قانون باركنسون Parkinson’s Law أو قانون التوسع البشري، و الذي يمكنك من استخدام المهام الإلزامية التي تواجهك في الحياة ، لتعزيز ثقتك بنفسك من خلال إدارة جيدة لوقتك و لجعل حياتك أكثر حيويةً و ثراءً.
قانون باركنسون هو القول المأثور الذي يقول: "يتسع العمل من أجل ملء الوقت المتاح لإنجازه".
و الفكرة بسيطة للغاية:
- إذا منحت نفسك عاماً للقيام بشىء ما فسيستغرق الامر عاماً ..
- إذا أعطيت نفسك شهراً ، فسيستغرق الأمر شهراً..
- و إذا منحت نفسك يوماً فسيستغرق الأمر يوماً .
يعد تطبيق قانون باركنسون على عملك أحد أسهل الطرق لخفض "الدهون" أو الأمور غيرالضرورية في أعمالك.
عندما تمنح نفسك وقتاً أقل للقيام بشيء ما ، فأنت مجبر على التركيز فقط على ما سيؤدي إلى النتيجة الطلوبة ، فالإطار الزمني المخفض يعد مهمة إلزامية، و هو قيد زمني يفرض النتائج المطلوبة .
و بصفتي عالماً نفسياً ، فإنني قد تعلمت أنه يمكنك استخدام " المهمات الإلزامية " ليس فقط لإدارة وقتك بشكلٍ أفضل ، و لكن أيضاً لجعل حياتك بأكملها أكثر ثراءً و أكثراستحقاقاً.
و للقيام بذلك ابدأ بتنفيذ مبدأ يتعلق بقانون باركنسون ، دعنا نسميه قانون التوسع البشري .
يتوسع البشر لملء المسؤولية المعطاة لهم
غالباً ما نتجنب اتخاذ قرارات هامة لأننا نخشى العواقب التي قد تحدث ، و لكن التوسع في ظروف جديدة هو أسرع طريقة للتعلم و التغيير .
و فيما يلي طريقتان لعبهما هذا المبدأ في حياتي الخاصة :
1 . الطريقة الأولى:
أنا و زوجتي لم يكن لدينا أطفال قبل أن نقرر أن نصبح آباء و محتضنيين لثلاثة أطفال.
فقد كان منحنى نمو الأبوة مشتتاً ، و تم الكشف عن عدم كفاءتنا للقيام بذلك، و لكننا تعلمنا بسرعة ، و الآن لدينا خمسة أطفال. فهل الحياة مشغولة ؟ الجواب: نعم ،
هل تكون جارفة في بعض الأحيان؟ نعم ،
و لكن هل استطعنا التكيف؟ و هل حياتنا أفضل و على وجه أكمل بسبب قرارنا ؟ الجواب بدون أدنى شك .. نعم.
2 . الطريقة الثانية:
عندما أوصى مستشاري المالي بأن أبدأ تلقائياً في استثمار مبلغ محدد كل أسبوع ، كنت أشعر بالتوتر ، فالمبلغ سوف يقلص مواردنا بالتأكيد.
و لكننا تكيفنا بسرعة مع عدم وجود هذا المال في حياتنا اليومية ، و بشكل غير متوقع زاد دخلي على الفور ليحل محل الأموال التي يتم استثمارها .
و قد أظهرا لي كل من هذين المثالين أنني كشخص، فإن قدرتي على التوسع وفقاً لظروفي، هي أكبر بكثير مما أعترف به نفسي .
و لكن كيف تقوم بهذه الأنواع من التوسع؟
لا يمكنك القفز إلى الهاوية، إذ يجب حساب جميع المخاطر التي قد تحدث. و بالنسبة لي فإني أحب التفكير بطريقة "نهج 80٪" الذي قدمه مدرب المشاريع "دان سوليفان" ، في هذا الأسلوب من التفكير، بدلاً من الهوس بفكرة أو"إتقان" فكرة.
و بالفعل ستكون الملاحظات التي ستحصل عليها هي مفتاح التعلم الصحيح .
فأنت لست بحاجة لمعرفة كل شيء ، و لا يمكنك أبداً أن تفهم كل شيء. و لكنك تحتاج فقط إلى معرفة أنك تشعر بالرضا عن القرار الذى تتخذه .
و في النهاية ، ستبدأ في بناء ثقتك بنفسك و التكيف مع ظروفك الجديدة من خلال هذا التوسع الجديد.
و سوف يدرك ذلك اللاوعي الخاص بك، و سوف تجد حالة طبيعية جديدة ،
إليك ما ستبدو عليه تلك العملية :
كما توضح الصورة ، عندما تبدأ تغييراً بارزاً لأول مرة ، فسيكون الضغط و الجهد الذي ستحتاجهما كبيرين.
و مع ذلك في مرحلة ما ، ستتكيف مع ظروفك الجديدة و لن تبدو الأمور صعبة كما كانت من قبل .
أما إذا حاولت النمو ببطء ، فلن تواجه التأثير العاطفي الكامل للملاحظات الفورية و القوية ، فقط سوف تبطئ تقدمك.
و من الأفضل أن تشرب من خرطوم الحريق و تقوم بتعديل قوة الذراع كما تحتاج.
هل ستواجه صدمة عاطفية أكبر ؟ نعم ، و لكن بمرور الوقت ، تبني الثقة و ستكون قادراً على اتخاذ القرارات بسرعة و سهولة أكبر .
و من ناحية أخرى هناك سبب آخر يجعل هذا مبدأ التوسع هذا، مهماً للغاية:
ستشعر بنفس صعوبة الحياة إذا لم تختر المجزافة. إذ أنه إن لم أصبح أباً لخمسة أطفال ، لكانت حياتي بنفس الصعوبة.
و بالتأكيد سأواجه صعوبات و مسؤوليات و لكنها ستبدو مختلفة. لقد أصبحت حياتي أكثر ثراءً الآن ، ولكنها تبدو عادية أيضاً .
و بالطبع فمهمتك هي الاستمرار في عمل ذلك الرهان المسبق ، مع نمو مجالك ، فإنك ستنمو أنت أيضاً.
ماذا يمكنك أن تفعل اليوم لتبدأ في توسيع نفسك ؟ و ماذا سوف يفوتك إذا لم تقم بفعل ذلك؟
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
بناء الثقة بالنفس و احترام الذات