ما هو الفيروس?
- هو عامل ممرض صغير جدا لا يرى بالمجهر العادي، بل بالمجهر الالكتروني، لا يستطيع العيش والتكاثر الا إذا أصاب خلية حية حيث يدخلها ويستخدمها لإعادة انتاج نفسه والتكاثر داخلها ثم تموت الخلية فتخرج منها فيروسات جديدة تستعمر خلايا أخرى ولا يستطيع الفيروس الحياة خارج الخلايا الحية التي يغزوها ويستعمرها.
- هناك ملايين الأنواع من الفيروسات وهي تصيب جميع الخلايا الحية من وحيدات الخلية أو النباتات أو الحيوانات أو الانسان، المدروس والمصنف منها علميا حوالي 5000 فيروس ضمن تخصص علم الفيروسات وهو فرع من فروع علم الاحياء الدقيقة microbiology
- فيروسات كورونا هي أنواع من الفيروسات التي تصيب الحيوانات وبعضها يصيب البشر تتميز بأن شكلها محاط بهالة وتسمى الفيروسات التاجية.
أشهر فيروسات (كورونا) الممرضة المسببة للعدوى عند البشر :
- انتقل فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS) من قطط الزباد إلى البشر في الصين عام 2002.
- انتقل فيروس (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) من الإبل إلى البشر في المملكة العربية السعودية عام 2012.
- فيروس (كورونا) COVID-19 ويعتقد انه انتقل من الخفاش في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019 ولا يزال منشرا في العالم حاليا يحصد الأرواح
- وهناك العديد من سلالات فيروس (كورونا) الأخرى المعروفة التي تسري بين الحيوانات دون أن تنتقل العدوى منها إلى البشر حتى الآن.
أهم الجائحات المعروفة التي أصابت البشرية :
طرق انتقال العدوى الرئيسة:
- من شخص الى شخص آخر عبر الرذاذ أو القطيرات droplets التي تخرج بالسعال أو العطاس أو الكلام بصوت عال
- عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس العين أو الأنف أو الفم كمداخل للفيروس ومن ثم حصول العدوى
- الفيروس يبقى حيا في الهواء لمدة 3 ساعات والعدوى عن طريق الهواء المحصور واردة نظريا رغم أنها غير مؤكدة بعد.
- تزداد شدة نقل العدوى كلما كانت الاعراض شديدة
- الشخص المصاب بدون أعراض قد ينقل العدوى أيضا.
- الفيروس الحالي شديد العدوى حيث ينقل الشخص المصاب العدوى الى ثلاثة أشخاص آخرين وسطيا ومن هنا التشديد على منع التجمعات بكل أشكالها والمحافظة عند الضرورة على مسافة تباعد 1.6 متر
الأعراض:
- الحمى والسعال وضيق النفس والوهن العام والالام العضلية الهيكلية وصعوبات التنفس ألم البلعوم (أعراض تشبه الانفلونزا) وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي والفشل القلبي وحتى الوفاة.
- 25% من الحالات بدون أعراض (تتم العدوى رغم عدم ظهور الاعراض)
- 80% بدون أعراض أو أعراض خفيفة لا تحتاج مستشفى.
- 20% أعراض متوسطة.
- 5% أعراض شديدة.
معدل الوفيات:
يزداد معدل الوفيات عند الإصابة طردا مع التقدم في السن وفيما يلي جدول بمعدل الوفيات حسب فئات الأعمار
بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة في العالم لغاية تاريخ لغاية تاريخ ١٥ ابريل أكثر من مليونين وعدد الوفيات الناتجة عن المرض (١٢٩) ألفا وبلغت نسبة الوفيات حسب الحالات المفحوصة 6.3%.
لكن إذا أخذنا بالاعتبار أن حوالي ٨٠٪ من المصابين لا تظهر عليهم الأعراض أو تكون أعراضهم خفيفة ولا يتم غالبا التبليغ عنها أو فحصها، فإن نسبة الإصابات الفعلية أكثر بحوالي 4-5 أضعاف، وبذلك تكون نسبة الوفيات الحقيقية بحدود 1.3%.
كيف يهدد كورونا النظام الصحي
معدل انتشار فيروس كورونا سريع حيث أن كل مصاب ينقل العدوى إلى حوالي ثلاثة أشخاص، وهذا قد يؤدي إلى إغراق مؤسسات الرعاية الصحية
بعدد كبير من المرضى في وقت قصير، بحيث تصبح أسرّة المستشفيات عموما وأسرّة العناية المركزة خصوصا، عاجزة عن استيعاب تستوعب الاعداد الكبيرة والمتزايدة من الإصابات
ومع انهيار النظام الصحي لن يجد مرضى كورونا لهم مكانا في المستشفيات وسترتفع نسبة وفياتهم وهذا ما يفاقم مشكلة العدوى، ويرفع من نسبة الوفيات
استراتيجيات التعامل مع الجائحة:
يكمن الحل المرحلي يكون في تدخل السلطات باتخاذ تدابير وقائية، وهي الإغلاق ومنع التجمعات، ومنع التجول والمباعدة الاجتماعية
مثل إغلاق المدارس والجامعات ودور العبادة ومراكز التسوّق وإلغاء الحفلات، وتشجيع والعمل من المنزل والحجر الذاتي والعزلة الذاتية وتجنب الزحام
وذلك لمنع الفيروس من الانتشار بسرعة تفوق قدرة النظام الصحي على مواجهته، وهذه هي استراتيجية "تسطيح المنحنى"
أي عدم السماح بحدوث ارتفاع هائل في عدد الإصابات بالمرض أكثر من قدرة النظام الصحي علي التحمل وذلك من خلال تخفيف سرعة انتشار الوباء.
الاستراتيجية الناجعة على المدى المتوسط والطويل هي اكتشاف علاجات فعالة ومأمونة وتطوير لقاح نوعي، وهو ما تعمل عليه مراكز الابحاث في العديد من الدول المتقدمة وتسابق الزمن من اجل تحقيقه.
دروس وعبر:
- في الحرب ضد الأوبئة يصبح النظام الصحي والنظام العلمي هما خط الدفاع الأول عن حياة الناس وكشفت الأحداث الراهنة أزمة الخدمات الصحية في معظم دول العالم، فجأة اكتشفنا أنه لا توجد أسرّة مستشفيات أو أسّرة عناية مركزة أو أجهزة تنفس صناعي كافية وإن هناك نقصاً في الطواقم وفي توفر الامدادات الطبية الأساسية ومستلزمات مكافحة العدوى.
- لم يتم التعامل مع الجائحة باعتبارها أزمة عالمية ينبغي مواجهتها بالتعاون الدولي منذ البداية، فضلا عن الارتباك الذي حصل في سياسات الدول تجاهها وانتهاج سياسات انكفائية في الوقت الذي يحتاج فيه الأمر إلى أقصى درجات التعاون الدولي بعيدا عن الصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
- ظهر أن اعتبارات السياسة ومصالح أسواق المال والشركات تقدمت على الاهتمام بالتداعيات الإنسانية، فقد سارعت الحكومات في عدد من الدول لإنقاذ الأسواق والشركات، ولم تفعل ما يكفي لمساعدة الناس المتضررين من تعطيل أعمالهم، أو الذين سُرحوا من وظائفهم، وبدأت الانتقادات الموجهة للنظام الرأسمالي تعود من جديد وتأخذ نوعا من المشروعية.
- كشفت الأحداث عن مخاطر انتشار الاشاعات والخرافات والمعلومات المفبركة لغايات مختلفة، شخصية وسياسية وأيديولوجية ودينية ومذهبية ...الخ، ف مما يؤكد أهمية التحقق من المعلومات والرجوع الى مصادرها الموثوقة وعدم نقل أو تداول المعلومات والاشاعات في حال عدم التأكد منها.
- لا يمكن لدولة بمفردها أن تتعامل مع الانتشار السريع للأوبئة مما يبرز الحاجة لدعم آليات للإنذار المبكر، والتعاون الدولي في ميدان البحث العلمي والدواء وتوفير التمويل اللازم بعيدا عن منطق احتكار الشركات الكبرى وإعادة الاعتبار لدور المنظمات الدولية المعنية ودعمها.
- بعيدا عن نظريات المؤامرة المزدهرة حاليا فقد تنبه العالم إلى التهديد الكبير المحتمل من خطر الأسلحة البيولوجيه وإمكانية انتقال الإرهاب التقليدي إلى استخدام الأسلحة البيولوجية.
- كشفت الآثار المترتبة على سياسات التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي ومنع التجول الجزئي جانبا إيجابيا تمثل في تحسن أو ضاع البيئة حيث انخفضت نسبة الملوثات بشكل ملحوظ الأمر الذي يستلزم مستقبلا اقتراح يوم واحد في الأسبوع تتوقف فيه النشاطات الاقتصادية الملوثة للبيئة مثل المصانع والسيارات والسفن ويطبق في جميع دول العالم ويسمى (اليوم الأخضر)
- كشفت الوباء عن القيمة الحقيقية للعلم والمعرفة والأدب والفنون في حياة الناس بدلاً من التركيز على ثقافة التفاهة والفردية والخلاعة والعنف كما تظهر في معظم وسائل التواصل والألعاب والأفلام والمسلسلات ومحطات التلفزة وغيرها.
- جائحة كورونا اليوم ليست حكرا على أتباع دين أو عرق أو مذهب انها إحدى معارك البشرية في صراعها الطويل مع الأوبئة، وسلاحها العلم والمعرفة ، وستنتصر بالتأكيد .
مع التمنيات بالصحة والسلامة للجميع
المراجع:
المكروبيولوجيا الطبية، الجزء 2، جيو بروكس وآخرون، مركز تعريب العلوم الصحية، الكويت ،2005 .
فك اللغز.. كيف يحطم كورونا النظام الصحي ويرمي المرضى في الشوارع؟ د. أسامة أبو الرب - الجزيرة نت 19/3/2020
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
زمرة الدم و كورونا هل تزيد زمرة دمك من خطر إصابتك بـ فيروس كورونا
ما الذي تظهره بالفعل صورة فيروس كورونا Coronavirus التي شاهدتها مليون مرة
فيروس كورونا (COVID-19)) : تعرف على استراتيجيات إدارة القلق و التوتر أثناء تفشي الوباء
المصادر
- عثمان-ميرغني/9-دروس-من-المحنة
- وزارة الصحة السعودية
- الفيدرالية الدولية لجراحة السمنة والأمراض الاستقلابية
- المصدر
- المصدر
مقال ممتاز وشامل وغني
شكرا للكاتب وللموقع
جميل ! كلّ التقدير و الاحترام دكتور.