح.  المسامحة عملية تتكون من العديد من الخطوات التي غالبًا ما تتم بطريقة تلقائية.

 لكن التسامح حقا يستحق العناء.  يمكن أن يساعدنا العمل على التسامح على زيادة تقديرنا واحترامنا لذاتنا ومنحنا إحساسًا بالقوة والأمان الداخليين. 

2. كن مستعداً للتسامح 

 لممارسة التسامح ، من المفيد أن تعمل على تغيير عالمك الداخلي بشكل إيجابي من خلال تعلم أن تكون ما أسميه "لائقًا بالتسامح".  تمامًا كما ستبدأ ببطء مع ممارسة روتينية بدنية جديدة ، فمن المفيد أن تبني عضلات قلبك لممارسة التسامح.

 يمكنك أن تبدأ في أن تصبح أكثر لياقة من خلال الالتزام بعدم إلحاق الأذى بالأخرين حتى ولو أذوك  - بعبارة أخرى ، بذل جهد واعٍ لعدم التحدث باستخفاف عن أولئك الذين أساءوا إليك أو محاولة ايذائهم.  ليس عليك أن تقول أشياء جيدة ؛  ولكن ، إذا امتنعت عن التحدث بشكل سلبي ، فستكون قد خطوت أول خطوة على طريق التسامح .

3. معالجة ألمك الداخلي

 من المهم معرفة من جرحك وكيف جرحك.  قد يبدو هذا واضحا.  ولكن ليس كل عمل يسبب لك المعاناة هو عمل ظالم.  على سبيل المثال ، لا تحتاج إلى مسامحة طفلك أو زوجك لكونه غير كامل ، حتى لو كانت عيوبهما غير ملائمة لك.

 لكي تصبح أكثر وضوحًا ، يمكنك النظر بعناية إلى الأشخاص الموجودين في حياتك - والديك وإخوتك وأقرانك وزوجك وزملائك في العمل وأطفالك وحتى نفسك - وتقييم مدى الظلم الواقع عليك.  ربما مارسوا الأذى معك ؛  أو ربما أضروا بك جسديًا.  ساهمت هذه الآلام في ألمك الداخلي وتحتاج إلى الاعتراف بها لكي تتمكن من تخطيها.  القيام بذلك سيعطيك فكرة عمن يحتاج إلى المسامحة في حياتك ويوفر لك مناخاً مناسباً للغفران.

 قد تكون قادرًا على القيام بهذا الحساب بنفسك ، أو قد تحتاج إلى مساعدة معالج متخصص. 

4. تنمية عقل متسامح من خلال ممارسة التعاطف مع الآخرين 

 درس العلماء ما يحدث في الدماغ عندما نفكر في التسامح واكتشفوا أنه عندما يتخيل الناس مسامحة شخص ما (في موقف افتراضي) ، فإنهم يظهرون نشاطًا متزايدًا في الدوائر العصبية المسؤولة عن التعاطف.  هذا يخبرنا أن التعاطف مرتبط بالتسامح وهو خطوة مهمة في هذه العملية.

 إذا قمت بفحص بعض التفاصيل في حياة الشخص الذي أساء إليك ، يمكنك في كثير من الأحيان أن ترى بوضوح الجروح التي يحملها وتبدأ في تطوير التعاطف معه.  حاول أولاً أن تتخيله على أنه طفل بريء يحتاج إلى الحب والدعم.  هل حصل على ذلك من الوالدين؟  

أظهرت الأبحاث أنه إذا لم يتلق الرضيع اهتمامًا وحبًا من مقدمي الرعاية الأساسيين وهما الوالدين في المقام الأول ، فسيكون عنده ارتباط ضعيف ، مما قد يضر بالثقة لديه.  قد يمنعه ذلك من الاقتراب من الآخرين ويضع مسارًا من الوحدة والشعور بالظلم لبقية حياته.  

5. ابحث عن معنى قيم في معاناتك

 عندما نعاني كثيرًا ، من المهم أن نجد معنى لما تحملناه.  بدون رؤية المعنى ، يمكن أن يفقد الشخص إحساسه بالهدف ، مما قد يؤدي إلى اليأس والاستنتاج البائس بأنه لا يوجد معنى للحياة نفسها.  هذا لا يعني أننا نبحث عن المعاناة لكي ننمو أو نحاول أن نجد الخير في أفعال الآخرين السيئة.  بدلاً من ذلك ، نحاول أن نرى كيف غيرتنا معاناتنا بطريقة إيجابية.

 إن العثور على المعنى لا يعني تقليل الألم أو القول ، سأبذل قصارى جهدي فقط أو تحدث كل الأشياء لسبب ما.  يجب أن تهتم دائمًا بمعالجة الجرح في نفسك والاعتراف بظلم التجربة ، أو أن التسامح سيكون ضحلًا.

6. عندما يكون التسامح صعبًا ، استدعي نقاط القوة الأخرى لديك

 التسامح صعب دائمًا عندما نتعامل مع جروح نفسية عميقة من الآخرين.  لقد عرفت أشخاصًا يرفضون استخدام كلمة التسامح لأنها تجعلهم غاضبين جدًا وحتى أنهم لا يفكرون في أن يفعلوا ولو شيئاً واحداً يؤدي الى مسامحة من قام بايذائهم.

 أحط نفسك بالأشخاص الجيدين الذين يدعمونك والذين لديهم الصبر للسماح لك بالغفران والمسامحة مع مرور الوقت.    

7. اغفر لنفسك

 يميل معظمنا إلى أن يكون أكثر قسوة على نفسه مما هو عليه مع الآخرين . إذا كنت لا تشعر بالحب بسبب الإجراءات التي اتخذتها ، فقد تحتاج إلى العمل على مسامحة الذات وتقديم ما تقدمه للآخرين الذين أساءوا إليك: الشعور بالقيمة المتأصلة ، على الرغم من أفعالك.

 بعد أن تكون قادرًا على مسامحة نفسك ، ستحتاج أيضًا إلى الانخراط في البحث عن المغفرة من الآخرين الذين أسئت إليهم وتصحيح الأخطاء قدر الإمكان.  من المهم أن تكون مستعدًا لاحتمال ألا يكون الشخص الآخر مستعدًا لمسامحتك.  لكن الاعتذار الصادق ، الخالي من الشروط ، سيقطع شوطًا طويلاً نحو تلقيك المغفرة في النهاية.

 8. تربية قلبك على التسامح 

 عندما نتغلب على المعاناة الخاصة بنا ، نكتسب فهمًا أكثر نضجًا لما يعنيه أن تكون متواضعًا وشجاعًا ومحبًا في هذا العالم.  قد نتحرك لخلق جو من التسامح في منازلنا وأماكن عملنا ، أو لحماية مجتمعاتنا من دائرة الكراهية والعنف.  كل هذه الخيارات يمكن أن تنير القلب وتجلب الفرح لحياة الشخص.

 قد يعتقد بعض الناس أن حب شخص يؤذيك غير ممكن.  لكنني وجدت أن العديد من الأشخاص الذين يسامحون يجدون في النهاية طريقة لفتح قلوبهم.  

إذا تخلصت من المرارة والعشور بالألم ووضعت الحب في مكانه الصحيح ، ثم كررت هذا مع العديد من الأشخاص الآخرين ، فستتمكن من ممارسة التسامح على نطاق أوسع وأعمق.  هذا النوع من التحول يمكن أن يخلق إرثًا من الحب سيستمر لفترة طويلة حتى بعد رحيلك...

عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

الغفران و المسامحة : خطوات مهمة لتغفر لنفسك

المسامحة و الغفران : لماذا يجب أن تسامح نفسك - حتى و لو كان ذلك مؤلماً؟

فوائد الغفران